تنسيقية الثورة السودانية تطالب بالقبض على البشير بالقاهرة

أخبار: القاهرة
 
 (علاء الدين أبومدين)
تنسيقية الثورة السودانية تطالب بالقبض على البشير بالقاهرة
وتنظم تظاهرة وسط تكتم حكومي على برنامج الزيارة
 
     نظمت تنسيقية شباب الثورة السودانية بمصر صباح اليوم الأحد وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة السودانية بالقاهرة – حي قاردن سيتي، وذلك بمشاركة مصرية متميزة. وكانت التنسيقية قد دعت قبل عدة أيام لقيام هذه الوقفة تضامناً مع المعتقلين السودانيين في سجون نظام البشير في إطار الظروف الإنسانية القاسية وبالغة الدقة التي يمر بها عموم الشعب السوداني؛ خاصة النساء والأطفال والمدنيين العُزل في كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق.

     وقد ردد السودانيون والمتضامنين معهم من المصريين أهزوجتهم المفضلة التي صارت متداولة، وتقول مقاطعها “خيبة على خيبة… ديل الكيزان… قسموا السودان… اغتصبوا النسوان… خيبة… ديل الأخوان… خيبة… قتلوا الأطفال… سرقوا الأموال… خيبة على خيبة… ديل الكيزان… باعوا الأطيان… باعوا السودان… خيبة على خيبة”؛ كما رددوا أيضاً شعارات أخرى منددة بمتاجرة نظام الجنرال البشير بالدين الإسلامي الحنيف، وطالبوا بتسليم رأس النظام لمحكمة الجنايات الدولية جراء جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق أبناء وبنات الشعب السوداني في دارفور.
     هذا، وقد أصدرت اللجنة السياسية بتنسيقية شباب الثورة السودانية بياناً بعنوان “مصر الثورة تستقبل مجرماً كامل الدسم… في ظل دعوات دولية لإلقاء القبض عليه”. وقام أفراد من التنسيقية بتوزيع قرابة 500 نسخة من البيان المذكور أثناء فعالية اليوم. وقد وصف البيان الرئيس السوداني بأنه “الراعي الأكبر للفساد والاستبداد”، مبيناً أنه “يمنع وصول الغذاء والدواء للمدنيين الأبرياء ويستخدمه كسلاح ضد مواطنيه في جنوب كردفان والنيل الأزرق، في إطار عادته المعروفة في نقض العهود، بينما يهب ملايين الأطنان من لحوم الأبقار والخراف السودانية المسروقة للآخرين بُغية جرجرتهم شعبا وجيشا لموقف معادي لتطلعات شعب السودان في الحرية والسلام والعدالة، ناهيك عن تبرعه بملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية السودانية للآخرين من غير السودانيين، في وقتٍ لا يجد فيه مئات الآلاف من المواطنين من خريجي كليات الزراعة ومعاهدها ومدارسها أرضا ليفلحونها”، ووصف البيان تلك الممارسات من لدن نظام البشير بأنها ” أمر يرقى لجريمة الخيانة الوطنية بإمتياز”، وحيا البيان كفاح الشعبين السوداني والمصري، ودعا الشعب السوداني لرص صفوفه، كما دعا أيضاً “شعب  ثورة 25 يناير المصرية العملاقة للضغط على حكومته للتوقف عن استقبال الفاسد والمستبد الأكبر/ عمر البشير، وذلك حفاظا على العلاقات التاريخية والمصالح المتوازنة والمتبادلة بين شعبي وادي النيل”.
     الجدير بالذكر أن زيارة الجنرال البشير لمصر هذه المرة، قد صحبها تكتم شديد فيما يتصل ببرنامج الزيارة، رغم أن جدول أعمالها علني في إطاره العام. واصطحب البشير في هذه الزيارة عدداً كبيراً من طاقمه الحكومي، لا سيما أولئك المسئولين السودانيين المُمسكين بملفات حساسة، تتصل بالمصالح الوطنية العُليا للشعب السوداني. وكانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت بياناً أول أمس الجمعة، طالبت فيه الحكومة المصرية بسحب دعوتها للرئيس السوداني وإلقاء القبض عليه بمجرد وصوله للقاهرة، بيد أن الحكومة المصرية رفضت ذلك، وأكدت على لسان (ياسر علي) المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية حسب ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية اليوم أن “مصر ملتزمة بموقف الإتحاد الأفريقي”، وأن المباحثات المعنية مع الرئيس السوداني “تناولت قضايا التعاون المشترك خاصة فيما يتعلق بالعلاقات التجارية والأمن الغذائي”، مُضيفاً أن “المحادثات تطرقت إلى أزمة المياه مع دول حوض النيل”، ومشددا في ذات الوقت على أن “مياه النيل تمثل قضية أمن قومي وأن البيان الختامي سيتضمن ماتم التوصل إليه في هذا الصدد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *