بطاقة تجنيد للهبية
حسن اسحق
قرر حاكم ما في جنوب الصحراء ان يعيد إحكام الطرق والممرات
،الجبال والمدن والقري،ان يبتكر طرق جديدة لاغواء الصغار من ابناء
البلاد،من اطفال الورنيش و(الكماسرة) وسائقي العربات، بمال الدولة(
السايب) لا رقيب فيه ولا من يحاسب سارقيه،لعلمه ان القبة التي يجتمع فيها
مرتدو الجلاليب والعمم من مناصريه ومؤيديه. اراد سرا ان يجند اشخاص جدد،
من دون ان يخبروهم بالتجنيد ،واذا علموا به، يهربون. قالوا من فيكم يجيد
قيادة السيارات،و هذا العمل الجديد، مرتبه جيد،ولا يخطر علي بال البسطاء
من العامة،كادحي اليومية،وعرقهم يتسرب مع برودة الشتاء. جاء اليهم كبير
القوم،ان له شحنات يريد يحملها الي اراضي ،تردد كلمات ان المنطقة
المجاورة لها تشتعل بنيران السلاح،و ومباراة الفصل المعلن عنها،باءت
بالفشل،واللاعبين هربوا وتشتت شملهم،ومن رحل الي ملاعب عليا، يبتغي
الشهادة،لا يعرف عنها شئ. بهذا الاغراء من المال(السايب) غادر سائقي
القري مع مساعديهم،وعند وصولهم استقبلهم (كائن) يرتدي لبسة
رصاصية،وخاطبهم بلغة،ادركوا من لحظتها انها لغة (الرصاص)،فكان حديثه
مختلفا عن سابقه،واستنكروا هذا القول،قرر البعض الرجوع من حيث
اتوا،الافضل العيش وسط صفوف الخبز والجازولين،من صف الذخيرة.واما
الاخرون انتهزوا فرصة الاغراء المادي،دون وعي منهم،اغرتهم بطاقة
(الذخيرة)،وعادوا الي موطنهم،ليتباهوا بها الي حين،لن تزعجنا بعد اليوم
مخلوقات (الكشة) في المدينة،ونتعاطي فكي (نط الشوك) والاعواد التخديرية
في اي مكان نريد دون خوف من احد. ان مسؤول الاوراق الامنية والرصاصية
بذل الكثير في سبيل هذا،من مال وفردوس ضائع .كانت الصدامات المكتومة تشغل
بالهم وفكرهم كل يوم،والمقعد في القبة،بدأت رماله تتحرك من اطرافه
.والهزيمة الشئ الوحيد لا يمكن اخفاءه عن الاخرين،مهما بذل من اكاذيب
وتمويه. العائدون الي محطات القري المألوفة نشروا الغش،انها حملة التجنيد
من وراء الستار،انها معارك ليست معلنة،انها ،انها وانها مسارات الهلاك
المستقبلية في ثوبها الجديد. فالسلطان توعد مناوئيه ،بفترة عصيبة،اذا لم
يلقوا الزجاجة الحارقة علي الارض،ويقبلوا بمقاعد الازقة وساندويتشات
وبيرغر القبة.فكيف يقدموا علي فعل كهذا؟،وهم نجحوا في امتحان الفصل الذي
حدد له شهورا بعينها،لن يستطيع مخلوق ان تزوير اوراق النجاح،واستبدالها
بأخريات،مدركا سقوطه في اول تجربة ناداها في غفلة من مرددوها. وتحول
التجنيد الي عمل سري مدسوس عنهم.
[email protected]