المصريون ودّعوا الشرطة بالحجارة والنار… واستقبلوا الجيش بالترحاب

يسير وسط ركام المعارك في مدينة السويس. (ا ب
يسير وسط ركام المعارك في مدينة السويس. (ا ب

المصريون ودّعوا الشرطة بالحجارة والنار… واستقبلوا الجيش بالترحاب

القاهرة – أحمد مصطفى

كان المشهد لافتاً ليل أول من أمس: محتجون يلاحقون آليات وأفراد الشرطة في الشوارع، في حين يمدون أيديهم لتحية قوات الجيش ويسعون إلى التقاط الصور مع أفراده؟ هذا المشهد جاء معبراً عما يكنه المصريون من غضب تجاه جهاز الشرطة والذي يتعرض منذ زمن لانتقادات لاذعة لجهة طريقة تعامله مع المواطنين.

وتحولت شوارع القاهرة حتى فجر أمس إلى ما يشبه «حرب شوارع» بين مئات المحتجين وقوات الأمن التي استخدمت كل السبل بغية تطويق الاحتجاجات من دون أن تفلح قبل أن تنتشر قوات الجيش المرحب بوجودها في ميدان التحرير والشوارع المجاورة، ليتحول قلب العاصمة إلى ما يشبه «الثكنة العسكرية». وألقى المحتجون على الشرطة باللائمة، إذ تحولت التظاهرات السلمية إلى أعمال عنف وحرب شوارع، الأمر الذي أجج من غضب المتظاهرين، وأشار بعضهم إلى استخدام الشرطة الرصاص الحي والطلقات المطاطية وقنابل الغاز في مواجهة محتجين عُزَّل، ما أدى إلى سقوط نحو 10 قتلى في وسط القاهرة وحدها، إضافة إلى عشرات المئات من الجرحى بحسب روايات المتظاهرين، الذين أكدوا لـ «الحياة» أن المحتجين كانوا يتساقطون في الشوارع جراء إطلاق الأعيرة النارية، وصب المحتجون جام غضبهم على مراكز الشرطة، إضافة إلى مقرات الحزب الوطني الديموقراطي (الحاكم).

واقتحم آلاف المحتجين مراكز للشرطة في أنحاء متفرقة في البلاد، وسيطروا عليها. وبدا واضحاً أن الأمر تحول إلى ما يشبه «الانتقام» من عناصر الشرطة، إذ أفيد أن المحتجين سيطروا على أقسام عدة في البلاد وتمكنوا من الاستيلاء على أسلحة الشرطة.

لكن اللافت للنظر هو رفض المحتجين خروج الضباط وأفراد الشرطة من الأقسام من دون خلع ردائهم العسكري، قبل أن يضرموا النيران في مراكز الشرطة.

وشوهدت أقسام الشرطة في مناطق شبرا والساحل والمطرية وعين شمس والهرم والمنيب، إضافة إلى أقسام أخرى في محافظات عدة، مشتعلة تماماً.

الرصاص، وبدا من حديث الضابط خلال جنازة مصطفى سامر في القاهرة أمس. (ا ف ب
الرصاص، وبدا من حديث الضابط خلال جنازة مصطفى سامر في القاهرة أمس. (ا ف ب

في المقابل، ظهرت روح الود بين المتظاهرين وقوات الجيش التي بدأت بالسيطرة على الشوارع مع الساعات الأولى من صباح أمس، ورصد حديث ودي بين أحد ضباط الجيش وعدد من المتظاهرين في شارع رستم في ناحية غاردن سيتي (وسط العاصمة) حيث تتمركز وحدات الجيش لتأمين السفارتين البريطانية والأميركية. إذ على رغم رفض الضابط دخول المتظاهرين إلى محيط السفارتين إلا أنه كان يوجه المتظاهرين إلى أماكن الاختباء عندما اشتكى الناشطون من إطلاق الشرطة  تفهمه لموقف المحتجين، مؤكداً أن وجود الجيش لـ «تأمين الناس»، قائلاً: «تعاونوا معنا. نحن هنا لتأمينكم». وأشار الضابط للمحتجين إلى أنه «أمر مرات عدة الشرطة بإخلاء بعض الأماكن والتوقف عن إطلاق النار».

وردد آلاف المحتجين، الذين باتوا ليلتهم في شوارع القاهرة، هتافات ترحيبية بقوات الجيش بينها «الجيش والشعب واحد… إحنا الجيش» و «أهلاً أهلاً بالجيش». في المقابل بث التلفزيون الرسمي وعدد من المحطات الفضائية لقطات حية لمتظاهرين يضرمون النار في آليات ومدرعات الشرطة، وأظهرت تقهقر أفراد الشرطة أمام جحافل المتظاهرين الذين هاجموا قوات الشرطة.

وشاهدت «الحياة» شعارات كتبها الناشطون على دبابات ومدرعات الجيش تندد بوجود الرئيس حسني مبارك في الحكم، وتهاجم أسرته، بينها «يسقط يسقط حسني مبارك»، وكان اللافت عدم إقدام قوات الجيش على طمس تلك العبارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *