بسم الله الرحمن الرحيم…
بشير مالو ما صلى الجمعة الماضية في كاودا ؟
عبدالغني بريش اليمى..
عندما تسلل الجنرال الراقص في ظلمات الليل الى مدينة تلودي يوم الجمعة قبل الماضية 4/5/2012 ، كان واضحا عند مخاطبته لمليشياته ومرتزقته بأنه سيصلي الجمعة القادمة 11/5/2012 في مدينة كاودا المحررة . وكرر هذا الكلام أكثر من ثلاثة مرات ( يوم الجمعة القادمة الصلاة وين !، وكانت مليشياته ومرتزقته ترد عليه – في كاودا معقل المتمردين والعملاء والخونة ) .
مر الموعد المضروب لدخول كاودا والصلاة فيها ، وقِيل ان البشير في الموعد الذي حدده للصلاة في كاودا صلى في احد مساجد العيلفون ، وبعده رقص في إحدى البيوتات هناك لأكثر من ساعتين ، ليذهب بعدها الى اجتماع مجلس شورى الحركة الإسلامية السودانية الذي أحيط بسياج من السرية ، وقرر باقصاء علي عثمان محمد طه من الأمانة العامة .
كنا نعلم جيداً أن حديث الجنرال الهارب من العدالة الجنائية في مدينة تلودي عن الصلاة في كاودا مجرد مزحة لا تصلح إلآ في سودان الدجل والشعوذة والبكاء ، ذلك أن احتلال كاودا أمر لا يمكن للجيش الشعبي السماح به ، ليس لأنه محاط بجدار عازل مقاوم للأسلحة المحظورة دوليا والتي يستخدمها نظام الخرطوم ضد الثوار ، بل لأن الوصول إليها بأي محور من المحاور سيكون أمراً صعباً جداً ، وبتكاليف قد لا يتخيلها ويتصورها العدو نفسه .
لكن لنفترض جدلاً ان جيش البشير تمكن من الدخول الى كاودا !.. فهل هذا يعني القضاء على الجيش الشعبي والحركة الشعبية ( شمال ) التي تعتمد على اسلوب حرب العصابات ؟ . وحرب العصابات هي شكل من أشكال الحرب غير التقليدية ( التي تعتمد المفاجأة والمباغتة في الزمان والمكان وإستغلال نقاط ضعف العدو..) .
كما أن حرب العصابات التي تعتمد عليها الحركة الشعبية اليوم تقوم على حرب المجموعات الصغيرة ، ثم المجموعات الكبيرة ، ثم المناطق المحررة ، ثم التوسع للسيطرة على كل السودان بتواصل المناطق المحررة في جبال النوبة/جنوب كردفان ، النيل الأزرق ، دارفور .. الخ .
إذن طالما الموضوع حرب عصابات لإنهاك جيش المؤتمر الوطني ، وافلاس خزينة حكومة البشير ، فأي حديث عن دخول كاودا لا يعني أي شيء من الناحية العسكرية والقتالية .
أهل الانقاذ يتحدثون عن دخول كاودا وما ادراك ما كاودا .. لكنهم لم يتحدثوا عن تلودي وكادوقلي والدلينج المحاصرة من قبل ثوار الجبال من كل المداخل لمدة طويلة .. كما يتجنبون الدخول في الكلام عن 80% من مساحة جبال النوبة التي حررتها ونظفتها الحركة الشعبية والجبهة الثورية من جيش البشير ومليشياته ومرتزقته .. فهل يعتقد النظام أنه بتضليل السودانيين عن قرب دخوله كاودا سيجني له مكاسب سياسية ؟ .
على كل حال ، جاء الموعد الذي ضربه البشير للصلاة في كاودا ومرّ دون ان نسمع شيئا عن هذا الموضوع .. وبهذ نستطيع القول ان الجنرال الهارب ( طلع زول كضاب ) . وإذا كان الجنرال الراقص مسلما ، فالإسلام يحذر من الكذب ، ويعده من خصال الكفر والنفاق . يقول الله سبحانه وتعالى : { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون } . وفي السنة النبوية : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ) .
لقد اعتاد البشير ان يخدع أهله وانصاره باعتذارات زائفة وتعليلات باطلة عندما يكذب ، حتى ارتبط لسانه ارتباطا قويا به .. وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب ، حتى يكتب عند الله كذاباً .
ان الجنرال الهارب من العدالة لا يستطيع الصلاة في كاودا ، سواء اعتمد على خبراء عسكريين ايرانيين أو روس ، لا غدا أو بعد غد أو حتى بعد سنوات .. فليكذب على أنصاره في وضح النهار ، فالمتضرر الحقيقي من حماقاته وأكاذيبه ورقصاته المخجلة ، هي تلك الشعوب السودانية التي لا حول ولا قوة لها . لكن إذا الشعب يوما أراد الحياة والحرية والعيش الكريم ، لابد أن ينتفض ويثور ضد الظلم والطغيان والإستبداد .
والسلام عليكم …………
[email protected]