المناهج الدراسية السودانية وغياب الهوية
عبدالرحيم خميس
اصبحت الصرعات والحروبات الاهلية فى الوطن سمعة بارزة لتحديد الهوية الوطنية السودانية. عندما جاء نظام المؤتمر الوطنى فى السلطة تغير النظام التعليمى ، فجاء بالفلسفة التربوية التي تعتمد آيديولوجيات بشكل مشوه في رسم منهجية الدولة السودانية، وتم وضع بعض الاشخاص الذين يمتازون بنزعة حزبية وجهوية كمسؤولين في وزارة التربية والتعليم، لتغيير المنهج التعليمى وغسيل الادمغة بالنهج الحزبى وبعيداً عن الفكر الوطني، لذا نجد التعليم بمناهجها المختلفة تعاني من الشلل بدرجة كبيرة، واصبح اليوم الطالب السوداني مجرد من روح الوطنية والقومية ولا يعرف سوي الفخر بقبيلته وجهته التي أتي منها حيث لايوجد في الكتب الدراسية الابتدائية أو الثانوية اي دورس وطنية لتعلمية قيمة الوطن وغرس الروح الوطنية في طلابنا، فكيف لنا ان ننهض بوطننا ؟؟ وكيف للسودان أن يتقدم ؟؟ وكيف لنا ان نكون في مصاف الدول المتقدمة؟؟ ومن اين لنا أن نتوقع من الطالب أن يتبني روح الوطنية السودانية وهو لا يدرسه في مراحله الدراسية، ولا يعرف عن تاريخه مثقال ذرة من معرفة، وصدق من قال وفاقد الشئ لا يعطيه” فنجد كتب الجغرافية والتاريخ التي تتناول فى السودان الانقاذى مثلاً تعرف أسماءها تحت معرف “جغرافية الوطن العربى ” و “تاريخ الدولة الاسلامية” وليس “جغرافية وطننا السودان” أو “تاريخ وطننا السودان”، في حين تعرف أسماء الكتب التي تتناول جغرافية وتاريخ ما يسمى (الوطن العربي) الغير موجود أصلاً ككيان سياسي على أرض الواقع تحت معرف “تاريخ الوطن العربي” و “جغرافية الوطن العربي” في وقت المفروض ان المناهج الدراسية تختص بدراسة السودان كوطن والسودانين كالشعوب والمحيط العالمي والدولي والاقليمي بعيداً عن الحزب السياسى أو أي عنصرية أخرى. وبالتالى نلوم الانظمة التى حكمت السودان منذ فجر الاستقلال الى يومنا هذا التى عمدت الى صنع سياسة الجهوية والعنصرية للمناهج التعليمية من أجل شتات الشعوب السودانية باساليب مختلفة طارة باسم العروبة وطارة اخرى باسم الدين وبهذه المنظورة اجبرت الشعب السودانى حتى لايفكر فى تحديد هويته الوطنية هل هى افريقية الهوية ! ام عربية الهوية !أم الاثنين معا “أفروعربية” وبهذه الطريقة الافتراضية الصعبة المعقدة اصبحنا لا ندرى هويتنا، وامام خيار صعب عند تحديد مسألة الهوية. ومع الاسف نرى تشويه عقلية الاجيال السودانية بأكملها بأن السودان ليس وطن، بل هو (جزء، من حزب المؤتمر الوطنى) أو من أوطان خارجية اسلامية في حين ترى الدول المتقدمة والمتطورة كأمريكا وفرنسا تفتخر بحضاراتها وتؤكد على ذكر مصطلح “الوطن” مع أسم دولهم في مناهجهم ومعرف وأسماء المناهج الدراسية لديها لتنمية الروح الوطنية لشعوبهم بالانتماء لحضاراتهم وهويتهم.اذن غياب الهوية الوطنية فى المناهج التربوية والتعلمية مسألة وخطيرة مفترض أن تعمل على مسح براثن الجبهة الاسلامية في المناهج الدراسية، لكن من غير ذلك فلم يبقى لنا الوطن ولا الهوية.