المجموعة الوطنية لتصحيح مسار دارفور : هارون سليمان
[email protected]
قد لا يختلف الناس كثيرا حول عدالة قضية دارفور وتراكم المظالم فيها والاسلوب الانتقامي التي واجهت بها المجموعة الحاكمة في الخرطوم ثورة دارفور عند تفجرها كما أن أبناء السودان والمجتمع الدولي على علم بأن سبب معاناة أهل دارفور تكمن في عدم رغبة حكومة الخرطوم في حل المشكلة وانحراف ثورة دارفور عن مسارها وظهور الأنانية والمصلحة الشخصية في مقدمة الأهداف فقادت هذه الأسباب مجتمعة أهل دارفور إلى كارثة إنسانية وارتكاب الجرائم البشعة وتدفق اللاجئين والنازحين .
باستمرار الثورة في ظل التناقضات اختلطت الدماء بالمال والشرفاء بالانتهازيين فأصبحت ثورة دارفور ومعاناة السكان مادة إعلامية تروج في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وسلعة رابحة تباع في الأسواق المركزية والمحلية والإقليمية والدولية وفريسة تلجأ إليها الذئاب البشرية والقطط الأليفة والكلاب الضالة والحشرات الضارة وتماسيح نهر النيل والنمور الإقليمية والأسود الدولية عند الجوع .
جسم الثورة وفيروس المال :
مع مرور الأيام والسنين وفشل جهود تصفية الثورة عسكريا لجأت الحكومة في الخرطوم إلى سلاح المال والقبلية لتفكيك الثورة فتمكنت من تقسيم الثورة إلى مجموعات قبلية وفصائل متناحرة ومليشيات بلا قيادة أصبحت فيما بعد محطات سياحية للمبعوثين الدوليين فقامت حكومات بلا دول ومدن بلا عواصم وحكام بلا محكومين وحواكير عسكرية تابعة للأفراد فتحولت الثورة إلى كارثة إضافية فوق كوارث دارفور السابقة وبمرور الأيام وقع البعض على إتفاقيات مضللة الهروب إلى الخرطوم للعيش هناك في دنيا المال والمناصب والنجدة فتحقق بذلك حلمهم وطموحاتهم ثم تلت ذلك تدفقات بشرية نحو التوقيع واللحاق بركب الغني والثراء الفاحش في الخرطوم فأصبحت قضية دارفور بقرة حلوبة تربي تلاميذ مدرسة الأبجديات السياسية وبئر نفط تحارب بها فقر الأفراد وبنك لتمويل المشاريع الشخصية فدخل بذلك فيروس الجشع والطمع في قلوب الثوار فكانت لحظات الجوع الثوري وبيع العرض والأرض والنسب والأصالة والنخوة في سوق السياسة المركزية وفروعها في دارفور ودول الجوار والعواصم الأوربية وتلك كانت بداية لموت الضمير والإنسانية والهدف النبيل والمبادئ الثورية القاصدة إلى تحرير السودان من الظلم والتخلف والمرض والجهل والجهوية .
مسرحية أديس أبابا :
بانتشار ظاهرة البيع والشراء في سوق قضية دافور، ظهرت في المسرح عدد من الكوميديين لتقديم عروضهم المسرحية لمناديب المؤتمر الوطني بولايات دارفور أمثال عثمان محمد يوسف كبر وعلى محمود وفرح مصطفي ومحمد إدريس عبدالرسول وآدم هري بوش والتجاني علي دينار ونصرالدين بقال سراج ورفقائهم في الخرطوم أمثال التجاني مصطفي وعبد الله مسار وعبدالحميد موسى كاشا وحسن برقو وعبد الله علي صافي النور وأدم حامد موسى ومحمد يوسف عبد الله وفاروق أحمد أدم وأبوالقاسم أحمد أبو القاسم …. بل ذهب البعض إلى تقديم عروضهم للسماسرة الجدد القادمين مباشرة من ميدان الحرية إلى قصر الأرزاق والترفيه فاختلط على المشاهد العادي أسماء هذه المسرحيات ووجوه الممثلين وجنسياتهم وذلك لكثرة الوجوه وعدم تكرار الحلقات وفي ظل هذا الزخم المسرحي وتنافس العروض كان الفوز للكوميدي والمسرحي الكبير عثمان محمد يوسف كبر من الفاشر وفرح مصطفى من نيالا وعبد الله مسار من الخرطوم ورودلف أدادا من القوات المشتركة ولكن هذا الفوز والتكريم أغضب الكوميدي عبد المحمود عبد الحليم الممثل والمسرحي المشهور المقيم في نيويورك فقام عبد المحمود باعداد مسرحية خيالية في مسرح أديس أبابا كادت أن تطمس آثار المسرحيات السابقة لولا بعض الأخطاء الفنية .
الأخطاء الفنية في مسرحية أديس أبابا :
1. إن الذين لعبوا دور المترجمين في المسرحية ليسوا مترجمين وليسوا موظفين في أي منظمة في العالم وكذلك الذين لعبوا دور الشهود لم يشهدوا يوما أمام أي جهة بحكم معرفتنا بهم وبحكم أنهم لا يفهمون ولا يجيدون أي لغة من لغات العالم بل بعضهم لا يجيدون حتى لهجات قبائلهم .
2. ترحيل الصحفيين والمسؤولين والدبلوماسيين من الخرطوم إلى أديس أبابا على حساب وزارة الإعلام والإتصالات السودانية هي دليل آخر تكشف صلة الحكومة بالمخرجين الكوميديين
3. ظهور الكوميدي عبد المحمود عبد الحليم في المسرح و الترويج الإعلامي المتزامن وظهور أدوات الحكومة في دارفور بتصريحات مماثلة من دارفور ( لعب الأدوار)
4. إن مكان الشهادة وتفنيد تهم المحكمة هو مقر المحكمة في لاهاي بهولندا وليس مقر الإتحاد الإفريقي بأديس أبابا
5. إن رئيس المجموعة سليمان أحمد حامد كان سجينا في سجن هريبا التشادية بتهمة التجسس لصالح الخرطوم أما كمال فرنساوي وصلاح محمد منصور وبقية طاقم المسرحية فهم تجار بشر معروفين عند أهل دارفور
6. فات على المترجمين نقطة جوهرية في المسرحية ألا وهو عدم ذكر إسم منظمة واحدة على الأقل من المنظمات التي كانت يعملون فيها كمترجمين حتى يتمكنوا على الأقل من تضليل المشاهد العادي
7. إن الضحايا في دارفور ليسوا في حاجة للكوميديين لإخراج تمثيلية عن حدوث الجريمة من عدمه لأن معالم الجريمة ما زالت ماثلة على الأرض والشهود هم الضحايا الذين ارتكب في حقهم هذه الجرائم لأن معسكرات النازحين واللاجئين مليئة باليتامى والأرامل والنساء المغتصبات والهاربين من جحيم الاعتداءات الوحشية الممنهجة كما أن الأقمار الصناعية قد صورت المشهد بكل مآسيها فضلا عن أطلال القرى المحروقة والمقابر والجثث المتناثرة
8. ان المترجمين كانوا جميعاً يضعون سماعات الترجمة على رؤوسهم وهذا دليل آخر على أنهم لا يفهمون اللغات ( الإنجليزية والفرنسية والألمانية والسواحلية والصينية والعبرية والأوردو والتقراي …..) أن الصحفيين فشلوا في طرح الأسئلة بلغة الزغاوة والفور والمساليت )
9. فات على المجموعة والجهة المشرفة على الإخراج المسرحية أن الشعوب في عصر العولمة والفضائيات والاتصالات أضحت تعرف جيدا الفرق بين الكوميديا والتراجيديا
نصائح لحكومة الخرطوم :
1. إن قضية دارفور قضية حقوق مسلوبة ومظالم تاريخية معلومة لا يمكن معالجتها بقوافل الموت العسكرية والإرهابيين المحترفين من مليشيات الجنجويد والمرتزقة القادمين من وراء الحدود ولا بتوسعة السجون والمعتقلات وإصدار أحكام الإعدام الجماعي في محاكم غير قانونية ولا بالترهيب والتصفيات ولا بجلب الكوميديين والممثلين ولا بشراء الذمم والضمائر ولا بطرد المنظمات الإنسانية وتجويع المشردين ولا بكسب ود المسؤولين في القوات المشتركة ولا بالترحيل القسري للنازحين ولا بالقوانين الاستثنائية والمحاكم الخاصة ومصادرة الحريات ولا بطلب النجدة من مصر والجامعة العربية والاتحاد الافريقي وإيران والسلاح من الصين وروسيا ولا بتحويل الدولة إلى الحزب والمال العام إلى خزائن الأفراد ولا بالسدود والديون ولا بصنع الطائرات وتوقيع الاتفاقيات النووية في بلد الجوع والجهل والحروب ولا بالشعارات والوعود بل تكمن حلها في الاعتراف بحقوق الناس وتحقيق العدالة والعودة إلى دولة المواطنة والديمقراطية وتطبيق الفيدرالية الحقيقة وتوزيع السلطة والثروة والخدمات الاجتماعية وتحقيق التنمية المتوازنة والإعتراف بالتنوع الثقافي والعرقي والديني في الوطن وجعل السوان خالي من الظلم والقهر والاستبداد والتمييز والاستعلاء العرقي والجهوية والقبلية وزيادة مخصصات التنمية وتقليل بنود الأسلحة والطائرات والدبابات ونثريات المليشيات والمخبرين والعيون المنتشرة في كل مكان
2. إن الحلول الأمنية لقضية دارفور قد تؤدي إلى قتل عدد من الناس وارتكاب مجموعة من الجرائم في حقهم وتأخير الإقليم عن ركب التنمية وتفكيك المجتمع والأسرة لسنين ولكن لا تؤدي إلى قتل إرادة الناس هناك لأن تصفية الثورة لا تعني إنتهاء القضية
3. إن أموال البترول السائبة والمردومة في منازل الولاة والسماسرة وبعض الإدارات الأهلية ومكاتب الأمن والمخابرات في ولايات دارفور والميزانيات المخصصة لبيع الذمم والأسلحة والطائرات الحربية والدبابات لقتل أبناء الوطن الواحد ونثريات الجواسيس والمخبرين كفيلة بأن تحدث التنمية وتعالج المظالم وتزيل الغبن فلماذا التمادي في الخطأ والنظر إلى مطالب الهامش من هذه الزاوية العنصرية الحاقدة
4. استبدال الخيار العسكري بخيار استخدام المال وتشجيع الثوار والعاطلين في المدن لبيع الضمائر وتنويع المسرحيات والمخرجين وإرسال الهدايا إلى القادة الأفارقة في جنوب الصحراء وطلب النجدة من الجوار العربي على أسس عرقية ودعم المعارضة التشادية وحفر الخنادق حول المدن و بناء الجدار العازل في الريفي الغربي لأمدرمان وإختراق الثورة ونشر العيون فيها لا تؤدي إلى حل المشكلة
5. إن إقحام إسرائيل ودول الغرب في المشكلة الداخلية وتحويل قضية دارفور العادلة إلى مجرد مشكلات قبلية وأطماع خارجية لنهب ثروات السودان وإستعمار إفريقيا من جديد هي نوع من تصدير الأزمات الداخلية للخارج لفترة مؤقتة فإسرائيل وأمريكا ليسوا طرف في قتل الملايين من أبناء السودان في الجنوب والشرق والغرب والشمال والوسط ولا هم سبب لجوء الملايين من أبناء السودان إلى بلدان العالم ولا نزوح الآلاف إلى أطراف المدن بل ظلم أبناء السودان بعضهم البعض و احتكار حقوقهم عند الأقلية وغياب العدالة وحقوق الإنسان ودولة المواطنة هي مصدر هذه النزعات والكوارث التي تعاني منها السودان طوال خمسين عاما الماضية
نصائح لثوار دارفور :
1. إن الفقر عدو للإنسان وقد تحدث عن ذلك الصحابة وطالبوا بقطع عنق الفقر ولكن جمع الأموال من بين دماء أهلكم ودموعهم وأشلائهم وبين جروح الأطفال وكسور العجزة وعرض النساء المغتصبات من أخواتكم وامهات بعضكم وبنات بعضكم ونقل هؤلاء من قراهم إلى معسكرات النزوح واللجوء للاسترزاق من وراء ذلك ليست من شيم أهل دارفور فكفوا عن هذه الصفات النتنة .
2. إن دخول بعضكم في القصر على حساب أهل دارفور وتبوء المناصب وانقسام من في الميدان إلي فصائل ومجموعات قبلية والتنافس حول القيادة والزعامة والتجوال في فنادق الجوار الإقليمي والمنتجعات الأوربية هي مصدر معاناتنا وبؤسنا وسبب تأخرنا وتخلفنا فاتحدوا في ظل الهدف والقضية واتركوا المتاجرة بقضية دارفور وحاربوا القبلية السالبة
3. إن المسرحيات والتمثيليات السياسية التي تشاركون في إخراجها مقابل المال تعتبر يوم ندم للمرأة الدارفورية التي أنجبت هؤلاء الكوميديين وأن المسرحية الأخيرة التي تمت في أديس أبابا ليست تصحيحا لمسار دارفور بل تدمير لقضية دارفور
18» ناشطاً يكشفون معلومات خطيرة عن حرب دارفور
أثيوبيا – عادل سيد أحمد صحيفة الوطن العدد 2255 بتاريخ 9/9/2009
في لقاء مفاجئ بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا أمس، حضره معظم رؤساء تحرير الصحف السودانية وغيرهم، فضلاً عن ممثل السودان بالأمم المتحدة السفير عبد المحمود عبد الحليم وعدد من الدبلوماسيين والرسميين، أعلن عدد من أبناء دارفور الموجودين بالخارج والعاملين في إطار المعارضة أو التمرد عن نيتهم في تصحيح مسار أزمة دارفور.
وقال رئيس المجموعة المكونة من «18» ناشطاً ويدعى سليمان أحمد حامد كان مقيماً بإيطاليا أن هدفهم هو المعالجة الوطنية السلمية لمشكلة دارفور. وكشف العديد من الجوانب التآمرية التي كانت تحاك ضد السودان. كما تحدث في اللقاء كمال الدين إبراهيم علي وهو الأمين العام للمجموعة مؤمناً على التوجه الوطني ونبذ الحرب ومعالجة مشكلة دارفور على أسس وطنية سودانية بحتة.
وفي ذات اللقاء المحشود والمهم قدم أهم شهود استعانت بهم الجنائية الدولية في جمع الحيثيات والمعلومات وعددهم (4) أشخاص. وأكدوا ان الإفادات التي أدلوا بها والتي أدت إلى دعم مزاعم أوكامبو كانت مزورة. وأعلن أخطر هؤلاء (واسمه آدم) إن إحدى المنظمات أخذته إلى إسرائيل وحددت له مرتباً شهرياً يبلغ (6) آلاف دولار، وطلبوا منه التهويل والتضخيم في بعض الوقائع والأحداث التي وقعت بدارفور إبان عمله كمترجم.
وذكر آدم أن (منظمة دولية معروفة) هي التي تابعت إيفاداته وقامت بتحريضه وتحريض الآخرين ضد من أسمتهم العرب بدارفور. هذا وقال المتحدثون أنهم بصدد تمليك كافة الحقائق للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وبقية المنظمات الدولية والإقليمية.