الخرطوم – النور أحمد النور
حذر تحالف المعارضة السودانية أمس، من إندلاع «ثورة جياع»، بعد إقرار الحكومة خطة رفع الدعم عن المحروقات والخبز والكهرباء. أتى ذلك في وقت كثف تحالف متمردي «الجبهة الثورية» اتصالاته مع قوى سياسية واتفق مع زعيم «الحزب الاتحادي الديموقراطي» محمد عثمان الميرغني على مقاطعة الانتخابات، ما لم يسبقها توافق وطني.
وقال مسؤول الإعلام في تحالف المعارضة محمد ضياء الدين أن الأوضاع الإقتصادية والمعيشية للأسر أصبحت خطرة، و «ما لم يتدارك النظام هذه المخاطر الحقيقية ويقدم على معالجات سريعة للأزمة المتصاعدة، فسيجد الشعب السوداني كله في الشارع ووقتها تكتسح ثورة الجياع كل ما تجده في طريقها».
ولفت ضياء الدين إلى أن الخطر يكمن فى أن الأسر «باتت غير قادرة على الإيفاء بمتطلباتها بسبب الإرتفاع الجنوني للأسعار»، مؤكداً أن تلك المشاكل تدفع المواطنين الى تجاوز الأحزاب والتنظيمات السياسية، والنزول الى الشارع». ورأى أن استمرار الأزمة المعيشية وحده كفيل بتغيير النظام.
وتعهد وزير المال السوداني بدر الدين محمود، بمضي الحكومة قدماً في سياسة رفع الدعم عن السلع الاستهلاكية، وقال إن البرنامج الخماسي للدولة (2015- 2019) يتخذ من «تحرير الإقتصاد بشكل منضبط»، منهجاً.
وتحدث الوزير عن الصدمات التي مر بها الإقتصاد السوداني نتيجة لتداعيات تنفيذ اتفاق السلام الشامل مع جنوب السودان منذ عام 2005 والأزمة الاقتصادية العالمية.
وأدى رفع جزئي لدعم الحكومة للوقود إلى احتجاجات شعبية واسعة في أيلول (سبتمبر) الماضي، سقط خلالها عشرات القتلى. ويطالب ذوو الضحايا مع اقتراب الذكرى الثانية للاحتجاجات، بمحاسبة المتورطين، كما طالبت الامم المتحدة بتحقيق في الاحداث.
الى ذلك، أجرت قيادات من تحالف «الجبهة الثورية»، محادثات مع زعيم «الإتحاد الديموقراطي» محمد عثمان الميرغني، في خطوة وصفت بأنها اختراق كبير فى علاقات الطرفين. ونقل وفد «الجبهة» المؤلف من التوم هجو وياسر عرمان، رسالة من قيادته الى الميرغني الموجود في لندن تتعلق بالأوضاع السياسية الراهنة والاتصالات التي تجريها الجبهة مع القوى السياسية السودانية ومنظمات المجتمع المدني.
وقال الميرغني في بيان اعقب الاجتماع ان الجانبين «سيعملان دائماً على ما ينفع الناس وإن السودان أمانة في اعناق الجميع ولا بد من الحرص على سلامه وديمقراطيته».
واتفق المجتمعون على ضرورة انهاء الحروب وإشاعة السلام والوفاق الشامل بين السودانيين، كما اتفقا على استحالة اجراء انتخابات من دون وفاق وطني. وكان رئيس «الجبهة الثورية» مالك عقار وقع اتفاقاً مع رئيس حزب «الامة» الصادق المهدي في فرنسا سمي بـ «اعلان باريس»، ركز على التسوية السياسية الشاملة في السودان مع السعي الى وقف الحرب.