برنامج افريقيا عن كثب !
الاشراف : الاستاذ صلاح جاموس
الاعداد : الاستاذ عباس فجار
التحرير : الاستاذ احمد ويتشي.
برنامج (افريقيا عن كثب ) هي مادة تحريرية ‘ تعمل علي لفت الأنظار الي قارتنا الافريقية ونقل اخبارها الي الشعب السوداني الأفريقي بصفة عامة ‘ والي الجيل الذي ولد في فترة ما يعرف بحكومة الانقاذ بصفة خاصة ‘الذين لا يعرفون الكثير عن قارتهم الافريقية بسبب الاستلاب والتجهيل الممهنج من قبل القائمين علي امر التعليم في السودان ‘ فبالتالي قررنا نشر مادة كل اربعة ايام يتناول شي من سالف تاريخ القارة وحاضرها ومستقبلها وكذلك عرض جغرافيتها ومعالمها ونجومها وابرز رموزها من المناضلين التاريخيين ودكتاتوريها وطغائها
مادة اليوم بعد تقديم مختطفات من معالم افريقيا
نبداء بها
بعنوان : قراءة في كف الانظمة الاستبدادية
مختطفات من ميزات ومعالم القارة الافريقية :
*اطول الانهار في العالم (نهر النيل!)
*اكبر الصحاري في العالم (الصحراء الكبري!)
* اكثر القارات بها لغات حية في العالم ( 984!) لغة حية
* اكبر نسبة مسلمين في العالم بنسبة (52%!)
*تعرف القارة الافريقية بانها مهد البشرية وتقع في قلب الكرة الارضية وبها معادن وثروات طبيعية (19 !) مورد ومعدن نادر
* منبع اصلب لاعبي كرة القدم وافضلهم علي مستوي العالم
عوضا عن هذه المعالم والميزات النادرة ‘ اشتهرت القارة الافريقية بالمجاعات والمجازر والابادات الجماعية ‘ والانظمة الاستبدادية والحكومات الدكتاتورية ‘ بقيادة جنرالات وعسكريين تسلقوا حائط السلطة بالانقلابات العسكرية بعد تمويه الشعوب الافريقية بشعارات الديمقراطية والحرية والعدالة ‘ من اجل توطيد اركان حكمهم والذين يظهرون حقيقتهم السادية فيما بعد ‘ ويتلذذون بانتهاكات حقوق الانسان ونهب الثروات وتزوير ارادة الشعوب ومن ثم رفع شعارهم المعروف من “العروش الي القبور” والتي تعني بصريح العبارة لا مجال لحاكم اخر الي ان ينقطع اخر انفاسهم ‘
وفي احسن الاحوال ‘يصلوا بالشعوب الي الدرك السحيق من جحيم الاستبداد ‘ لينتفضوا حينها يولون الادبار ويوثبون من النوافذ الضيقة’ ويقومون من علي البعد بزعزعة الامن والاستقرار ونشر الفوضي بعناصرهم الاجرامية لجعل الشعوب يعضون علي بنان الندم لانتفاضتهم ضدهم ‘ او لاعادتهم الي حظائر العبودية والاستبداد’
والامثلة لا حصر لها ‘وهذه هي مشكلة القارة الافريقية التاريخية التي اقعدتها عن اللحاق برفيقاتها الاسيوية والامريكية الجنوبية ‘
واذ نحن نتابع مسلسل الانظمة الاستبدادية في افريقيا وسقوطهم كالذباب ‘
شهدنا في الاسابيع الماضية انتفاضة الشعب في جمهورية بوركينافاسو ضد الدكتاتور بليز كمباوري
الذي جسم علي صدر الشعب قرابة الثلاث عقود ولم يكتفي وحاول تعديل الدستور (ان كان هناك دستور)! ‘طبعا بتصفيق دواي وتأيد من الجمعية الوطنية البرلمان ‘
وهو الذي استولي علي السلطة بانقلاب عسكري دموي باغتياله الرئيس المحبوب توماس سنكارا في هجوم ليلي علي القصر الرئاسي في العاصمة واغادوغو في العام “1988م”
بتخطيط من مخابرات اجنبية وتنفيذ من بليز كمباوري الذي اصبح يري في الشعب البوركيناني كالعدو المتربص به بعد اغتياله لمعبودهم توماس سنكارا الذي شاركهم تفاصيل حياتهم اليومية في المساجد والكنائس و الاسواق و الاذقة والحواري ‘ بعد ما حرم علي نفسه السيارات والملابس المستوردة ‘ وقد ابكي كل احرار العالم في يوم الذي غدر به وبقي في ذاكرتهم ‘ وكان ملهما لهم في انتفاضتهم ضد الدكتاتور بليز كمباوري ‘ الذي طويه صفحته ووضع في إرشيف الطواغيت الافارقة الغابرين الغير مأسوف ‘
بالطبع حادثة اغتيال سنكارا وحوادث اخري كثيرة تكشف لنا كيف يتم التأمر علي الثوار المخلصين من ابناء افريقيا الذين يهمهم امر نهضتها وحدث هذا مع (مانديلا-قرنق -لوممبا-خليل إبراهيم -عمر المختار-بن جديد -تمبال بي )! بتصفيتهم او بسجنهم لفترات طويلة ‘
هي قصة ماساة في افريقيا من جملة “54” بلدا مستقلا في القارة تحكم ” 9 ” فقط بانظمة ديمقراطية حقيقية ‘ و الأخريات اما هي دكتاتوريات فاسدة ‘ او ديمقراطيات شكلية ‘ وفي كل هذه الدول -بلا استثناء- لا وجود للعدالة الاجتماعية ‘ التي هي ركيزة اساسية لاي حكم ديمقراطي ومن دونها يبقي الغبن وحب الانتقام في النفوس نتيجة لسياسات الفرق تسد المستخدمة في المجتمع ‘
كنا ذكرنا سلفا في البداية الامكانات والموارد الطبيعية والبشرية التي تتمتع بها القارة الافريقية الا ان شعوبها يقاسون من ” الكوارث و المجاعات و الأمراض الخطيرة ”
ليس تبريرا لكن ‘ حسب تقديري’ اري ان العالم الذي يدعي محاربة الدكتاتوريات وترسيخ قيم الديمقراطية هو ذاته الداعم الاول للانظمة الاستبدادية والحكومات الدكتاتورية في افريقيا ‘ بمدهم بادوات الإرهاب والعنف ضد الشعوب ‘ والتي تتم تحت زريعة بسط هيبة الدولة’ وهي سياسة راسخة لابادة الاثنيات الذين يرفضون الانحناء وهذا الدعم عادة ياتي من ” سماسرة السلاح ” القادمون من ما وراء البحار والمحيطات ‘ ويتدخلون في ادق تفاصيل الشؤون الداخلية للشعوب الافريقية ‘كاختيار الطواغيت الوضيعين والمطيعين للاوامر ‘ من اجل تقاسم عائدات المعادن الثمينة التي لم
يري منها الشعوب الافريقية شيئا بحيث تحول عائداتها الي البنوك الخارجية ولن تعود الا في مواسم شراء الذمم فقط والتي تسمي جزافا بانتخابات واي انتخابات هذه التي تطيح الفرصة لجنرال فاسد ليرشح نفسه في اكثر من ثمانية دورات رئاسية ولا يهم ان كان مصابا بامراض العصر من ” الايبولا والزهايمر ووجع الركب” -حمانا الله وإياكم-
يمكن القول بان امام الشعوب الافريقية طريق طويل للتخلص من اذناب ووكلاء الاستعمار الذين يقومون بدوره لافساد حياة الافارقة الذين يموتون بالملايين جوعا وفقرا ومرضا ‘ وبعد تساقط (سيسوكو ‘ ايدي امين ‘نميري ‘شارلس تيلور ‘ حسني مبارك ‘القذافي ‘بن علي ‘بوزيزي’ هبري ‘باغبو ‘ كمباوري )! وذهابهم الي مزابل التاريخ ‘ ماتزال هناك قائمة طويلة تضم طواغيت افارقة من العواجيز اكل الدهر وشرب منهم ولكنهم باصرار شديد متشبثين بالكراسي بعد تدثرهم بكيانات اجرامية مزينة باسماء (الوطنية’ الشعب’التقدم ‘التنمية و النهضة)! وفي الواقع بعيدين من هذه الاسماء ‘ ونذكر
البعض من هولاء الطواغيت
*تيودورو ابيانج نغيما – 73 عاما
الرئيس الحالي لدولة غينيا الاستوائية’ استولي علي السلطة في انقلاب عسكري في العام -1979م
ومنذ ذلك التاريخ ظل يحكم البلاد كاقطاعية خاصة ‘ في بلد غني بالنفط والغاز ويعيش شعبه في فقر مدقع وهو يضع عائدات النفط في بنوك خارجية وفي حسابات خاصة وقد سأل ذات مرة عن لماذا يضع اموال النفط في الخارج؟! فاجاب بكل وقاحة قائلا : بانه يريد محاربة الفساد ! وكشف عند افراد عائلته مبالغ تقدر بنحو 600 مليون دولار في مصرف اوروبي شهير !
*خوسيه ادواردو دوس سانتوس -72 عاما
الرئيس الحالي لدولة انغولا ‘ استولي علي السلطة في انقلاب مدني ‘ عسكري وغي العام 1979م وادمن تزوير الانتخابات وعدل الدستور اربعة مرات ليبقي رئيسا مدي الحياة ويحكم بلد ينتج النفط والماس والذهب ‘ لكن شعبه يعاني من الجوع والفقر والمرض بسبب تبديد عائداته في شراء الاسلحة لاخماد تمرد عسكري قديم في جنوب البلاد ولم يلف !
*ادريس دبي اتنوا -63 عاما
الرئيس الحالي لدولة تشاد ‘استولي علي السلطة بشرعية ثورة عسكرية في العام 1990م دكتاتور قوي جدا وفعل العجائب في بلد كان يعاني شعبه من الجهل والمرض والجوع لكنه في خضون سنوات ارتقي به الي مصاف الدول المحترمه
الا انه عدل الدستور وبقي رئيسا واجري انتخابات صورية وقد استخدم اقسي درجات البطش بالمعارضين وقضي علي تمرد عسكري بالقوة وهو عميل فرنسي مخلص !
*ديني ساسو نغيسو – 71عاما
الرئيس الحالي لدولة الكنغو برزافيل ‘نصب نفسه رئيسا للبلاد في العام 1997م
بعد الحرب الاهلية ومن قبل ايضا كان رئيسا بين عامي 1979 و1992م وتم عزله إلا انه اشعل حربا اهلية وعاد الي السلطة مجددا ويلقب بمدير ” توتال ” نسبة لشركة توتال النفطية الفرنسية الداعم الاول له في الحرب الاهلية وهو عميل مخلص للشركات الغربية !
*روبرت موجابي – 92 عاما
الرئيس الحالي لدولة الزيمبابوي ‘ استولي علي السلطة بالانتخاب في العام 1980م الا انه كما هتلر ارتد عن الانتخابات وبقي في السلطة حتي الان بعد ان بطش بالجميع وعدل الدستور وادعي الزعامة الثورية المزعومة .
*بول بيا -83 عاما
الرئيس الحالي لدولة الكمرون ‘ استولي علي السلطة “بالخيانة ” في العام 1982م بعد وعكة صحية المت بسلفه “احمد اهيوجو” وكان وقتها بول بيا نائبا له وعندما عاد الرئيس اهيوجو من المستشفي وجد بول بيا اعلن نفسه رئيسا وقام باعتقال كل مناصريه ونصب لهم المشانق وثم اصبح بول بيا دكتاتورا اوحدا يلقب “بقطاع طرق مهذب” نسبة لعمليات السرقة السرية التي احترفها’ حيث كشف له حساب سري يحتوي علي مبلغ 200مليون دولار في بنك فرنسي .
*عمر البشير -69 عاما
الرئيس الحالي لدولة السودان ‘ استولي علي السلطة في انقلاب عسكري في العام 1989م
يلقب ب” لص كافوري الراقص ” وقد زور الانتخابات مرات عديدة ليبقي في السلطة ‘ مطارد ومطلوب القبض عليه من قبل المحكمة الجنائية الدولية لجرائم ‘ارتكبه في الجزء الغربي من البلاد ويتحرك في مساحة ضيقة جدا ويتم ابتزازه بالمحكمة مما حدا به للتفريط باراضي ومدن بسكانه ويقال بان افراد من عائلته ضالعين في عمليات فساد مريبة .
*يوري موسفيني -71 عاما
الرئيس الخالي لدولة اوغندا ‘استولي علي السلطة بشرعية ثورة عسكرية في العام 1986م
وفي اول خطاب له بعد تسلمه السلطة ‘ قال بانه لا يمكن القبول باي رئيس افريقي يبقي في السلطة لاكثر من عقد ولكنه مرت قرابة الثلاث عقود وهو في كرسيه دون ان يتزحزح وقد بطش بالمعارضين وزور الانتخابات اكثر من اربعة مرات وهو عميل امريكي مخلص.
*بول كاجامي – 58عاما
الرئيس الحالي لدولة رواندا ‘كان وزيرا للدفاع في فترة الابادة الجماعية وساهم في انقاذ شعبه من الابادة بثورة عسكرية في العام 1994م ‘ وتولي الرئاسة رسميا في العام 1999م وحقق نجاحات مزهلة جعل من بلاده محط انظار العالم ‘ الا انه لا يقبل بمعارضة باعتباره بطل انقاذ الشعب من الابادة’ ولتاكيد فساده قبل اشهر دعا عدد من رؤساء دول شرق افريقيا في اجتماع لمناقشة امر الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها باتت تستهدف القادة الافارقة ‘ ومن قبل هو من قام بتسليم خصومه من مجرمي الحرب الرواندية الي ذات المحكمة .
*اسياس افربقي -64 عاما
الرئيس الحالي لدولة اريتريا ‘ استولي علي السلطة بشرعية ثورة عسكرية في العام 1993م طاغية ودكتاتور لا يقبل باحزاب ولا انتخابات ‘ تسبب في هروب خمسة ملايين اريتري من بلدهم الي بقية ارجاء العالم من جملة سكان اريتريا البالغ عددهم احدي عشرة نسمة .
*جوزيف كابيلا -43عاما
الرئيس الحالي لدولة الكنغو الديمقراطية استولي علي السلطة بالتوريث بعد اغتيال والده الرئيس في العام 2001م في الثلاثين من العمر’ وكان ماتزال طالبا في جامعة ماكرري العريقة في اوغندا’ وبعد تسلمه السلطة اسس جهاز امني عتيد وبداء بالتلاعب في عقود (الماس والذهب واليورانيوم)! في بلاده علي قرار الطواغيت الافارقة الغابرين .
*يحي جامع -50 عاما
الرئيس الرئيس الحالي لدولة غامبيبا ‘ استولي علي السلطة علي السلطة في انقلاب عسكري في العام 1994م ويمكن وصفه بالرنجسي والمهرج العسكري ‘ بحيث يعاني من جنون العظمة ويجبر الشعب الغامبي بمناداته باسم (معالي الشيخ الاستاذ الدكتور الجنرال الحاج يحي عبدالعزيز جامع )! من قبل ادعي بانه اكتشف علاجا لمرض الأيدز
وقد تعهد بالبقاء في السلطة لاربع عقود .
*محمد ولد عبدالعزيز 58 عاما
استولي علي السلطة في انقلاب عسكري في العام 2008م
بعد الاطاحة باول رئيس موريتاني منتخب ‘فاز في اخر انتخابات اجراه بالتزوير ‘بعد ضغوطات خارجية سمح للمعارضة بمنافسته
وهو عميل فرنسي مخلص
*عبدالعزيز بتوفليقة 79عاما
استولي علي السلطة بالتعيين من جنرالات الجيش الفاسدين
في العام 1999م ‘ يحسب له بانه كان من ابطال التحرير من الاستعمار الفرنسي ‘ الا انه حاد ان الطريق وبات رمزا للمفسدين ‘ ترشح وفاز في اخر انتخابات بالتزوير بضغط من مراكز الفساد وقيادات الاجهزة الامنية الفاسدين الذين بددوا مليارات الدولارات من عائدات النفط والغاز.
نختم قرأتنا ونقول باننا كافارقة مازال طريقنا طويل نحو الوصول الي الحرية الكاملة .
فالنعمل معا>
[email protected]