انقطاع إرسال تلفزيون السودان قبل دقائق من عرض برنامج أحد مرشحي الرئاسة
مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون أكد لـ «الشرق الأوسط» أن وراء الانقطاع جهات خارجية
الخرطوم: «الشرق الأوسط»
تعرض إرسال التلفزيون السوداني الحكومي للتشويش مساء أول من أمس قبيل دقائق من عرضه للبرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة، لكن السلطات الرسمية قالت إن «جهات خارجية» وراء انقطاع البث، وتجري معالجته. وحسب مصادر سودانية فإن هذا الانقطاع يعد الثالث من نوعه خلال أسبوعين.
وأعلنت مفوضية الانتخابات في السودان السبت الماضي بدء الحملة الانتخابية للانتخابات العامة في البلاد المقررة في 11 أبريل (نيسان). وتستمر الحملة لمدة 56 يوما، كما أعلنت ضوابط صارمة من بينها توزيع الفرص للمرشحين في وسائل الإعلام الرسمية من: إذاعات قومية وولائية إلى قنوات فضائية ووكالة السودان للأنباء الرسمية، وتعهدت بإتاحة الفرص لكل الأحزاب للترويج لبرامجها الانتخابية بعدالة.
ويعرض تلفزيون السودان منذ عدة أيام برامج مرشحي الرئاسة للانتخابات. وقدم المرشح عمر البشير مرشح المؤتمر الوطني ومحمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني، برنامجيهما، وقبل أن يبدأ بث برنامج الصادق المهدي مرشح حزب الأمة القومي المعارض انقطع الإرسال لمدة 15 دقيقة، لكنه عاد قبل موعد بث برنامج المهدي الذي أذيع في موعده. وفيما تدور شكوك في أن يكون الانقطاع متعمدا، أكد محمد حاتم سليمان المدير العام للهيئة القومية للتلفزيون السوداني أن «التشويش جاء من خارج السودان، على القناة القمرية التي يبث عليها، مما أدى إلى انقطاع البث لمدة 15 دقيقة عند عرض العاشرة الإخباري مساء أول من أمس». وأضاف حاتم لـ«الشرق الأوسط» أن هناك اتصالات تجرى الآن مع الجهات المختصة في الأقمار الاصطناعية لمنع تكرار الظاهرة». ولم يستبعد محمد زكي مدير المكتب التنفيذي للصادق المهدي أن يكون التشويش الذي حصل في التلفزيون، من قبل الحكومة نفسها، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام حاول أكثر من مرة إعاقة عمل الحملة الانتخابية للحزب»، مشيرا في هذا الصدد إلى اعتراض عربة تتبع للحزب في ولاية كردفان غرب السودان كانت تعمل لتعبئة الجماهير لدعم الحزب في الانتخابات. وأضاف أن «حزب المؤتمر الوطني يعيق عمل كثير من الأحزاب المنافسة له». ويخوض سباق الانتخابات السودانية 14 ألفا و535 مرشحا، منهم 12 للسباق الرئاسي، والباقي للانتخابات في المستويات الأخرى. وسيختار الناخبون رئيس للبلاد، ورئيسا لحكومة جنوب السودان، وحكام الولايات (26 ولاية)، ونواب البرلمان القومي، وممثلي برلمانات الولايات. وسيخوض السباق 66 حزبا.
من جهة ثانية ناشد سكوت غرايشن المبعوث الأميركي للسودان الذي يزور جوبا عاصمة الجنوب، المجتمع الدولي والأفريقي والأحزاب السياسية للعب دور لدعم أمن الانتخابات، التي اعتبرها من المسائل الأساسية لمنع حدوث تجاوزات، أو أعمال عنف في أثناء أو بعد الانتخابات. واستنكر غرايشن الأحداث التي شهدها الجنوب باعتقال 3 من كوادر الحركة الشعبية «التغيير الديمقراطي» التي يتزعمها د. لام أكول المنشق عن الحركة الشعبية برئاسة سلفا كير. ونوّه غرايشن في حديث للصحافيين في جوبا بضرورة منح حرية الرأي والتعبير لكل الأشخاص والأحزاب دون إقصاء لتحقيق التحول الديمقراطي.
وقالت سلطات الأمن والمخابرات في الجنوب إنها ضبطت أحد أفراد الحركة الشعبية «التغيير الديمقراطي» يحمل مسدسا خلال حملة انتخابية يقوم بها لحزبه مع اثنين آخرين. وذكر بيان صادر عن الحركة الشعبية برئاسة سلفا كير أن السلطات الأمنية حاولت مصادرة المسدس، وأن أحد أفراد «التغيير الديمقراطي» لاذ بالفرار، إلا أنه تم القبض عليه، بحسب البيان.
وفي السياق أكد اللواء جون لات زكريا مدير الأمن والمخابرات في الجنوب أن السلطات ليست ضد أشخاص أو أحزاب محددة، وأضاف أن التعبئة للانتخابات متاحة لكل الأحزاب، إلا أنه أكد عدم السماح بحمل السلاح في التعبئة الانتخابية، وفي المقابل قالت الحركة الشعبية «التغيير الديمقراطي» إن استخبارات حكومة الجنوب اعتقلت أمجد أنجلو واقتادته إلى مكان غير معروف. وقالت حركة «التغيير الديمقراطي» إن أمجد كان يحمل آليات انتخابية للتعبئة تخص الحزب، وأشارت إلى أن قوات الجيش الشعبي بملكال مزقت الشعارات الانتخابية لحركة د. لام أكول.
ووصف غرايشن لقاءه بالفريق سلفا كير النائب الأول للرئيس السوداني، رئيس حكومة الجنوب بجوبا، بـ«الممتاز»، وأشار إلى أنه تطرق إلى الانتخابات والاستفتاء والقضايا محل الخلاف مع المؤتمر الوطني. ودعا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية إلى إيجاد حلول مرضية، مشددا على ضرورة إقامة انتخابات حرة ونزيهة وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وإجراء الاستفتاء في المواعيد المحددة. وحول القضايا العالقة بين الوطني والحركة، طالب غرايشن بتحديد آليات لحل القضايا العالقة بين الطرفين، وأبان أن قضية الاستفتاء من القضايا المهمة جدا ودعا للقبول بنتائجه حال وحدة السودان أو انفصاله. وقال غرايشن إن حل أزمة الأمن في السودان يعد من الأولويات، وطالب بحل أزمة دارفور في أسرع وقت، وأشاد بجهود الحكومة في حل القضية.