قال إن حزبه يسعى لتجنيب البلاد العنف والتوتر
الخرطوم: الشرق الاوسط: أحمد يونس
هدد حزب الأمة القومي السوداني المعارض حكومة الرئيس البشير بالدعوة إلى «اعتصامات» في ميادين البلاد كافة، وفي سفاراتها بالخارج، لتغيير نظام الحكم بثورة «ربيع سوداني»، حال إصرار النظام على موقفه وتعنته وإنفراده بالسلطة ورفضه للتغيير المتفاوض عليه.
وقال رئيس الحزب الصادق المهدي للصحافيين بالخرطوم أمس إن حزبه يسعى لتجميع قوى المعارضة لتنظيم اعتصامات في أنحاء البلاد كافة والسفارات السودانية بالخارج، لصنع «صورة ربيع سوداني»، وإنه ينتظر قوى المعارضة الأخرى لتقف معه لتحديد «بوصلة» التغيير القادم.
وأضاف المهدي أن حزبه يسعى لتجنيب البلاد العنف والتوتر، وأنه وقبيل مغادرة البلاد إلى العاصمة البريطانية لندن سيكتب «خطابا مفتوحا» يدعو فيه قيادة النظام لقبول الأجندة الوطنية، «لعل الجهات التي تريد حل مشكلة بلد يوشك أن يدمره التفرق والتدخل الأجنبي تقبل النصح».
وحذر النظام من الميل إلى الدفاع عن أخطائه بزعم المؤامرات والتبرير لقادته، ودعاه للابتعاد عن سياسات ترتب عليها «تمزق السودان وتشويه الإسلام».
وقال المهدي إن السودان يعيش «محنة كبيرة» وإن ظهره الأمني الداخلي والخارجي أصبح مكشوفا، ويعيش حالة «أشبه بحالة انهيار جهاز المناعة، حيث تكثر بشدة عوامل الاجتياح والهجوم التي يعاني منها الجسد».
وحذر المهدي من «فراغ قيادي واضح» وتخبط وصفه بإحدي مقولاته الشعبية الشهيرة: «البعض مع الصيد، والبعض يطارد الكلاب»، وقال إن جهاز المناعة الداخلي للنظام يعيش حالة ضعف وهوان، وإن الغارة على مصنع اليرموك الحربي أوضحت الفراغ القيادي وتلف جهاز المناعة في جسد النظام.
وأضاف أن السودان صار طرفا في خمس حروب في المنطقة بشكل أو آخر، دون أن يكون مستعدا لها وظهره مكشوف، ما جعل العدو يسرح ويمرح فيه. وأوضح أن السودان ليس طرفا في هذه الحروب رغم دعمه لحق فلسطين وحق إيران في التكنولوجيا، وقال: «لكن لا ينبغي أن نكون طرفا في أي حلف أو حروب»، وأضاف: «الشعب كله يدين العدوان، لكن الإجراءات العلاجية مثل دعم الدفاعات والشكوى لمجلس الأمن، غير مجدية لأن موقف الأسرة الدولية من النظام معروف، وقيادته متهمة من المجلس بجرائم حرب وجرائم دولية». ودعا المهدي إلى اتخاذ «إجراء وقائي» بتحقيق الوحدة الوطنية، بيد أنه عاد ليقول: «الوحدة الوطنية بأجندة حزب المؤتمر الوطني غير ممكنة وغير مطلوبة وغير صحيحة». وأضاف أن الحركة المطلبية تصاعدت بشكل ملحوظ في أنحاء البلاد، وأن مناطق واسعة من البلاد تشهد مواجهات عسكرية كبيرة في ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، واستشرت الحركات التكفيرية «التي تكفر الناس ذات اليمين واليسار»، حسب عبارته. وقال الأمين العام لحزب الأمة القومي إبراهيم الأمين إن أخطاء الحكومة تكررت في التعامل مع قضية منطقة «أبيي» النفطية المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، وإن اتفاق الطرفين على ترك الأمر للجنة الوساطة الأفريقية عالية المستوى برئاسة الرئيس الجنوب أفريقي ثابو أمبيكي، ترتب عليه «مقترح أمبيكي» لحل القضية. وأوضح أن مقترح أمبيكي وجد قبولا من أعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي، ورحب أعضاء دائمون في مجلس الأمن به، بما يضع الحكومة في مواجهة مستقبلية مع مجلس الأمن الدولي، وقال: «إذا قبلت المقترح ستدخل في مواجهة مع قبيلة المسيرية العربية الحدودية، وإذا رفضته تكون قد تنصلت عن قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي الملزم لكل أعضاء الاتحاد الأفريقي». وأوضح الأمين أن ضربة «اليرموك» أكدت عزلة السودان العربية والأفريقية والدولية، وأتاحت القول بوجود تحالف بين النظام وطهران وحماس وحزب الله، وجعلت السودان ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الدولية.
وقال إن حزبه يدعو لإيقاف الحروب والنزاعات الداخلية والوصول إلى سلام شامل عادل يسد المنافذ أمام التدخل الدولي، والابتعاد عن التحالفات والحروب الدولية، وأن يكون قرار الدخول في هذه الحروب مستندا إلى اتفاق قومي وإرادة شعبية واستعداد كافٍ، و«لا يمكن أن يتم بالصورة الخطيرة التي لم يجمع عليها حتى الحزب الحاكم نفسه».