سلام يا .. وطن
حيدر احمد خيرالله
العصيان : وتقتلنا المنون بلا قتال !!
*بلادنا في تخلقها الاخير الذى تعيشه الآن ، والصراع السياسي الظاهر والمستتر ، الذى جعل الحكومة واعلامها وصحفها وسخفها يفلقوننا بسؤال البديل ، هذا السؤال الذى صار يثير حفيظة القرف بأكثر من الإجابة عن البديل ، فالشاهد في الأمر ان الذين أتوا على ظهر دبابة في صبيحة تلكم الجمعة الحزينة من عام 89 و أتت بهؤلاء القوم الذين لم يكترثوا بالخيار الديمقراطي الذى جعلنا نختار الإمام الصادق المهدى فقد تم افتراس حكمه لمجموعة هى نفسها لم تكن تثق ان بامكانها ان تكون خياراً للشعب السودانى ناهيك عن ان يكونوا البديل ، فهذا السؤال هو احد الفزاعات التى يريدنا النظام ان نركن اليها ونستكين على ان نبقى اسرى حكم الإنقاذ او الصوملة او اللبننة او اليمن وكل النتائج الكريهة التى افرزها الواقع الإقليمي ، يلجأون لهذه الذرائع ، وهم يتناسون عمداً واقعنا وخبرات شعبنا تختلف عن ماجرى على شعوب من حولنا..
*فالحملة التى يديرها الاعلام الحكومى ضد لعصيان المعلن بتاريخ 19ديسمبر من حيث الشكل فانه من المفهوم جداً ان تستنفر الحكومة كتابها للدفاع عنها ومهاجمة العصيان ، لكن ليس من حقها ان تصادر حقوق المغتربين او المهاجرين من الدعوة للعصيان ، لأنهم ببساطة هم اول واكبر ضحايا هذا النظام الذى يتفاخر احد وزراء المالية بان اكبرصادرات بلادنا السمسم والصمغ العربي والأستاذ الجامعي ، وحتى الأمس يصرح بانهم يرسلون عمالة مؤهلة والاستاذ الجامعى يتقاضى 20الف ريال ،ويصورون مثقفونا وكأنهم سلعة في سوق نخاسة !! وعندما عجزت الحكومة البائسة عن ان توفر لهم الحياة الحرة والكريمة تركوا الجمل بما حمل ، ويمموا وجوههم شطر المنافي ، واليوم اذ يؤدون دورهم من خلال العصيان فمالذى يجعل الحكومة تنظر اليهم على انهم لا شأن لهم بقضايا الوطن ، بينما نفس الحكومة تتلقى مليارات الدولارات من تحويلات المغتربين ؟ !
*العصيان المدنى هو نتاج طبيعي لعبقرية الشعب السودانى ، فالمواقف التى برزت اثناء اضراب الاطباء وتوحدهم على لواء واحد كان الخطوة الاولى نحو ابتداع صورة جديدة للمقاومة المدنية ، واليوم اذ تحمل الانباء اتحاد الاطباء تحت راية النقابة الشرعية فانما هى خطوة مؤنسة لتقوية الموقف النقابي الذى بدأ يستبدل ساعات العمار بديلاً لسنوات الخراب فوحدة الأطباء ،هى قضية الساعة .والعصيان وسيلة تعبيرية يمكن ان تفيد الحزب الحاكم مثلما تفيد دعاة العصيان ، غير أن ارفع القيم التى برزت من هذا الحراك الكبير هو الحاجة الماسة للتغيير السلمى المبرأ من العنف وهذه هى ابداعات شعبنا المعلم ، ورحم الله التنبئ وهو ينشد:
نعدُ المشرفية والعوالى * وتقتلنا المنون بلا قتال
المشرفية والعوالي اسماء للحراب ، فلاحاجة اليوم للمشرفية ولا العوالى وسلام يااااااوطن..
سلام يا
مركز تراكس او الفضيحة الكبرى ، الشاكى لايجيب ويرسل حمماً من الأتهامات ، وياتينا باولاد العفيف النجباء الفوارس ، ويلحق بهم الماجدة نجلاء سيداحمد ، وربما لو استمر الوضع على هذا الحال سوف لن نجد لنا صديقاً الا وهو احد المتهمين ، امنية واحدة نتمنى ان نعيش وتسقط الانقاذ ومستنداتها محفوظة لنعرف المواسير التى ساعدت وساهمت في بقائها .. احبابنا في تراكس : الله معاكم .. وسلام يا
الجريدة الخميس 14/4/2016