طلبت ليبيا من من الرئيس السودانى عمر البشير عدم الحضور الى مؤتمر القمة الاوربية الافريقية بطرابلس الاثنين، و احتجت الحكومة السودانية على القرار بالانسحاب وعدم المشاركة بأى مستوى من مستويات
التمثيل.
واصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس البشير في مارس 2009 بعد اتهامه بالتورط في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور. واضافت المحكمة عام 2010 تهمة تدبير الابادة الجماعية .
وتستضيف ليبيا الاجتماع بين افريقيا والاتحاد الاوروبي اليوم و غدا ورغم انها ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرا و غير ملزمة
باعتقال البشير فور دخوله اراضيها ولكن حضوره سيسبب مشكلة دبلوماسية لممثلي.
الاتحاد الاوروبي الذي وقعت كل دوله على ميثاق المحكمة وملزمة بالتعاون معها وفرض تطبيق اوامر الاعتقال التي تصدرها.
و ابلغ وزير الخارجية الليبى ، موسى كوسا (اسوشيتد برس) ان الرئيس
السودانى عمر البشير سيحضر اجتماع قمة مجلس الامن و السلم الافريقى بدلا عن مؤتمر القمة الاوربية الافريقية بسبب التهديدات الاوربية بالانسحاب من المؤتمر حال مشاركة البشير فيه .
و اعلن وزير الخارجية السودانى ، على كرتى الذى كان قد وصل الى طرابلس من اجل المشاركة فى القمة ، انسحاب السودان و عدم تمثيله فى المؤتمر على اي مستوى ، واضاف “الرئيس قرر عدم المشاركة فى القمة لعدم احراج السلطات الليبية” مشيرا الى ضغوط اوربية . واوضح الوزير ايضا انه غادر اجتماعا مع نظرائه الافارقة الذين كانوايعدون موقفا افريقيا مشتركا من القمة، بعد ان تلقى “تعليمات” من الخرطوم بمغادرة الاجتماع .
وفى الخرطوم اصدرت رئاسة الجمهورية السودانية بيانا غاضبا اعلنت فيه انسحاب السودان من المشاركة في القمة الافريقية الاوربية مع احتفاظه بحقه في اتخاذ الاجراءات والمواقف المناسبة لحفظ حقوقه وسيادته.
وقال البيان ان السودان قرر المشاركة فى القمة على مستوى رئيس الجمهورية رغم ان الخارجية الليبية ابلغتهم قبل ثلاثة ايام من القمة بالاحتجاج الاوربى الذى ردت عليه الحكومة السودانية بأن قرارها المشاركة فى القمة تم بناءا على ان الدعوة موجهة من ليبيا رسميا و ان المشاركة تاتى فى اطار عضوية السودان فى الاتحاد الافريقى الطرف الاساس فى القمة و لذلك فأنه غير معنى بأى موقف يتخذه الجانب الاوربى.
و اضاف البيان انه و فى نفس يوم سفر الرئيس البشير للمشاركة فى القمة تلقت رئاسة الجمهورية السودانية اتصالا من مسؤول ليبى رفيع نقل فيه ترحيب بلاده بحضور الرئيس البشير فى الثلاثين من الشهر الجارى اى بعد انتهاء القمة الاوربية الافريقية واعتبر البيان الموقف الاوربى من مشاركة البشير استهانة بمشروعية الاتحاد الافريقى و استقلالية قراره و اتساقا مع العقلية الاستعمارية التى تنظر بها اوربا الى افريقيا ،
ووصف البيان الموقف الاوربى بالنفاق السياسى حيث تطلب دول الاتحاد الاوربى من الرئيس البشير تنفيذ اتفاقية السلام فى الوقت الذى تضع فيه العراقيل امام مشروعيته السياسية بجانب انها تبعث بسفرائها لتقديم اوراق اعتمادهم من قبل رؤسائهم الى البشير بينما تعمل على الانتقاص من مشروعيته .
وكان رئيس جنوب افريقيا السابق و رئيس لجنة حكماء افريقيا ثابو مبيكي قد اعلن امس عن مشاركة الرئيس البشير فى القمة الاوربية الافريقية بطرابلس .
وصوت زعماء دول الاتحاد الافريقي العام الماضي بعدم التعاون مع قرارات المحكمة الجنائية الدولية وزار البشير هذا العام تشاد و كينيا وكلاهما عضو في المحكمة وسط انتقادات غربية لموقف البلدين .
ورفضت مصر الانصياع لضغوط فرنسية مماثلة بمنع حضور الرئيس البشير الى القمة الافريقية الفرنسية بمنتجع شرم الشيخ فى فبراير الماضى و قررت باريس اثر ذلك نقل القمة اليها و شارك السودان فيها بوفد رأسه نائب الرئيس ، على عثمان محمد طه .
و كانت تركيا قد رضخت ايضا الى الضغوط الاوربية لعدم سماحها للرئيس البشير بالمشاركة فى القمة الاسلامية التى انعقدت على اراضيها فى نوفمبر العام الماضى .