كشف رئيس بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بدارفور (يوناميد) محمد بن شمباس عن وصول فريق تابع للامم المتحدة الى الاقليم خلال اسبوعين للتحقيق فى اتهامات اطلقتها المتحدثة السابقة باسم البعثة عائشة البصيري تحدثت فيها عن اخفاء البعثة المشتركة معلومات عن مجلس الأمن حول جرائم ترتكبها الحكومة السودانية فى دارفور.
وكانت البصيري تقدمت باستقالتها من منصبها في (يوناميد) خلال ابريل من العام 2013، متهمة مسؤولين كبار فى الامم المتحدة بالتواطؤ مع الحكومة السودانية لاخفاء ما قالت انها انتهاكات فظيعة ترتكبها السلطات السودانية بحق المواطنين المدنيين فى اقليم دارفور.
وقالت البصيري ان مجلس الامن الدولي نفسه تواطأ فى التخلص من ملف دارفور عبر ارسال بعثة حفظ سلام، اكدت انها “فاشلة قبل ارسالها”. واوضحت ان “الاتفاق المبرم بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقى وبين الحكومة السودانية كان يقضى بان تكون قوات البعثة تحت حماية الحكومة”، وتساءلت بدهشة “كيف يقبل العقل ان تكون قوات مهمتها حماية المدنيين من الحكومة هى نفسها تحميها الحكومة؟”.
واكد محمد بن شمباس في مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم الاثنين ان “يوناميد” ليس لديها ما تخفيه حول ما وصفها بالمزاعم التي قدمتها البصيري لمجلس الامن، وأضاف ان فريق التحقيق سيجد الدعم الكامل من البعثه وزاد (نحن جاهزون لنساعدالفريق العامل لنحسن اي تقرير يكون عكسنا).
ونقل بن شمباس الى مجلس الامن الدولي، الخميس الماضي، تطورات الوضع باقليم دارفور، والإجراءات التي اتخذتها البعثة لتنفيذ الأولويات الاستراتيجية التي طلبها المجلس في قراره رقم 2148 (2014).
ووصف بن شمباس، الوضع في دارفور بأنه لا زال كئيبا ورهيبا وبالغ الخطورة، معلنا نزوح ما لا يقل عن 30% من سكان الاقليم المضطرب من قراهم الاصلية.
ويشهد إقليم دارفور الواقع غربي السودان منذ العام 2003 مواجهات مسلحة عنيفة بين الحكومة وحركات متمردة اختارت حمل السلاح كوسيلة لتنفيذ مطالب تتعلق بالتنمية وعدالة توزيع السلطة.
وساطة جديدة لجمع الحكومة ومسلحي دارفور
وكشف بن شمباس عن تنسيقه الشخصي مع كبير وسطاء الآلية الافريقية ثابو امبيكي ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للسودان وجنوب السودان وهايلي منقريوس لعقد لقاء بين ممثلين للحكومة السودانية ومسلحى دارفور بعد التوافق على المكان، كاشفا عن زيارة وشيكة لامبيكي الى الخرطوم للتباحث حول ذات الامر.
وحث رئيس البعثة المشتركة في دارفور الحركات المسلحة على الانضمام الى الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس السوداني في يناير الماضي واعتبرها فرصة تاريخية لانهاء الحروب والمشاكل التي تواجه السودان.
واثنى بن شمباس على دور امبيكي لافتا الى امكانية ان يلعب دورا محوريا في ايجاد حل للمشكلة السودانية بالتعاون مع قطر والاتحاد الافريقي.
وحول اتفاق باريس الموقع بين الحركات المسلحة والصادق المهدي قال بن شمباس انه لم يطلع على نصه لكنه حث على اغتنام الفرصة للوصول الى سلام وطني في السودان.
مسؤولية الحكومة
وحمل رئيس بعثة اليوناميد الحكومة السودانية مسؤولية الاحداث بمعسكر السلام بمدينة نيالا بجنوب دارفور الاسبوع الماضي، وقال ان البعثة لديها علم بالحادثة وانها ستواصل مشاركة الحكومة وفقا لمبدأ حماية المدنيين وتتأكد من سير العدالة دون خرق لحقوقهم.
ودهمت قوة مشتركة من الأجهزة الأمنية بجنوب دارفور الثلاثاء المنصرم معسكر السلام للنازحين (15) كلم جنوب شرق نيالا، بحثا عن من قالت انهم جناة فارين واستنادا على قانون الطوارئ المفروض بالولاية.
وأعلن معتمد محلية نيالا عبد الرحمن حسين محمد قردود وقتها القبض علي اكثر من (10) متهمين داخل المعسكر فضلا عن ضبط كميات كبيرة المخدرات والأسلحة والذخيرة .
وحمل بن شمباس قيادات النازحين بالمخيم المسؤولية عن حيازة الاسلحة داخل المعسكرات. وقال (المسموح به هو ان تطبق القوانين لتعمل وفقا لحقوق الانسان).
شائعة الايبولا
ونفى بشدة اصابة احد جنود البعثة للاصابة بمرض الايبولا القاتل، مؤكدا ان تلك الانباء ليست سوى شائعات واضاف “ليست هنالك اصابه واحدة بين العسكريين ورجال الشرطه” مشيرا الى ان اجراءات اتخذت لفحص العاملين والقادمين من الدول المصابة بالمرض.
وبشأن امكانية اجراء انتخابات في دارفور في ابريل من العام المقبل، رد بن شمباس ان الوضع الامني في دارفور يمثل تحديا، وقال ان الافضلية بان يكون الظرف وقتها جيدا.
وأعلن بن شمباس فى تقريره لمجلس الامن الدولي الاسبوع الماضى أن حكومة السودان سحبت قوات الدعم السريع من العمليات الجارية في دارفور، مؤكدا انحسار المواجهات العسكرية المسلحة بين القوات الحكومية ومناوئيها المسلحين خلال الأشهر الماضية.
ولفت بن شمباس الى أن الصراعات المجتمعية بين المجموعات القبلية، التي تتنافس على الموارد، ما زالت مستمرة في العديد من مناطق دارفور، كما أوضح أن انعدام الأمن، والأعمال الإجرامية، وتقييد حركة البعثة بواسطة القوات الحكومية والحركات المسلحة ومجموعات المليشيات تشكل تحدياً أمام تنفيذ تفويض اليوناميد ويُعيق أنشطة الوكالات الإنسانية.
وقال رئيس البعثة في احاطته لمجلس الأمن “يظل الوضع الإنساني في دارفور عقب أحد عشر عاماً من الصراع كئيباً ورهيباً”.