حسن اسحق/
اخيرا وضحت رؤية كانت مغيبة عن الجميع في السودان، في وطأة السيطرة الاعلامية الانقاذية علي الشارع الاجتماعي والسياسي والثقافي، ان حكومة المطلوب جنائيا اكثر ر ئيس شعبية ، وتعمل الا جهزة الاعلامية الموالية علي طبخ المائدة وتقديمها جاهزة، ان الحكومة الحالية تتمتع بحضور شعبي غير مسبوق. وتعتمد علي الحشد الجماهيري مدفوع القيمة في التجمعات العمالية والطلاب السودانيين والدفاع الشعبي . ان حدث سبتمبر/ايلول الثوري التي خرجت مطالبة بسقوط الحكومة ، وخرج الجمهور الرافض لوجود الثورة التدميرية بعد ربع قرن من وجودها علي سدة الحكم. ما تأكد للسودانيات والسودانيين ان المؤتمر الوطني ليست له قاعدة يتبجح بها ، خرج الجميع في الشوارع العاصمية والولائية واستمرت الي شهر اكتوبر الحالي وهتفت بصوت عالي الشعب وصل حد الكفاية والقناعة ، ونظام عمر البشير لا يضع اهتمام لشعبه، ويسعي الي تثبيت سلطته علي اجساد طلاب المدارس في مرحلتي الاساس والثانوي والمواطنين رافعي شعارات كفاية حكم، قرفنا منكم و(زهجنا) من استفزازكم . وظهرت الوجوه بعد رفع الدعم عن المحروقات والقمح ، ولم يتمتع النظام بالعقلية القبولية لمناهضيه، فاول ما قام به ، اطلق عليهم الرصاص الحي في الصدر والقلب ، من جنود تم تدريبهم علي احترافية القتل والتصفية الجسدية. فلا يعقل ان يقر النظام ان عدد القتلي في التظاهرات بلغ اكثر من ستين قتيلا، ويحاول ان يتبرأ من الجريمة التي ارتكبتها الشرطة والامن ومليشياتها، ليلصقها بالجبهة الثورية وعناصر داخلية تهدف الي تشويه صورة الحكومة، فهذا تنصل من الجرم والهروب من المسؤولية الجنائية. فتأكد للكل ان المؤتمر الوطني في سبيل تثبيت اركان جماعته يقضي علي جميع المناهضين، واي حديث علي انهم ذو قاعدة جماهيرية ، ماهي الا اوهام سلطوية. اذا كان البشير واعوانه مرغوب فيهم، لماذا يقتلون الرافضين لهم، بلغوا اكثر من مأتين واعتقلوا الفين وقدموا المئات للمحاكمة وحوكموا بالجلد والغرامة والسجن، فهذا وضع عراقيل ومخاوف امام من يجاهر برأيه . في العاصمة واحياءها تجمهر كارهو نظام الانقاذ، فهم لم يحملوا سلاحا، حملوا الكلمة، كان لها مفعول اقوي، بهذه الكلمات واجهوا الموت والاعتقال والضرب من اسطح المنازل بالقناصة المأجورين ، فما بال من خرج من الهامش السوداني قبل سنين بعد ان تأكدوا ان العصابة الحاكمة لاتعيير اهتماما للمطالب الشرعية عبر الطرق السلمية. وعلي ابناء ان يدركوا بعد هذه الفاجعة ان النظام لايكترث لهم….
[email protected]