بسم الله الرحمن الرحيم
ام صابرين
هاشم ابورنات
مما لاشك فيه ولا ينكره احد ما لدور الام في تربية ابناءها ويتعاظم هذا الدور في قول رسولنا الكريم عندما سأله احد الصحابة رضوان الله عليهم عمن احق الناس بصحبته فقال امك وكررها صلى الله عليه وسلم ثلاث ثم قال بعدها ابوك, وجميع الناس الذين يفقدون اعزاء عليهم يعلمون ان فقد الام هو اصعبها .
الامهات يلدن العظماء والشعراء والحكام والقادة بل ويلدن اعظم الخلق الا وهم الرسل والانبياء… وهن…. هن ذلك القلب العطوف وتلكم الاماني الحالمة القوية والعطوفة .
لي اصدقاء ثلاث وهم من اعلام السودان اولهم المرحوم العميد اسماعيل الطيب الذي اشتهر بالشجاعة وقوة الشكيمة والامانة وهو احد الذين وقفوا امام الرئيس الراحل جعفر محمد نميري ليحدثه عن الاوضاع الصعبة التي يعيشها الجيش والبلاد .
ثاني هولاء هو الصديق الشاعر محمد المكي ابراهيم وهو دبلوماسي حصيف وشاعر ثورة اكتوبر واما ثالثهما فهو الفنان المبدع محمد ميرغني والذي اشجانا واطربنا دوما .
ثلاث رجال لهم قدرات عالية ويأتون من صلب ام واحدة .. اي والله امهم واحدة وهذا لعمري دليل على ان قوة شكيمة الام اورثت هولاء الثلاث قوة الاداء فيما يفعلون
والام التي اسميناها ام الصابرين هي حقيقة ام للعظماء الصامدين في زماننا هذا فقدت ابنها الاول وهي صابرة ولسان حال ابنها الثاني يقول ( اماه ماذا يخط بناني والسيف والجلاد ينتظراني) وهي بين لهفتها على ابنها الاسير وحزنها على ابنها الشهيد وشفقتها على ابنها المناضل تأتيها انباء استشهاده في انبل ميدان… ميدان الكفاح والنضال والسعي من اجل المقهورين .
ويتكاثر عليها الحزن وتنهمر الدموع ويوهن الجسد الذي عرك الشدة من قبل فقابلها بكل ثبات وكأني بها تردد قول الخنساء :-
وان صخرا لمولانا وسيدنا وان صخرا اذا نشتو لنحار
وان صخرا لتأتم الهداة به وان صخرا لعلم في رأسه نار
ويصارع الجسد المرض وعينها على ابناءها الاحياء واحفادها المناضلين وكأنها تقول لهم الى الامام انتم والسودان في قلبي …. ويأتي امر الله وتقابل ربها صابرة قوية وفخورة
الا رحم الله الحاجة ابية ادريس عبد الرحمن التي ولدت رجالا ابطالا استشهدوا في ميدان الشرف والعزة المهندس ابوبكر ابراهيم ثم د.خليل ابراهيم واخاهم اسير دولة المتأسلمين د.عبد العزيز نور عشر… ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
الرجل الصبور الوقور الرابض والقابض على الجمر الدكتور جبريل ابراهيم نسأل الله الكريم ان يلهمكم الصبر ويوفقكم في حمل قضية السودان والذي تنؤ بحمله الجبال ولنا ثقة فيكم وفي ابناءك الذين يقاتلون عدوا شرسا نهما طماعا وانا لله وانا اليه راجعون .
هاشم ابورنات