انتقل الى جوار ربه صباح امس، بمدينة بانكوك التايلاندية، الزعيم الوطني والقيادي الاتحادي المخضرم الحاج مضوي محمد أحمد، وسيشيع جثمانه الى مسقط رأسه بالعيلفون مساء غد الاحد.
وفي اتصال هاتفي مع «الصحافة» من بانكوك، اوضح القنصل الفخري للسودان بتايلاند، يحيى المكي، ان الوفاة حدثت بمستشفى بانكوك بعد ان خضع الفقيد لعملية جراحية وتحسنت حالته ليتوفى فجأة في الحادية عشرة والنصف من صباح امس بتوقيت تايلاند، السابعة والنصف بتوقيت السودان.
وقال المكي «إن جثمان الراحل سيشيع في تايلاند وسيصلى عليه ظهر اليوم السبت بالمركز الإسلامي ببانكوك».
وتفيد متابعات «الصحافة» ان جثمان الفقيد سيصل الى مطار الخرطوم في السادسة من مساء يوم غد الاحد ، وستبدأ مراسم التشييع من مطار الخرطوم الى منزل الفقيد بالعمارات شارع 51، ومن ثم الى مسقط رأسه بالعيلفون، حيث يوارى الثرى هناك.
وفور سماع النبأ توافد القادة السياسيون والحزبيون والمواطنون الى بيت الراحل، وظلت داره تستقبل المعزين والباكين طوال يوم امس، ووصلت وفود من الاقاليم، ويتوقع وصول وفود خلال هذا اليوم.
وكانت رئاسة الجمهورية قد احتسبت الراحل في بيان رسمي، كما نعى الصادق المهدي الفقيد لجماهير الشعب السوداني وجماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي.
ويعتبر الفقيد من الرعيل الاول للحركة الوطنية، التحق بمؤتمر الخريجين عام 1938م، شارك في مناهضة الاستعمار واستقلال السودان، وهو من مؤسسي حزب الاشقاء، ثم الحزب الوطني الاتحادي 1953م، ثم الحزب الاتحادي الديمقراطي 1967م، والتزم الفقيد طيلة حياته خط مناهضة الانظمة العسكرية وبرز اسمه قويا إبان حكم مايو، وكان من قيادات الجبهة الوطنية.
وعقب الاستقلال كان ممثلا للخرطوم «3» بالمجلس البلدي، ثم نائبا برلمانياً بالجمعية التأسيسية عام 1965م حيث فاز على منافسه عبد الرؤوف التكينة، ثم نائبا برلمانياً عام 1968م حيث فاز على منافسه د. حسن عبد الله الترابي في دائرة المسيد.
وولد الحاج مضوي في العيلفون عام 1916م، وتلقى تعليمه بخلاويها ثم انتقل في عشرينيات القرن الماضي وعمره ست سنوات، الى الخرطوم حيث عمل مع اعمامه ادهم وعبد الرحمن بابكر في تجارة الخردوات ثم استقل بنفسه وعمل في تجارة الاسبيرات كأول سوداني يعمل في هذا المجال، ثم انتقل للمنطقة الصناعية بالخرطوم وارتبطت طلمبة البنزين بالسجانة الشهيرة باسمه، ولم يتخل الفقيد رغم مشاغله السياسية والتجارية عن «السعاية» وكانت له مزرعة للابقار يزورها يوميا ويتمتع بحلب اللبن، ولم تضنه الشيخوخة عن اداء مهامه ومتابعة اعماله وظل يعمل ويعمل حتى رحيله.
ولم يخذله القلم عن مجالسة المثقفين وكان مكتبه واحة للمثقفين والانتليجينسيا يلتقون فيه ويناقشون أمهات القضايا والفكر، وكان رأيه ودلوه بينهم راجحاً، تميز بفراسة بعيدة وصفاء بصيرة وذهن وقاد.
رئيس واعضاء مجلس الادارة ورئيس التحرير والمدير العام وأسرة «الصحافة» يتقدمون للشعب السوداني والحزب الاتحادي الديمقراطي وأسرة الفقيد بأسمى آيات التعازي سائلين الله ان ينزله منزل صدق مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.
الصحافة