محمد الخاتم
يعتزم تحالف أحزاب المعارضة السودانية التوقيع، اليوم الإثنين، على “إعلان سياسي لإسقاط النظام” بعد ما وصفه بـ”الانهيار المحتمل للدولة”.
وقال رئيس الهيئة العامة لتحالف المعارضة فاروق أبو عيسى لمراسل وكالة الأناضول للأنباء عقب اجتماع رؤساء الأحزاب مساء الأحد “إن بقاء النظام يومًا واحدًا يعني انهيار الدولة بسبب حربه العنصرية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وتفشي الفساد وانهيار الاقتصاد السوداني والعزلة الدولية التي تعاني منها البلاد”.
ورأى أبو عيسى “أن النظام تعرّض لأكثر من محاولة انقلابية دبرتها قيادات من داخله لم يعلن عنها”، معتبرًا ذلك “دلالة على حدة الانقسامات وعدم الثقة بين قيادات النظام وإدراك بعضهم للأزمات التي تحيط بالبلاد”.
وبدوره، قال كمال عمر، الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض، “إن رؤساء الأحزاب شكلوا لجنة لصياغة الإعلان السياسي بصورته النهائية تمهيدًا لطرحه في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين”.
ووصف عمر، في تصريحات لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، الإعلان السياسي بأنه “الأقوى ضمن مساعي المعارضة لإسقاط النظام”.
ويهدف الإعلان السياسي، التي لم تذكر المعارضة بنوده، إلى تدشين عملية تعبئة في صفوف المعارضة والجماهير للعمل على إسقاط نظام الرئيس عمر البشير.
ويختلف هذا الإعلان عن “الإعلان الدستوري” الذي تدور خلافات بين المعارضة حول صياغته ويستهدف المرور بالبلاد بآمان بعد إسقاط النظام.
وأشار أبو عيسى إلى أن رؤساء الأحزاب اتفقوا على حسم الخلافات حول ما اعتبروه حول “الإعلان الدستوري” للتوقيع عليه في غضون أسبوع وتقوية مؤسسات التحالف وتوحيد فصائله للتعجيل بإسقاط النظام.
وشهدت العاصمة الخرطوم وعدد من ولايات السودان في الأسبوع الماضي سلسلة من الاحتجاجات الطلابية على خلفية مقتل أربعة طلاب في ظروف غامضة حيث اتهم المحتجون الأجهزة الأمنية بتصفيتهم بينما قالت الشرطة إنها عثرت على جثثهم غرقى في قناة مائية.
واعتقل جهاز الأمن أبو عيسى يومي الخميس والسبت على مرتين قبل أن يطلق سراحه وحقق معه حول اتهامه لجهاز الأمن بتصفية الطلاب حسب ما قاله أبو عيسى لمراسل وكالة الأناضول للأنباء في وقت سابق.
وأعلن عدد من التنظيمات الطلابية والشبابية أن احتجاجاتها التي بدأت منذ الأحد الماضي لن تتوقف وأن سقفها هو “إسقاط النظام” لكن الاحتجاجات لم تتجدد منذ الخميس، ووصفها مراقبون بأنها لا تمثل تهديدًا جديًا للنظام.
وفي يونيو/حزيران، ويوليو/ تموز الماضيين شهدت العاصمة الخرطوم وأنحاء متفرقة من السودان احتجاجات استلهمت شعارات الربيع العربي بسبب إجراءات اقتصادية قاسية تبنتها الحكومة شملت رفع الدعم عن الوقود وزيادة الضرائب وتعويم العملة الوطنية لكن الأجهزة الأمنية استطاعت احتواءها.
ومنذ ذلك الوقت تتوعد المعارضة الحكومة باحتجاجات أوسع تطيح بها وهو ما يسخر منه القادة الحكوميون باستمرار ويقولون إن أحزاب المعارضة لا تتمتع بسند شعبي.
ويضم تحالف المعارضة أكثر من 20 حزبًا معارضًا ومؤسسة مجتمع مدني أبرزها حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي بزعامة الإسلامي حسن الترابي.
الاناضول