الحلقة الاولى ( 1 -4 )
ثروت قاسم
1- الذكرى ال 16 لغزوة ناين الفن ؟
اليوم الاثنين 11 سبتمبر 2017 ، تجىء الذكرى ال 16 لغزوة ناين الفن ، عندما تهاوت الأبراج في نيو يورك ، ومعها أفكار كثيرة بإمتداد الكون ، وظهر عالم جديد يسوده الخوف والتوجس من الآخر المسلم خاصة .
هذه مقالة ، في 4 حلقات ، تحاول إستعراض ما يجري في امريكا في هذه الأيام البئيسات حول كوريا الشمالية ، وإحتمال قصفها نووياً أو هايدروجينياً ، لان تداعيات هكذا قصف سوف ترتد إلى صدورنا في يوم قادم قريب .
ونبدأ هذه المقالة بالتعريف بحقيبة اليد النووية السوداء …
حقيبة الزقوم التي تخرج في اصل الجحيم ، وطلعها كانه رؤوس الشياطين !
2- حقيبة اليد السوداء ؟
وما أدراك ما حقيبة اليد السوداء ؟
لهذه الحقيبة الشيطانية اكثر من كنية ، نذكر منهن :
+ كرة القدم النووية .
+ كرة القدم الذرية .
+ حقيبة الطواري الرئاسية .
+ الزر .
+ الصندوق الاسود .
+ كرة القدم .
استمدت ة هذه الحقيبة السوداء كنية ( كرة القدم ) من كلمة السر لاول مجموعة من الخطط العسكرية النووية … شوت !
Shoot !
( كرة القدم ) حقيبة يد سوداء تخرج في اصل الجحيم ، طلعها كأنه رؤوس الشياطين . يحمل هذه الحقيبة ضابط في الجيش الامريكي ، ويكون متواجداً جسدياً بالقرب من ترامب 24 على 7 ، في حله وترحاله ، وهو في طيات السحاب أو هو يلعب الجولف ، في طائرته وفي ليموزينه ، وهو في الرياض أو في منتجعه الصيفي .
مهمة هذا الضابط الحصرية هي فتح الحقيبة السوداء عندما يأمره ترامب بذلك ، لا أكثر ولا أقل .
عرفنا في السودان الفنان الذري ابراهيم عوض ، رغم انه لم يكن يملك على أي حقيبة يد ذرية . ولكن ترامب يملك على حقيبة يد سوداء ، يمكنها ان تدمر العالم ، كله جميعه ، بضغطة زر من ترامب .
تجد بداخل الحقيبة مجموعة خيارات ، مشروحة بتفصيل في كتاب اسود ، يحتوي على رسومات كرتونية لتسهيل سرعة فهم وإستيعاب مجموعة الخيارات المتاحة للفرعون الذري ترامب .
يفتح الضابط الحقيبة بامر ترامب . يدرس ترامب التعليمات ، ويختار من بين الخيارات ما يروق له ، مع كلمة السر التي تتغير يومياً . يتلفن ترامب على نمرة تلفون تتغير يوميا ، وتصله بضابط رفيع في حجرة الحرب في البنتاجون . ينطق ترامب بكلمة السر التي تؤكد انه الفرعون الذري شخصياً ، ثم يعطي اوامره للضابط في غرفة الحرب .
هذا كل ما في الأمر ، وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان .
الضابط الذي يستلم الاوامر من الفرعون الذري ترامب لا يملك إلا ان يقول سمعنا وأطعنا :
Yes, Sir.
لا يحتاج الضابط لعقد مشاورات وتوكيدات مع اي مسؤول آخر ، إن كان رئيسه المباشر ، أو رئيس الاركان المشتركة ، أو وزير الدفاع ، او وزير الخارجية ، أو نائب الرئيس . مهمة هذا الضابط الحصرية هي تنفيذ الامر الرئاسي عمياناً ، وبدون مراجعة أياً كان .
واجب الضابط الحصري هو تنفيذ الامر الرئاسي ، مهما كانت درجة خطورته ، وبدون اي بغم .
بعد اقل من 30 دقيقة من اعطاء الفرعون الذري الامر للضابط ، تكون الصواريخ العابرة للقارات والتي تحمل رؤوس نووية او هايدروجنية طلعها كانه رؤوس الشياطين قد ضربت اهدافها في رياح الدنيا الاربع ، من كوريا الشمالية إلى إيران مروراً بروسيا والصين ، ودمرت هذه الأهداف بأسوأ من تدمير هيروشيما وناجازاكي . لا تذر هذه الصواريخ الذرية من شئ أتت عليه ، إلا وجعلته كالرميم .
لا يمكن حتى لقوة خارقة كقوة النبي سليمان الذي قيض الله له شياطين الانس والجن يعملون له عملاً دون ذلك ، أن توقف هذه الصواريخ الشيطانية ، بعد إستلام الضابط لامر الفرعون ترامب .
نقطة على السطر ، اقلب الصفحة ، وقضي الامر الذي فيه تستفتيان .
كل هذه القوة اللا محدودة ، كل هذه السلطة المطلقة ، تجدها في يد شخص واحد ، لا رقيب عليه ، ولا يخضع لأي محاسبة على فعلته التي ضمنها له دستور الولايات المتحدة الامريكية .
أمر مفزع ومخيف خصوصاً إذا عرفنا إن الفرعون الذري الذي يصدر هذه الاوامر كائن ينطلق من مشاعر نزواتية ، ومزاجية ، وإنفعالية ، ومن عصبية غير منطقية ، بل من ردود افعال نزقة ، ومن رغبة سادية للثأر والإنتقام . لا يقف هذا الكائن غير المستقر نفسياً على منصة العقل والمنطق ، بل يلبد في مغارة الحقد والكراهية والعنصرية والسادية . وبالتالي يمكنه ان يفعل ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من اهوال وزعزعات ما انزل الله بها من سلطان .
ونزيدك كيل بعير ، ونذكرك بأن ترامب قد ادلى بالتصريحات المختزلة ادناه ، ما بين عام 2015 واغسطس 2017 ، نقلاً عن صحيفة القارديان البريطانية في عددها الصادر يوم الجمعة 11 اغسطس 2017 :
+ بالنسبة لي الذرة هي القوة ، والتدمير مهم جداً لي .
+ احب الحرب .
+ إذا كنا نملك السلاح الذري ، فلماذا لا نستعمله ؟ لماذا لا نستعمل السلاح الذري ؟ لماذا لا نستعمل السلاح الذري ؟
+ عندما حذره مستشاره للامن القومي الجنرال ماكماستر من ان الحرب ضد كوريا الشمالية قد تعني ملايين القتلى في الكوريتين واليابان ، صرخ ترامب :
ملايين القتلى هناك ، وليس هنا !
+ قالت هيلاري كلينتون إنه ليس من الصعب تخيل إن ترامب سوف يقودنا إلى حرب نووية ، فقط لان احدهم قد إستفز جلده الرهيف ؟ هذا شخص قذر !
في سياق مواز ، وفي يوم الاربعاء 23 اغسطس 2017 ، تسآل جيمس كلابر المدير السابق للإستخبارات الوطنية الامريكية عن مدى أهلية ترامب لاستعمال الكود السري في الحقيبة السوداء لاطلاق قنابل ذرية ضد عدو متوهم ، لانه له سلطة مطلقة في ذلك ، وأمره سوف يتم تنفيذه في دقائق بدون الرجوع لطرف ثالث ، حتى للقائد العام للقوات الامريكية ؟ المبرر لتساؤل وإنزعاج كلابر التصرفات العشوائية والغوغائية وغير المسؤولة لترامب ، وتهديداته بقصف كوريا الشمالية نووياً ، لغير جرم ارتكبته ، سوى ورجغات رئيسها الطفولية ، التي لا يعنيها ، وغير قادر على تفعيلها ، كونها مجرد ورجغات فارغة ، لأنه يعرف وحق المعرفة أن الولايات المتحدة قادرة على مسح كوريا الشمالية من على وجه البسيطة ، في رمشة عين ، عندما يستعمل الاحمق ترامب الكود السري في الشنطة السوداء ؟
في عام 1945 لم يكن الكود السري معمولاً به ، ولا الحقيبة السوداء . في عام 1945 اعطى ترومان امره بقصف اليابان ذرياً لوزير دفاعه في حضور وموافقة اعضاء مجلس الامن الوطني الامريكي . أي كان القرار متفقاً عليه من المؤوسسة . ولكن الكود السري والحقيبة السوداء تلغيان المؤوسسة . ومن هنا يأتي الخطر الماحق .
بعد الدمار الهائل والغير إنساني الذي فجرته القنبلة الذرية في اليابان في عام 1945 ، لم يجرؤ اي رئيس امريكي عاقل على إستعمال الكود السري والحقيبة السوداء : لا في كوريا الشمالية في الخمسينات ، ولا في فيتنام ، ولا في كوبا ، ولا في أفغانستان ، ولا في العراق ، ولا في سوريا .
ولكن هل ترامب كائن عاقل ؟
هذا هو السؤال الذي أقض مضجع هاملت في زمن غابر ؟
مع ترامب ، ولى الزمن الذي كنا نفترض فيه وجود رئيس امريكي عاقل ومتوازن ومنطقي . ومن ثم الحاجة الملحة للتعديل الدستوري رقم 34 للدستور الامريكي ليضع الكود السري وشنطة اليد السوداء في يد لجنة من عقلاء القوم وحكمائهم ، بدلاً من يد ترامب المرتعشة ! وإلا فعلى الدنيا السلام ، مع رئيس امريكي طائش كترامب ، يفتح شنطة اليد السوداء ، ويبرمج الكود السري ، ويصدر الامر فتزلزل الارض زلزالها ، وتخرج الارض اثقالها ، ويقول الانسان مالها ، فتحدث اخبارها ؟
هذه وتلك من علامات الساعة التي لم تحدثنا بها كتب التاريخ والفقه .
نواصل في الحلقة الثانية …