القيادي الجنوبي عبد الله دينق نيال: الحركة الإسلامية تتحمل وزر انفصال الجنوب تاريخيا
قال في حوار مع «الشرق الأوسط»: لا توجد قدرة سياسية تستطيع انتزاع الجنسية من جنوبيي الشمال
شدد القيادي الجنوبي مرشح حزب المؤتمر الشعبي لانتخابات الرئاسة السودانية السابقة عبد الله دينق نيال على أن الجنوبيين في الشمال، والشماليين في الجنوب، لن يكونوا لاجئين، لأنهم أصحاب حق ينظمه القانون، وطالب شريكي الحكم في البلاد، بالبعد عن «التصريحات الملتهبة والمثيرة للتوتر في هذا الوقت الحرج». وحول ما إذا كان سيغادر الشمال بعد الانفصال قال: «أنا سوف أكون حيث أكون»، في إشارة إلى انتمائه لشطري البلاد، معتبرا «التصريحات حول سحب الجنسيات تدخل في باب المزايدات، لأنه أمر مستحيل، ولا يفيد». وحذر نيال في حوار مع «الشرق الأوسط» من تداعيات يمكن أن يشهدها السودان كله، حال التوجه لانتزاع الجنسيات من حامليها. يذكر أن عبد الله دينق نيال، القيادي في المؤتمر الشعبي، هو من قادة الحركة الإسلامية في السودان، وينتمي لقبيلة الدينكا الجنوبية، التي ينحدر منها رئيس الجنوب والحركة الشعبية سلفا كير ميارديت، وكذلك الزعيم السابق جون قرنق دي مبيور، وقال في حواره مع «الشرق الأوسط»: «إن صناديق الاقتراع هي التي ستحسم نتيجة استفتاء تقرير المصير الذي تبقى له 25 يوما»، وأضاف «هناك صوت عال في الجنوب ينادي بالانفصال، ومن يتحدثون عن نسبة 90 في المائة لصالح هذا التيار، مبالغون.. وهو ما يمكن أن ينعكس أيضا على خيار الوحدة».
* المراقبون يعتبرون انفصال الجنوب أصبح حقيقة وبقيت مسألة إجرائية ليس إلا، ما رأيكم؟
– نعم، الواقع في الجنوب يشير إلى ذلك، والآن الصوت الذي ينادي بالانفصال في الجنوب هو الأعلى، وندعو في حال حصول الانفصال أن يتم هذا الأمر في أجواء ودية، وروح من السلام والمحبة والتعايش والتسامح، حتى لا يعود هذا الأمر بالضرر على الطرفين شمالا أو جنوبا، وهذا ما نسعى إليه.
* وأين يقف عبد الله دينق نيال؟
– سأكون حيث ما أكون في أي شبر على أرض المليون ميل مربع.
* من خلال متابعاتكم للموقف في الجنوب، ما تقديركم للموقف؟
– الحسم سيكون عبر صناديق الاقتراع، يوم تعد الأصوات، وبعدها سيعلن الخيار الفائز، أما ما نحسه في هذه المرحلة فهو عبارة عن تصريحات وتوقعات، ولكن من ذهب إلى الجنوب يحس بأن الصوت العالي هناك هو صوت الانفصال، خاصة عبر الأجهزة الإعلامية الرسمية.
* ما قراءاتك وتوقعاتك الشخصية، هل سيحصل الانفصال، أم سيحافظ السودان على وحدته؟
– الخياران على مستوى نظري لهما حظوظ متفاوتة، فمن يتحدثون عن الانفصال مثلا يقولون إن نسبة الانفصاليين تعدت الـ90 في المائة، بينما يتوقع آخرون ربما تزيد نسبة الوحدة، وفي النهاية كلها توقعات، وتكهنات لا تعتمد على دراسات أو إحصاءات، بقدر ما تعتمد على المواقف السياسية وأصوات قادة المؤتمر الوطني في الشمال والحركة الشعبية بالجنوب، يعني كل يرى من الزاوية التي يقف فيها.
* طالما كل المؤشرات تشير إلى أن الانفصال هو الخيار الأقرب، فما رؤيتكم لأوضاع الجنوبيين في شمال السودان؟
– بغض النظر عن التصريحات الملتهبة، والمثيرة للتوتر هنا وهناك، فمثل هذه الأمور يجب أن يتم ترتيبها وحلها عبر القوانين والدساتير، سواء كانت قوانين محلية، أو قوانين عالمية، فالمواطن الجنوبي في الشمال، أو ذاك الشمالي الذي يعيش في الجنوب، ليس لاجئا هنا، أو هناك، بل هو مواطن يتمتع بكل الحقوق والواجبات، ولم يبدأ انتماؤه لهذا الشطر الذي يعيش فيه أمس، بل هو مواطن يتمتع بالحقوق والواجبات في الدولة التي يعيش فيها، وحتى إذا ما أفضت نتيجة الاستفتاء إلى انفصال الجنوب، فإن مثل هذه القضايا تترك لترتيبات ما بعد الاستفتاء، وهي ستتم وفق نظم ولوائح وقوانين ومعاهدات دولية ومحلية، ولن تتم بمثل هذه الطرق المستفزة، والتصريحات غير المسؤولة، التي ستعمل فقط على زيادة نسبة توتر الأجواء، وإرباك الناس، وخلق البلبلة والفتنة، سواء كان ذلك في الشمال أو الجنوب.
* أنت كزعيم سياسي وجنوبي مسلم، ماذا فعلتم من أجل تحقيق الوحدة خلال استفتاء تقرير المصير؟
– ليس كل الناس على قلب رجل واحد، أو على خيار واحد، لأن حرية الاختيار هي حق متاح لكل فرد جنوبي سواء كان في الجنوب أو في الشمال، مسلم أو غير مسلم، وينص اتفاق السلام على حق تقرير المصير، ويفترض أن تتم عملية الاستفتاء في حرية كاملة، دون ترهيب، ودون ترغيب من أي جهة كانت، ولذلك؛ فكل فرد يستطيع تحديد خياره، وعليه تقع مسؤولية الاختيار، وعليه أن يختار ما يراه.
* ألا تعتقد أن الاستقطاب الحاد الحالي يمكن أن يؤثر على نتائج عملية الاستفتاء؟
– نعم أتفق معكم في هذه الرؤية، ولذلك نحن ندعو المسؤولين هنا وهناك إلى الحكمة، وإلى الكف عن إطلاق تصريحات مثيرة، لن تفيد شيئا؛ بل سوف تدخل الخوف في نفوس الناس، وتجعل المجتمع في حالة إضراب، وتجعل البلد مرشحا لأن يكون بؤرة للتفلتات والانفجارات، وربما الحرب الأهلية والقبلية.
* هناك في الشارع الشمالي من يردد «بعد الانفصال لا نريد أي جنوبي معنا»؟
– هذا كلام عاطفي، ولا يصدقه الواقع والممارسة والقوانين، وحل هذه القضايا، كما قلت يحتاج إلى زمن، ولا تحل بالعاطفة والتفلتات، ويمكن هنا أن نلفت إلى نماذج لدول غيرنا شهدت انفصالا فيما بينها، وتقسمت إلى دول مثل الاتحاد السوفياتي وشرق أوروبا، لكن لم نسمع عن محاولات الطرد القسري، أو التهجير، أو نزع الجنسيات، ولو حصلت فهي لم تنجح وتم احتواؤها، ولا يزال المواطنون في هذه الدول يعيشون أينما اختاروا، بمحض إرادتهم، ويحددون بعد ذلك أين سيكونون؟ وهذا حقهم.
* لكن أنت ومن معك من المسلمين ألا تخشوا أن تذهبوا إلى الجنوب ذي الأغلبية غير المسلمة، وتعيشوا عبر دولة «علمانية أو مسيحية»؟
– نحن موجودون في كل مكان، وليس لدينا أي قلق، لأن الجنوبي المسلم مفردة من مفردات المجتمع الجنوبي بأشكاله المختلفة، كما ندرك أيضا أن مثل هذا قد لا يمنع حدوث تفلتات من هنا وهناك، أو من طرف من الأطراف، لكن جملة الأمر، وما يعرفه الجميع هو أن جنوب السودان يتمتع بحالة من التعايش والتسامح، وحتى داخل الأسرة الواحدة في الجنوب، تجد فيها المسلم والمسيحي، أو اللاديني.
* لكن حال صدور قرارات سياسية بنزع الجنسية السودانية من الجنوبيين ماذا ستفعل أنت؟
– لكل حدث حديث، لكن بشكل عام ومبدئي هناك مؤسسات دولية ترعى هذه الأمور، وهناك معاهدات تنظم مثل هذه الأشياء، والسودان ليس دولة تعيش بمعزل عن المجتمع الدولي، ونحن متأكدون أن كل المجتمع الدولي سوف يهتم، وسيراقب كيفية معالجة مثل هذه القضايا، على الرغم من ذلك أستبعد قيام أي جهة بعملية انتزاع الجنسيات من حامليها من المواطنين، وحتى في الدستور السوداني، وقانون الجنسية لا يوجد سند قانوني، بل القانون السوداني يقر «الجنسية المزدوجة». أما التطرف أو الغلو أو التهور في الشمال والجنوب سيقود إلى حالة إضراب.
* هل لديكم إحصاءات بأعداد الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال؟
– الحكومة نفسها لا تمتلك إحصاءات، وبالتالي نحن أفراد أو مؤسسات حزبية ليست لدينا إحصاءات، لكننا نقول توجد أعداد مقدرة ومؤثرة، ولا يمكن بين ليلة وضحاها أن تتحول تلك الجموع إلى «من دون»، أو تفقد هويتها، أو تلغى جنسياتها بالنزع أو القرار السياسي، فهل في استطاعت أحد إلغاء جنسية ملايين البشر في لحظة واحدة؟ إن كل ما نسمعه، يدخل في سياق المزايدات، والضغوطات السياسية من الشريكين.
* أنتم في حزب المؤتمر الشعبي، كحزب معارض، هل وضعتم خطة أو تصورا لمعالجة أوضاع الجنوبيين في الشمال؟
– نحن ندلي بدلونا، وهي أمور عامة وتهم كل السودانيين، ومن حق كل الأحزاب مناقشتها، لا أن تكون حصرا على حزبين، وندعو هنا لبحث هذه الأمور بمسؤولية، وبطريقة تؤدي إلى السلم والسلام والاستقرار، وليس بصورة انفعالية، أو غاضبة وظللنا نطالب بحل هذه القضايا العالقة قبل إجراء الاستفتاء حتى لا تحدث انفجارات وانتهاكات تؤدي إلى عدم استقرار المجتمع في الشمال أو الجنوب، وهذا هو ما أسهمنا به، لكن الشريكين يقبضان على كل وسائل معالجة القضايا المتمثلة في السلطة والمال وغيرها وتبقى للأحزاب الأخرى أن تدلي بآرائها في سبيل ترتيب الأمور، بحيث تصل السفينة إلى بر الأمان دون خسائر كبيرة.
* المؤتمر الوطني يتهم أحزاب الشمال بغياب دورها عن قضية الوحدة، ما ردكم؟
– الحكومة هي التي ظلت تسيطر على الأمور، وتتعامل مع القضايا الوطنية كشأن خاص، وهو ما قاد إلى مثل هذه الأوضاع غير الواضحة، وللأسف لقد سبق السيف العزل.
* قبل أيام شكل رئيس الجمهورية لجنة برئاسته وعضوية نائبيه وآخرين من الأحزاب الأخرى، هل شاركتم في هذه اللجنة؟
– نحن لم تتم دعوتنا، ولو دعينا فإننا لن نشارك في ظل سيطرة، وتشكيل المؤتمر الوطني للجنة، وهذه قضية قومية، وكان يجب أن تشكل لها لجنة قومية محايدة؛ خاصة أن من يكون هذه اللجنة ويهمل مشاركة الآخرين هو من يتحمل مسؤولية الأوضاع الحالية، وهي أن السودان مهدد بالانقسام والانشطار، فكيف له أن يدعو بعد ذهاب كل شيء، وبعد أن تبقت أيام معدودة من إجراء الاستفتاء؟ هذا غير معقول وغير واقعي وغير جاد.
* هناك مخاوف لدى البعض، أو حتى توقعات، أو حديث شماتة يتركز حول عدم قدرة الجنوب على إدارة شؤونه بعد الانفصال، ما رأيكم؟
– هذا ليس صحيحا، وهو حديث مزايدة وسياسة، فهناك تعتبر أقل من جنوب السودان من حيث المساحة، أو السكان، أو الموارد الطبيعية والثروات، لكن لديها عضوية في الأمم المتحدة، ولها صوت مرجح، وفعلي لا أريد أن أذكرها؛ وهي كثيرة ودول أخرى في نفس ظروف الجنوب ليس لها موانئ على المحيطات أو البحار، وهي موجودة وأقل من الجنوب بكثير، سواء كانت من حيث الموارد أو البشر، وهكذا أنت ترى في العالم دولا لا يتجاوز عدد سكانها المليون، وهذا كلام غير صحيح وغير دقيق.
* المراقب يلاحظ أن كل الجنوبيين، حتى الذين ينضوون تحت لواء أحزاب «شمالية» حولوا إلى «جنوبيين» وتوحدوا لتحقيق هدف واحد، ما تعليقكم؟
– في السودان كدولة مستعمرة، كان السودانيون موحدين ويتحدثون بصوت واحد وهو الاستقلال، لكن بعد ذلك حدثت مشكلات في مناطق مختلفة في دارفور والشرق والجنوب، واندلعت الحروب لعدم وجود قومية واحدة، أو مصلحة واحدة أو فكرة واحدة، وجنوب السودان يتمتع بالتنوع القبلي والعرقي واللغوي والثقافي، لكنهم يقفون اليوم ككتلة واحدة في مواجهة «عدو مزعوم»؛ هو الشمال العربي المسلم، وكأن أهل الجنوب كتلة واحدة، لكنهم ليسوا كذلك، لكن ربما لضرورة قيام الاستفتاء يقفون هكذا، على الرغم من أن في الجنوب مشكلات قبلية، وقتالا قبليا، وتمردا مسلحا، فالجنوب ينطوي على مشكلات شبيهة بالمشكلات الموجودة في السودان كله والتنوع النسيجي في السودان الجزء الأكبر منه موجود في الجنوب، والمجموعات القبلية لا تستطيع أن تتعامل بلغة واحدة، وهناك ما لا يقل عن 30 لغة مستقلة، فمثلا أنا «دينكا» ولا أستطيع أن أتحدث مع شخص من قبيلة أخرى مثل قبيلة «الزاندي» إلا بوجود «ترجمان»، مترجم، فلذلك نفس القضايا الموجودة في الشمال، هي قضايا موجودة في الجنوب، وهذا ما يجعلنا ندعو إلى العدالة والوحدة والحرية، وأن تنفذ هذه المعاني على الأرض، وغير ذلك لا ينفع شيء؛ لأننا نريد أن نبني مجتمعا يمكن أن يستند إلى أرضية واعية ومتقاربة.
* ما توقعاتكم لتحركات المبعوثين الدوليين في الساعات الأخيرة؟
– نتمنى الوصول لاتفاق، وحصول اختراق في القضايا العالقة حتى تتجنب البلاد التشاحن وشبح الحرب، وندعو الشريكين إلى أن يتفقا، ولكن هذا لن يحدث بسهولة إلا أن يتصف الطرفان بالتجرد والإرادة السياسية القوية والمصداقية، وتقديم تنازلات.
* ما الطرف الذي يجب عليه تقديم تنازلات؟
– نحن نعتقد أن الطرفين ينبغي عليهما أن يقدما تنازلات، ومن دون هذه التنازلات لن يصلا إلى أي اتفاق، بل سيقود إلى العكس، وهو الحرب والإضرابات.
* لكن ما نوع التنازلات التي تقصدها؟
– الشريكان يناقشان ترتيبات ما بعد استفتاء تقرير المصير، وهناك قضايا معروفة، وهي ترسيم وقسمة النفط، الذي ينتج جنوبا ويصدر عبر الشمال، والديون الخارجية، والمواطنة والجنسية المزدوجة والعلاقات المستقبلية، كل هذا يحتاج إلى تنازلات من هنا وهناك.
* يطرح البعض خيارا ثالثا مثل الكونفدرالية، هل هو وارد؟
– لم نلمس أي شيء من هذا لأننا الآن في آخر خطوة نحو تنفيذ الاتفاقية، وأي حل يمكن أن يؤدي إلى التراضي بين الأطراف، ويعمل على الاستقرار ويوحد السودان هو أمر مطلوب.
* إذا وافق المؤتمر الوطني، هل تعتقد أن الحركة الشعبية ستوافق؟
– لا أظن ذلك، لأنهم الآن وصلوا إلى الخطوة الأخيرة، ولهم أمنيات وأحلام وطموحات يصعب عليهم التراجع منها.
* هذه الأماني، هل هي أمنيات شعب الجنوب أم أماني القيادات؟
– على الأقل، فإن الواضح الآن هو أن القيادات السياسية هي التي تتمنى هذا، ومن ورائهم المجتمع، لأن القيادات هي التي توجه المجتمع وترشده.
* أنت قيادي في الحركة الإسلامية، هل تشعر بالندم حال انفصال الجنوب؟
– دون شك، لأننا أخطانا وقدنا حربا منذ عام 1989 أسهمت في تعميق المرارات، أما نحن كمؤتمر شعبي، فقد خرجنا عن المؤتمر الوطني ولا يزال يتحمل المسؤولية وحده بما في ذلك وزر الانفصال. فالحركة الإسلامية هي المسؤولة عن ذلك، وهذا فشل كبير تسبب في تقسيم السودان.
* أنت من بور، وهي المنطقة التي ينتمي إليها زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق، ما انطباعاتك عنه؟
– أنا لم ألتق بها سوى ساعات في مفاوضات نيفاشا، وبالمناسبة زوجته السيدة ربيكا هي خالتي.
* لكن ما انطباعك عنه؟
– انطباعي كونته عبر مواقفه الكبيرة، وليس عبر لقاء قصير، وأعتبره زعيما سودانيا حقيقيا، وطرح مشروعا كبيرا لوحدة السودان.
* أنت شاركت في مؤتمر الحوار الجنوبي جنوبي، هل أنت راض عن المخرجات؟
– نعم، وقد سبق الجنوب الشمال في الحوار، وسوف نذهب إلى جوبا للمشاركة في اجتماعات رؤساء الأحزاب، حسبما أوصى المؤتمر، كما أن المؤتمر خرج بتوصيات مهمة مثل الحريات الأربع، وتطوير العلاقات بين الشمال والجنوب، كشعب واحد، لا مثل العلاقة بين الدول، وكان من المفترض على المؤتمر الوطني قبول هذه التوصيات، لكن غضبه وشعوره بالفشل ومسؤوليته في الانفصال تجعله يرفض أي توصيات جنوبية، ويظن أنها تمثل الحركة الشعبية.