لهذه الأسباب (…) قصفنا كادقلي !
المفاوضات ما زالت تراوح مكانها بـ”المحطة الوسطي” !
حديث قادة (الوطني) عن قضاء الاتفاق الأمني بين جوبا والخرطوم علينا “تمنيات وأحلام يقظة”
الشُقة ليست كبيرة بيننا وبين قوي الإجماع الوطني
قال الفريق عبد العزيز آدم الحلو، نائب رئيس الحركة الشعبية-شمال ورئيس هيئة القيادة العسكرية المشتركة للجبهة الثورية السودانية إن كمال عبيد، رئيس وفد الحكومة السودانية المفاوض ومن خلفه المؤتمر الوطني إقصائيون يعملون علي نفي الآخر المختلف عنهم؛ وحقائق الواقع تشير إلي أنهم سيذهبون إلي مزبلة التاريخ وتبقي الجبهة الثورية السودانية لتقود مع القوي الديمقراطية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والشباب عملية التغيير والديمقراطية والبناء والتعمير لخلق السودان الجديد- علي حد قوله. وعلق علي المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية-شمال، بالقول: ” ما زالت ترواح مكانها بـ”المحطة الوسطي”، ولم تبدأ الرحلة بعد. وطالب بعدم إختزال المفاوضات بين الحكومة وحركته حول المنطقتين- جنوب كردفان والنيل الأزرق، موضحاً أن التفاوض بين الطرفين للتوصل لحل شامل للأزمة السودانية وعدم إختزالها في المنطقتين؛ لأن الخرطوم هي مصدر المشاكل في كل السودان- علي حد تعبيره.
ووصف حديث قادة المؤتمر الوطني أن الإتفاق الأمني بين السودانين سوف يقضي علي الحركة الشعبية-شمال والجبهة الثورية، بالقول: “هذا الحديث يأتي من باب التمنيات وأحلام اليقظة خاصة وأنه قد إنبنى علي إفتراضات خاطئة يقوم بترويجها سدنة النظام، أن الحركة الشعبية-شمال والجبهة الثورية السودانية تعتمدان علي حكومة الجنوب في تمويل الحرب مع العلم أن الجنوبيين قد نالوا استقلالهم ولا شأن لهم بالقضايا الداخلية في السودان. والآن هذه الحرب تدور في داخل الشمال وقوات الحركة الشعبية-شمال وبقية فصائل الجبهة الثورية كلها موجودة بأراضيها المحررة في الشمال. ولا أحد يستطيع القضاء علي هذه القوات بالقوة العسكرية، وستستمر المقاومة طالما تمادى المؤتمر الوطني في غيه وظلمه بتهميش الآخرين”.
فإلى مضابط الحوار: أجرى الحوار من واشنطن: عبد الفتاح عرمان
* ما هو الغرض من زيارتكم للولايات المتحدة الأمريكية؟
الغرض من الزيارة هو شرح وجهة نظر الحركة الشعبية-شمال حول قضيتي الحرب والسلام في السودان. بالإضافة إلي ذلك، لشرح حقيقة الوضع الإنساني للجهات المعنية.
* هل جاءت الزيارة بدعوة رسمية من الجانب الأمريكي؟
لا، زيارتنا للولايات المتحدة تمت بصورة غير رسمية.
*بمن إلتقيتكم من المسؤولين الأمريكيين؟
إلتقينا باعضاء في الكونغرس الأمريكي، والخارجية، والبيت الأبيض، وأصدقاء الحركة الشعبية-شمال في واشنطن.
*هل نجحتكم في تحقيق ما جئتم من أجله؟
ما زال الوقت مبكراً لإصدار الأحكام.
* ألا تتفق معي أن الولايات المتحدة نفسها كانت تعاني من نفس المشاكل التي تشكون منها في السودان؟
الولايات المتحدة هي بلد الحرية بمعني التمسك بتحكيم العقل ورفض الأسطورة والخرافة كوسائل للتوصل للحقيقة. لقد ساعدهم ذلك في إقصاء التوجهات الرجعية والعقليات المتحجرة التي تصدت للقيادة في المجتمع مما فتح الباب أمام البحث العلمي ثم التطور الصناعي والتكنولوجي وما ترتب عليه من ترويض للطبيعة لأجل تسهيل حياة الإنسان. بمعني حصول الإنسان علي ما يريد بأسرع وقت ممكن وأقل جهد ممكن. هذا بالإضافة إلي ما حققوه من إبتكارات في نظم الحكم عبر القيم الرفيعة التي تبنوها. حيث ساهمت هذه القيم في أنسنة المجتمع وإحترام الإنسان لذاته كإنسان عبر التخلص من التوجهات الشمولية. لقد كانوا مثلنا في يوم من الأيام.. حرب ثم إستقلال ثم حرب أهلية.. فقر وجهل ومرض، ولكن قدرتهم علي التعلم من تجاربهم وتوظيف العلم لخدمة الإنسان والإستعداد للكشف عن ما هو في الأمام، وهو الذي أهّلهم للتفوق وتبوء مركز القيادة في العالم. كل ذلك جاء بفضل القابلية علي التعلم والإستفادة من الأخطاء. هذا لا يعني أن الممارسات المتخلفة والمشاعر السالبة عند البعض في هذا المجتمع قد تغيرت، ولكن العبرة هنا هي في سيادة حكم القانون والمساواة أمام القضاء غض النظر الوضع الإجتماعي أو الإقتصادي أو الخلفية الدينية أو العرقية التي تدفع البعض للشعور الزائف بالتفوق وما يقود إليه من إستعلاء وتبلد في الاحساس بالآخر واحتياجاته وحقوقه.
* أين وصلت المفاوضات بينكم وبين نظام الرئيس البشير في أديس ابابا حول ملفي جبال النوبة والنيل الأزرق ؟
ما زالت ترواح مكانها بـ”المحطة الوسطي”، ولم تبدأ الرحلة بعد. وأرجو تصحيح السؤال ليصبح التفاوض بين الطرفين للتوصل لحل شامل للأزمة السودانية وعدم إختزالها في المنطقتين لأن الخرطوم هي مصدر المشاكل في كل السودان.
*لكن المؤتمر الوطني يري أن المشكلة في المنطقتين وطالبكم بعزل ياسر عرمان من رئاسة وفدكم التفاوضي. أليس كذلك؟
هذه محاولات يائسة من المؤتمر الوطني لصرف أنظار السودانيين عن جوهر القضية، وهي فشله في إدارة الدولة السودانية وحل المسائل المتعلقة بإزالة الديكتاتورية والشمولية وإعادة هيكلة الدولة السودانية. وما الذي يؤهل كمال عبيد للخوض في المسائل القومية ويمنع الرفيق ياسر عرمان من ذلك؟! بالرغم أن عرمان يناضل من أجل قضية عادلة وقد أمضي أكثر من 25 عاماً من عمره من أجل تحقيق الديمقراطية ووحدة السودان علي أسس جديدة يتساوى فيها كل السودانيين. وكمال عبيد ومن خلفه المؤتمر الوطني إقصائيون يعملون علي نفي الآخر المختلف عنهم؛ وحقائق الواقع تشير إلي أنهم سيذهبون إلي مزبلة التاريخ وتبقي الجبهة الثورية السودانية لتقود مع القوي الديمقراطية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والشباب عملية التغيير والديمقراطية والبناء والتعمير لخلق السودان الجديد.
*نشرت بعض الصحف السودانية في الأسابيع القليلة الماضية ورقة قالت إنها مسودة اتفاق بين الحركة الشعبية- شمال وحكومة المؤتمر الوطني. ما هي حقيقة مسودة الإتفاق هذه؟
في الواقع، معظمها ليست صحف وإنما أبواق دعاية للمؤتمر الوطني دورها يتمثل في الفبركة وتزييف الحقائق وتضليل الرأي العام. لم نقم بتوقيع إتفاق مع النظام ولم تجري حتي الآن أي مفاوضات أو لقاءات مباشرة بيننا وبين وفد المؤتمر الوطني المفاوض.
* ألا يعني قبولكم بقرار مجلس الأمن الدولي 2046 موافقتكم علي الجلوس مع النظام للتوصل لحل سلمي للأزمة الحالية؟
يتضمن قرار مجلس الأمن 2046 الإشارة لإتفاق 28 يونيو الإطاري “إتفاق نافع-عقار” الذي يعطي الأولوية لمعالجة القضايا القومية ثم بعدها يتطرق للمنطقتين لما تتمتعان به من خصوصية تحتاج لإعتبارات إضافية داخل إطار الحل الشامل.
* هناك مخاوف من قبل حركات التمرد في دارفور أنكم عازمون علي التوصل لإتفاق سلام مع الخرطوم والتخلي عنهم . هل ستتخلون عنهم عبر الإتفاق مع الحكومة السودانية في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وبيع حلفائكم لنظام الخرطوم؟
مخاوفهم في غير محلها لأن برنامج الحد الأدنى الذي وقعت عليه كافة فصائل الجبهة الثورية يتمثل في إسقاط النظام عبر كافة الوسائل. والحركة الشعبية لديها مبادىء وتاريخ طويل في التفاوض مع المؤتمر الوطني قبل وبعد إنفصال الجنوب، وعملية البيع والشراء ليست بضاعتنا وإنما هي بضاعة المؤتمر الوطني الذي يروج لهذه الأكاذيب لتفتيت الجبهة الثورية.
*علي ذكر إسقاط النظام، هل ما زال تغيير النظام في الخرطوم بالقوة هو هدفكم ؟
أعتقد ليس هناك حاجة للسؤال عن ماهو واضح وموقف معلن.
*إذاُ متي يسقط النظام في الخرطوم حسب تقديراتكم الشخصية؟
لا أحد يستطيع أن يحدد تاريخاً بعينه ولكن كل المؤشرات تدل علي أن النظام آيل للسقوط لا محالة.
*هل تعولون علي العمل المسلح لإسقاط النظام؟
إن أداة الضغط الأولى والأساسية علي نظام المؤتمر الوطني هي الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال وحلفائها في الجبهة الثورية السودانية لان لديهم من الأدوات ما يكفي لإسقاط النظام.ولكن مع ذلك، نحن لا نؤمن بالعنف والحلول العسكرية للأزمة السودانية، لان المشكلة في المقام الأول هي سياسية وحلها يتم عبر الحل الوسائل السياسية والتفاوض. لذلك نحن نسعي للمزواجة بين العمل العسكري في الهامش والعمل الجماهيري السلمي الذي تقوم به القوى المعارضة في الخرطوم ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الشبابية وكافة السودانيين في المهجر الذين يقومون بحراك سلمي وجماهيري واسع. علاوة علي ذلك، العمل الدبلوماسي حيث تأتي زيارتنا هذه للولايات المتحدة لتوصيل وشرح مواقفنا لهم وللمجتمع الدولي قاطبة حتي يتفهموا وجهة نظرنا حتي لا يكونوا فريسة لتضليل المؤتمر الوطني.
*هل هناك تنسيق مباشر بينكم وبين قوي الإجماع الوطني المعارضة في الخرطوم؟
ليس هناك تنسيق مباشر أو عمل مشترك ولكن عملياً هناك تكامل في وسائل النضال ضد الطغمة الحاكمة في الخرطوم عبر الكفاح المسلح والعمل الجماهيري السلمي في الداخل والخارج.
*لكن المراقبين يرون أن هناك تباعد في المواقف بين قوي الإجماع الوطني التي أصدرت وثيقة (البديل الديمقراطي) التي عبرتم عن رفضكم لها في الجبهة الثورية ورددتم عليها بإصدار وثيقة (إعادة هيكلة الدولة السودانية)؟
الشُقة ليست كبيرة بيننا وبين قوي الإجماع الوطني ولكن الفرصة لم تحن بعد للجلوس والخروج بوثيقة موحدة.
*قادة المؤتمر الوطني يقولون أن اتفاقية الترتيبات الأمنية الموقعة بين الخرطوم وجوبا ستقضي تلقائياً على الحركة الشعبية- شمال وحلفائها من الحركات الدارفورية المسلحة. ما صحة هذا الامر ؟
هذا الحديث يأتي من باب التمنيات وأحلام اليقظة خاصة وأنه قد إنبنى علي إفتراضات خاطئة يقوم بترويجها سدنة النظام، أن الحركة الشعبية-شمال والجبهة الثورية السودانية تعتمدان علي حكومة الجنوب في تمويل الحرب مع العلم أن الجنوبيين قد نالوا استقلالهم ولا شأن لهم بالقضايا الداخلية في السودان. والآن هذه الحرب تدور في داخل الشمال وقوات الحركة الشعبية-شمال وبقية فصائل الجبهة الثورية كلها موجودة بأراضيها المحررة في الشمال. ولا أحد يستطيع القضاء علي هذه القوات بالقوة العسكرية، وستستمر المقاومة طالما تمادى المؤتمر الوطني في غيه وظلمه بتهميش الآخرين. وأن حقائق الواقع تشيرإلي أن المؤتمر الوطني هو الذي سيذهب وستبقي الجبهة الثورية لتقود مع القوى الديمقراطية الأخري مهام التغيير والتعمير والبناء لخلق السودان الجديد.
*ولماذا يخدع المؤتمر الوطني نفسه في تقديركم؟
إن المؤتمر الوطني وكما أثبتت التجارب والأيام تنظيم عاطل عن أي قدرات تؤهله لحكم بلد كالسودان. لذلك أشعل الحروب الأهلية في كل إتجاه ومارس و ما زال يمارس أبشع جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان. بالإضافة إلي تخريب الإقتصاد والنسيج الإجتماعي الذي تم بإسم الدين، ولا يزال. لذلك فإن جميع السودانيين بمختلف أحزابهم وتنظيماتهم مطالبين بالتوحد وتفعيل كل الوسائل لتغيير هذا النظام وإفساح المجال لمشروع وطني جديد يضمن وحدة عادلة وسلام دائم للجميع. وإلا فإنه أمام تعنت المؤتمر الوطني واصراره علي الإستمرار في سياساته القديمة التي أدت لإنفصال الجنوب وتهدد ما تبقي من الوطن سيتفتت السودان كما حدث في يوغسلافيا ومناطق أخري من العالم.
* تضاربت أقوال الصحف الصادرة في الخرطوم حول سبب تخلفكم عن وفد الحركة الذي ذهب وقتها إلي أديس أبابا. بعض الصحف عزت الأمر إلي عقد قرانكم علي أمريكية، وآخرون أرجعوا السبب إلي وعكة صحية. ما حقيقة الأمر؟
بعض هؤلاء الصحافيين تخرج من مدرسة المؤتمر الوطني وتلقي ما تلقي من مقررات، وأحد تلك المقررات درس أساسي عنوانه “الكذب في سبيل الدعوة حلال”، وأصاب عقول بعضهم ما أصاب من أمراض، أهمها الخيال الجامح وفنون التلفيق. وبدلاً من أن يوظفوا طاقاتهم الفكرية في التركيز علي قضايا الوطن وأزماته لإيجاد حلول علمية لها فإنهم يقومون بتوجيهها فيما ليس لنا فيه طائل. كان الأحري لمؤلف هذه الرواية احترام عقول السودانيين في المقام الأول.
* لكنك لم تجب علي السؤال، وهو ما زال قائماً.
كما قلت لك، هذه كلها أكاذيب وفبركات من صحف المؤتمر الوطني التي يقوم بتحريرها والإشراف عليها جهاز أمن النظام الفاشي. وتواجدي في واشنطن أو كاودا يودون عبره صرف الأنظار عن القضايا الملحة التي تهم الشعب السوداني.
* قامت قواتكم يوم أمس الأول بقصف مدينة كادقلي بمدافع الهاون من الجهة الشرقية وقتل وأصيب بعض المدنيين العزّل. ما الهدف من وراء قصف المدينة الآهلة بالسكان؟
يتهيأ ويترأى من السؤال وكأن سكان الريف ليسوا مدنيين أو عزّل وأن كل ما يصيبهم جراء القصف بالطيران، الصواريخ والهجوم الأرضي وما ينتج عنه من حرائق للمنازل وتدمير للمؤن الغذائية والمزارع ونهب المواشي، وما يلحق بهم من اغتصاب وإبادة جماعية وتهجير بتخطيط وتدبير من المؤتمر الوطني لا يهم. لماذا كل هذه الإنتهاكات لا يتم الحديث عنها وكأن أولئك “صيد بري” لا حق لهم في الحياة أو العيش بكرامة. ما حدث يوم أمس الأول كان رد فعل عن قصف مدفعي انطلق من مدينة كادقلي استخدمت فيها قوات المؤتمر الوطني صواريخ شهاب وشيراز الإيرانية، وكان الأحرى أن يكون السؤال كم هم عدد ضحايا ذلك القصف المنطلق من كادقلي. وبهذه المناسبة تلاحظ أن النخب والصفوة المتعلمة في السودان تعاني من حالة فصام لا فكاك منها. فإنها من جهة تدعي التمسك بقيم الليبرالية ومبادئ حقوق الإنسان وتغضب وتثور وتقيم الدنيا ولا تقعدها إذا قامت أجهزة النظام بجلد بعض السيدات بالعاصمة لإنتمائهن لجهة معينة، ولكن نجد أن ذات الصفوة تلوذ بالصمت بل تتطوع للدفاع عن النظام بالإنكار والنفي لوقائع وجرائم أفظع يرتكبها النظام وأجهزته القمعية يومياً في الريف بقيامها باغتصاب آلاف النساء وتصفية بل وإبادة الملايين من الكهول والنساء والشباب والأطفال في ذات دائرة الوطن؛ لا لشئ إلا بسبب الإنتماء. ذلك هو مكمن الداء وأُس المرض، وإذا لم يتم تداركه فإنه لا مستقبل لهذا البلد. وهنا يطرح السؤال نفسه حول كيفية تحقيق الوحدة الصحيحة حيث يتم قبول الآخر والإحساس بمعاناته. وهل يمكن تحقيق الوحدة عبر وحدة العقيدة كما يتوهم البعض؟ إذا كان الأمر كذلك فماذا عن مأساة دارفور المسلمة عن بكرة أبيها؟ أم عبر وحدة اللغة كما هو الحال في جبال النوبة والنيل الأزرق الذين يتحدثون العربية بطلاقة إلي جانب لغاتهم الأصلية، فلماذا اعلان الجهاد ضدهم إذن؟ بناءً علي ذلك، نجد أن هناك ضرورة للإعتراف بالمشكلة تمهيدا للتوصل للإجابة والحل الصحيح. بدءاً بقضية الهوية الوطنية والمسألة الثقافية والأسس السليمة للوحدة.
* هل كنتم تريدون إرسال رسالة للمؤتمرين من أبناء جبال النوبة في العاصمة كادقلي مفادها أنكم لا زلتم تمسكون بخيوط اللعبة و لايمكن لاحد عزلكم؟
لقد بدأ المؤتمر الوطني بالقصف علينا وكان من الطبيعي أن تقوم قوات الجيش الشعبي-شمال بالرد، والبادىء أظلم.
* هل مؤتمر كادوقلي شبيه بالمؤتمر الذي رتب له المؤتمر الوطني من قبل لأبناء دارفور وتمت تسميته “مؤتمر أهل المصلحة” لسحب البساط من حركات المقاومة الدارفورية؟
هذا صحيح، فإن المؤتمر الوطني لم ينسي شىء أو يتعلم شىء، فهاهو يعيد فصول ومشاهد ذات المسرحية والحيل المكشوفة التي تمت من قبل في مؤتمر كمبالا 2002م وفي الدوحة عام 2011م للإلتفاف حول القضايا عبر خداع النفس وخداع الرأي العام المحلي والعالمي. كل ذلك يتم عبر تزييف إرادة الجماهير وتفادي مواجهة الحقائق أو القيام بتقديم اي تنازلات من أجل الحفاظ علي كراسي السلطة. ولكن التجارب أثبتت أن السحر عادة ما ينقلب علي الساحر مهما حذق اللعبة. ولكننا نشعر بالأسي والإشفاق علي إخواننا الذين سمحوا بأن يضعوا أنفسهم أداة طيعة في أيدي قادة المؤتمر الوطني ليتلاعب بهم، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
* قادة المؤتمر الوطني يقولون أن الفرقتين التاسعة والعاشرة لجيشكم ما زالتا تحت إمرة الجيش الشعبي لدولة السودان الجنوبي ولم يتم فك الإرتباط بينكم. ما صحة هذا الأمر؟
لقد تم فك الإرتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة وكل قوات الجيش الشعبي-شمال مع الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان منذ التاسع من يوليو 2011م يوم إستقلال جنوب السودان. وأن الجيش الشعبي-شمال لديه قضية يقاتل الخرطوم من أجلها، وعلي المؤتمر الوطني أن يبحث عن ذريعة أخري للتغطية علي ما يقوم به ضد الآخرين بدلاً عن إختلاق الأكاذيب واتهام الجيش الشعبي-شمال. وقد قيل قديماً “إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه.. وصدق ما يعتاده من توهم”.
* يتهمكم البعض بـ”العمالة” لدولة الجنوب وأنكم بمثابة وقود لنار غيركم حيث حاربتم مع الجنوب من قبل حتي ناله إستقلاله وترككم في العراء. ويتسائلون الآن: لماذا تنفذون مخططات حكومة دولة الجنوب في الشمال وهي التي قامت ببيعكم للمؤتمر الوطني عبر إتفاق أديس ابابا الأخير؟
نحن في الحركة الشعبية-شمال لدينا قضية ومظالم ضد الخرطوم، وقد إلتقينا مع الجنوبيين في الطريق إلي الخرطوم وقاتلنا معاً تحت مظلة الحركة الشعبية لتحرير السودان، وما طرحته من رؤية ورفعته من شعارات استوعبت تطلعاتنا جميعاً. والآن، وقد حقق الجنوبيون أهدافهم في الإستقلال بسبب تعنت المؤتمر الوطني وتمسكه بمشروعه الإقصائي. وقد زادنا إنجازهم ثقة في صحة أطروحة الحركة الشعبية وفعالية أدواتها علي طريق التحرير الشامل للقطر بكامله، وهذا هو دافعنا للإستمرار علي ذات الطريق حتي يتم تحرير كامل للتراب السوداني من استبداد وتسلط وعبث المؤتمر الوطني.
* بصفتكم نائب رئيس الحركة الشعبية-شمال ورئيس هيئة أركان الجيش الشعبي، ما هو موقف جيشكم علي الأرض الآن؟
عام ونصف من المقاومة والإستبسال والإنتصارات تكفي للدلالة علي موقف الجيش الشعبي-شمال ومستقبله.
* سعادة الفريق الحلو، بوصفك رئيس هيئة القيادة العسكرية المشتركة للجبهة الثورية، لماذا لم تقم الفصائل المكونة للجبهة الثورية بعمليات عسكرية مشتركة حتي الآن؟
يجب أن لا ننسي أن عمر القيادة العسكرية المشتركة للجبهة الثورية السودانية لم يتعدي الثمانية أشهر بعد؛ وهي فترة قصيرة في عمر الثورات. ولكن يجب التأكيد علي أن ما تم في هذه الفترة القصيرة لم يكن بالشىء السهل، خاصة أن المستوي الذي تم به التنسيق في العمليات بين القوات في الصيف الفائت لم يكن مسبوقاً. وبذلك نكون قد مهدنا الطريق للإنتقال إلي مستوي العمليات المشتركة بين هذه القوات في القريب العاجل.