بعد 3 سنوات من عملية الذراع الطويل — هل ما زلت الحركة بحاجة لنقل المعركة للخرطوم؟
لماذا لا ينتفض اهل المركز (سلميا) — ويغنونا عن الزحف المقدس مرة اخرى نحو ام درمان؟
منبر الدوحة كان بطلب من حركة العدل والمساواة — ولم يكن للحكومة قضل سوى الموافقة
خيار الحكومة هو الحرب — واذا فرضت علينا سنقاتل بشرف — وسوف تكون شرسة
فكرة نقل حرب التحرير من الاطراف (الهامش) الى (العاصمة) تبنتها قيادات حركة العدل والمساواة — حين نادت بها القواعد فى مؤتمر الحركة بالميدان عام 2007 عندما هتفت (كل القوة للخرطوم جوة) — وطبقتها القيادة فعليا ونزلتها لارض الواقع فى العاشر من مايو عام 2008 حيث تحركت جحافل حركة العدل قاطعة 1600 كيلو متر من اقصى غرب السودان الحبيب متجهة نحو الخرطوم — تحت بصر وبصيرة المؤتمر الوطنى المطموسة بالجهوية والعرقية — وتحت نظر (المطرود) صلاح غوش واجهزته الامنية وعلى عينك يا عبدالرحيم محمد حسين — لسنا هنا بصدد سرد وقائع المعركة والتلذذ بهذا الانتصار الكبير الذى فاجا امريكا — والغرب — ولازال البانتغون متحيرا كيف تمكن د خليل من الوصول للخرطوم — وهزيمة حزب المؤتمر الوطنى فى عقر داره — وللتنويه اقول ان الهزيمة لم تكن للجيش القومى السودانى — وانما لحكومة المؤتمر الوطنى وذلك لان هذه الحكومة العنصرية الفوقية المنبتة تتعامل مع هذا الجيش باعتباره عدو — بل واكبر مهدد لوجودها — فمعلوم ان من اتى بانقلاب عبر الجيش لن يطمئن ابدا للجيش — وسيظل مسكونا بالخوف من انقلابى اخر يخرج من قرن الجيش — لذلك سعت حكومة المؤتمر الوطنى الى تحطيم السلم الذى وصلها للسلطة — كما ننوه الى ان حركة العدل والمساواة لا تعادى الجيش — وليس بينها وبين الجيش اى غبينة — فالجيش كله مكون من المهمشين من الشعب السودانى — وليس للجيش اى مصلحة فى حماية الطبقة الطفيلية الحاكمة
الهدف من نقل المعركة للخرطوم هو تاكيد مقدرة الحركة على الامساك بزمام المبادرة — والقدرة على وضع القضي تحت الاضواء — وكذلك تحرير (القضية) من يد حكومة المؤتمر الوطنى وتمليكها للشعب السودانى — فنقل ميدان المعركة للعاصمة تلقائيا يجعل (القضية) قومية — صحيح ان حركة العدل والمساواة لم تستهدف اى مواطن مدنى عادى عندما دخلت ام درمان عنوة — ولكن فى النهاية تحولت العاصمة الى ساحة للقتال بين حركة العدل وبين الحكومة — وشاهد اهل العاصمة الدماء السودانية تسيل — وبهذه المناسبة احى واترحم على شهداء الحركة وعلى راسهم الشهيد الجمالى جلال الدين — وكذلك اترحم على شهداء الحكومة فهم جزء لا يتجزء من الشعب السودانى الذى نقاتل من اجل تحريره من الطغمة العنصرية الفوقية المعزولة — وشاهدنا ان القضية (بعد نقل ساحة المعركة للخرطوم ) اصبحت تمس (امن المواطن فى المركز ومعيشته — وكرامته وشرفه) خاصة وان الاغتصاب صار سلاحا من اسلحة الحرب ومن الجرائم التى تقع فى اختصاص المحكمة الجنائية الدولية — — و خلاصة القول هى ان الهدف من نقل المعركة للخرطوم هو تلقين حزب المؤتمر الوطنى الدرس بان (الجرة لن تسلم فى كل مرة) — وان الدربكة امام القون — يرجح معها ان تدخل الكورة فى القون
لماذا لا ينتفض اهل المركز (سلميا) — ويغنونا عن الزحف المقدس مرة اخرى نحو ام درمان؟
ان نظام الانقاذ وتوابعه من النشاط الطفيلى العنصرى فى المركز هو المسؤول عن كل كوارث السودان فى العقدين الماضيين وتحديدا فان عمر البشير وزبانيته هم المسؤولون عن انفصال الجنوب وتمزيق اراضى السودان (عجزوا عن الحفاظ على حدود الجدود كما هى فى 1956) وعمر البشير هو المسؤول شخصيا عن خلق قضية دارفور وتفاقمها — وجرائمها بدءا بالابادة الجماعية والتطهير العرقى والاغتصاب وانت نازل — وعلى يد عمر البشير( المطلوب للعدالة الدولية) دخل السودان زمرة (الدول الفاشلة) واحتل مكانا مرموقا بين الدول الاكثر فسادا — وخلاصة الامر فان نظام عمر البشير بكل المقاييس اسوا من من نظام بن على الهارب فى تونس الخضراء — واسوا من نظام مبارك ونجليه فى مصر — وقد جرت عليهم سنن الكون — هم الان فى السجن الكبير الذى سجنوا فيه الابراء وسجنا الضمير والراى — فلماذا لا يثور اهل المركز ضد البشير وعصابته؟ وانتهز هذه السانحة لتحية كل شباب السودان — واحى الشباب فى كل ولايات دارفور الذين تحركوا فى الايام الماضية وواجهوا نظام المؤتمر الوطنى — وضاقت بهم السجون بما رحبت — وتحملوا التعذيب الوحشى الامنى بكل صنوفه — ان مسيرة ربيع العرب ماضية والشعب السودانى كان سباقا فى ممارسة العصيان المدنى و الاطاحة بالانظمة العسكرية بدءا بنظام عبود عام 1964 ثم نظام نميرى فى ابريل 1985 —- اننا ندرك ونتفهم طبيعة الشعب السودانى غير الدموية — ولكننا نراهن ايضا على عشقه للحرية
ان سر نجاح الثورات السودانية يكمن فى (الجيش) الذى يتدخل فى الوقت المناسب ليشل يد جهاز الامن من البطش بالشعب — — اننا ندرك ان الجيش القومى الان يشبه الثعبان منزوع الاسنان — فهو يحوز اسلحة بلا نيران وابر الدبابت بيد الامن والمخابرات — وذلك لان النظام مرعوب من الجيش — ولا يطمئن اليه
هل تريدون ان يلعب جيش العدل والمساواة دور الجيش الوطنى فى اكتوبر وابريل؟ لقد طرحت المعارضة السودانية فى اطار التجمع الوطنى الديمقراطى فكرة (الانتفاضة المحمية) وقد تفضلت الحركة الشعبية بتوفير نواة لجيش التجمع فى الجبهة الشرقية — الا ان احزاب المركز القومية (الاتحادى والامة والشيوعى — الخ ) لم تفلح فى بناء مليشيات قوية لانجاز هذه المهمة ( الانتفاضة المحمية) — يبدو ان الوقت الان اكثر ملاءمة للشروع فى انجاز هذه المهمة — فى هذه الايام بعد ان وصل سلام نيفاشا الى نهاياته — ويجرى فرز جيش الحركة الشعبية قطاع الشمال طبقا لاحكام سلام نيفاشا– و قد انتهت انتخابات ولاية جنوب كردفان — ان اهل الهامش (دارفور وكردفان والشرق) هم اكثر الناس تضررا من نظام المؤتمر الوطنى — وقد تيقنوا ان التغيير يجب ان يبدا بالمركز ثم ينداح نحو الاطراف وليس العكس — ان المشكلة فى المركز — فاذا صلح قلب النظام فى الخرطوم صلح الجسد واذا فسد القلب فسد النظام كله — اذن مرحبا بالتنسيق المفصل لدرجة التوقيت لندق الموسيقى والبيان رقم واحد– ولازال ربيع العرب قائما
والسؤال هو : هل يثق اهل المركز فى مليشات المهمشين ؟ والداعى لهذا السؤال هو ان نظام المؤتمر الوطنى قد استخدم كل الادبيات العنصرية القذرة لتمزيق النسيج الاجتماعى السودانى — فقد كان يقول للناس ايام الانتخابات بما معناه صوتوا للبشير لانه هو الذى يجنبكم حكم الجنوبيين والغرابة — وهو الذى يحول دون تكرار تجربة المهدية وحكم الخليفة عبدالله التعايشى — اقول بانه ومن خلال حواراتنا مع اطراف المنبر الديقراطى فى الدوحة — ومن خلال تواصلنا المباشر مع القوى الوطنية بالمركز فقد تيقنا ان اهل المركز يكنون كل الاحترام لحركة العدل والمساة — وينظرون اليها باعتبارها المخرج والمرتجى — و يقدرون طرحهها القومى منذ نشاتها — كما وان اهل ام دمان بكل عراقتهم ووعيهم السياسى قد شهدوا لحركة العدل والمساواة انها لا تستهدف المواطن وانما تستهدف الحكومة البغيضة الممقوتة من الشعب السودانى كله — لانها ديكتاتورية وفاسدة وفاشلة — وقد حكم اهل ام درمان على الحركة من خلال تعامل الحركة مع المواطن فى يوم 10 مايو 2008
منبر الدوحة من اختيار حركة العدل — وليس للحكومة فضل فيه سوى مجرد الانجرار والتبعية
بعد 3 سنوات من عملية الذراع الطويل — بقراءة الاوضاع فى دارفور نجد ان حكومة المؤتمر الوطنى لم تكن راغبة فى تنفيذ اى اتفاق بشان ملف دارفور — واكبر دليل على ذلك هو انها لم تنفذ اتفاقيتها فى ابوجا مع السيد منى اركو مناوى — فلم تنفذ الحكومة شرط ادخال الاتفاقية كجزء من الدستور الانتقالى اسوة بالاتفاقيات السابقة (اديس ابابا 1972) واتفاقية الخرطوم للسلام عام 1987 واتفاقية نيفاشا عام 2005 — وقد مارس القائد منى اركو كل اشكال الضغوط على الحكومة ووقع معها اتفاقية المصفوفة — ولم تلتزم الحكومة باى اتفاقية وقعتها معه — وظل منى يهدد بالعودة الى مربع واحد ( الحرب) — ولم تستجب الحكومة — فلم يجد منى بدا من تنفيذ وعيدة بالعودة للحرب
بعد عملية الذراع الطويل فى عام 2008 رتبت حركة العدل والمساواة منبر الدوحة وطلبت من دولة قطر التوسط لحل مشكلة السودان فى دارفور — وقد قبلت دولة قطر هذا الطلب مشكورة — وتم اخراج العملية عن طريق الجامعة العربية — والاتحاد الافريقى والامم المتحدة — وقد اعلت حركة العدل من اول وهلة انها تعول (بعد الله) على الوساطة القطرية بصورة اساسية — وعلى السيط جبريل باسولى — وانها غير معنية بالجامعة العربية والاتحاد الافريقى لان هذه الاندية الاقليمية لا تعبر عن شعوبها وانما تمثل اندية (حكومات ) بدليل انها تستقبل عمر البشير رغم صدور قرار بتوقيفه من المحكمة الجنائية الدولية — و للحقيقة فقد وجد منبر الدوحة قبولا من المجتمع الدولى وبصورة خاصة من الدول الدائمة العضوية و (اليابان + كندا) — وقد جاءت حكومة الخرطوم مجرورة الى منبر الدوحة — جاءت الحكومة للدوحة مغيوظة — ومليئة (بالغيرة) — لانها لاحظت ان حركة العدل والمساواة قد خلقت علاقة استراتيجية مع القيادة القطرية — التى درست الملف جيدا واطلعت على كل الالاعيب التى مارستها وتمارسها الحكومة السودانية بشان ملف دارفور
الحقيقة التى توصلنا اليها منذ زمن بعيد هى ان حكومة الخرطوم لا تريد ان تجلس مع الحركات الدارفورية وتوقع معها اية اتفاقية وتنفذها — وانما تريد ان تعالج الامور فى السودان (بالشوت ضفارى) وفقا لما يروق لها هى — وقد كنا ومازلنا فى حركة العدل والمساواة نقول ان الحكومة غير جادة وليست مستعدة لدفع استحقاقات السلام بدليل انها لم تنفذ اتفاق حسن النوايا بين الطرفين لعام 2009 كما لم تنفذ الاتفاق الاطارى فى الدوحة 2010 فهى توقع الاتفاقيات ليس للتنفيذ وانما فقط بغرض تحسين صورتها املا فى رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للارهاب ومن القائمة السوداء الامريكية — لقد غادرت الحكومة منبر الدوحة منذ نهاية عام 2010 — واصبح وجودها رمزيا بقصد الحفاظ على شعرة معاوية بينها وبين المنبر — ثم جاء ربيع العرب — فاصبحت قضية دارفور هامشية بالنسبة للقطريين حيث انشغلوا بمشاكل( دول) اكبر من دارفور واكبر حتى من القضية الفلسطينية — والواقع يقول ان الحكومة غير معنية بالسلام وغير جادة فى تحقيقه وقد عبر الدكتور الحاج ادم يوسف الامين السياسى الجديد للمؤتمر الوطنى عن هذا الامر بكل وضوح حين قال فى اول تصريح له ( “أن الحزب لن ينتظر بعد الآن عملية التطاول التى يشهدها منبر التفاوض حول دارفور بالدوحة” ، مضيفا : “نحن لا نمتلك قرار تعطيل المنبر وأن الأمر فيه يعود للوساطة وفى مقدمتها القطرية ونثمن لهم الدور الذى لعبوه فى الفترة الماضية ولكن أصبحنا لا نركن إلى عملية التطاول فى قضية دارفور” .
و أكد الحاج ادم أن جهود معالجة أزمة دارفور ستركز في المرحلة المقبلة على استراتيجية السلام من الداخل ولن نربط ما يجري من إستراتيجية السلام في دارفور بمجريات الدوحة بل سيتم التركيز على الداخل بقدر المستطاع) انتهى
بقطع النظر عن النتائج التى ستتوصل اليها الوساطة فى منبر الدوحة — فان حركة العدل والمساواة تعلن عن كامل تقديرها للجهود التى بذلتها دولة قطر والوسيط جبريل باسولى — ويقيننا ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا — فحكومة الخرطوم لم تقرر بعد الدخول فى سلام مع حركة العدل والمساواة — لان الحكومة لا تريد ان تبرم سلاما وهى مهزومة — لذلك خيارها الان هو الحرب كما سنبين فى الفقرة التالية باذن الله
خيار الحكومة هو الحرب — واذا فرضت علينا سنقاتل بشرف — وسوف تكون شرسة
القراءة الصحيحة تقول ان حكومة الخرطوم تطمح فى القضاء على جيش العدل والمساواة وابادته — ولا تريد التصالح والشراكة مع العدل والمساواة — وقد اعلن البشير عن نواياه هذه فى فندق الرتز بالدوحة ابان زيارته الاخيرة لقطر — وتحليل الحكومة يستند الى ان حركة العدل فى اضعف حالاتها بعد الطلاق مع انجمينا — والمتغيرات التى حدثت فى ليبيا — لذلك فان الحكومة لاتريد ان تفاوض الا بعد ان تحقق انتصار مصورا مشهودا — اننا نقول للقارئ وللشعب السودانى ان خيار حركة العدل والمساواة هو السلام من خلال منبر الدوحة — ولكن اذا اختارت الحكومة خيار الحرب فان جيش العدل والمساواة سيقاتل بشراسة — وجيشنا سيقاتل فى طريق اتجاه واحد زحفا نحو القصر الجمهورى لتحرير الشعب السودانى — وقد شاهد جيشنا المدرب المدنيين العزل فى العالم العربى يتحركون ويواجهون بصدورهم العارية انظمة اكثر شراسة من نظام الانقاذ — فمناظر الدماء والموت اصبحت عادية ومالوفة فى معظم عالمنا العربى هذه الايام ومازلنا نتنسم ثورة الربيع — اقول للقارئ ان جيشنا يتمتع بروح عالية — يستمدها من ايمانه بالله — وثقته بعدالة قضيته — ويستمدها من المواطن السودانى الجميل الكريم الذى يعرف اقدار الرجال — لقد برهنت الايام ان جيشنا فى منظور الشعب السودانى هو جيش وطنى بكل ما تعنيه الكلمة من معانى — ان جيشنا يقاتل فى كل انحاء الغرب الاجتماعى الكبير فى دارفور وكردفان — ويستمد قوته وامداده وروحه المعنوية من شعبه — وسقطت الى الابد كل دعاوى القبلية (ودولة الزغاوى الكبرى) التى حاولت الحكومة الصاقها بالحركة — وبالمقابل فاننا اكثر يقينا بان حكومة الخرطوم هى التى فى اضعف حالتها — فهى مفلسة ماليا بعد ان نهبت قيادات المؤتمر الوطنى كل عائدات البترول وحولتها الى حساباتها الخاصة فى البنوك العالمية فى اوروبا والشرق الاقصى — وبعد انفصال الجنوب وسيطرة الجنوبيين على البترول — وصاروا يعرفون الكمية المنتجة فعليا –اكثر من ذلك فان الجبهة الداخلية للحكومة مفككة (الان )اكثر من اى وقت مضى بعد (فتنة الفريق صلاح قوش وقبيلته) — فالحكومة لا تعلم حتى الان من معها ومن ضدها داخل الاجهزة الامنية — كما ان نادى الدول العربية (الجامعة العربية) — كل دولة فيها مشغولة بى تولاتها — وخلاصة القول هى ان الافاق حمراء — ولون الثورة احمر — والحرية الحمراء ثمنها غالى — ومخطئ من يظن ان الشعب السودانى سيخنع لنظام البشير — فهذا رهان خاسر
ابوبكر القاضى
الدوحة