العدل والمساواة لا تخون والبعثي لا يكذب!
حامد حجر/جنوب الحزام
أدهشني تغريدة للأستاذ عبدالله رزق ابوسيمازه، صاحب عمود “جراب الرأي”، وهو يتهم حركة العدل والمساواة بالعمالة في معرض تناوله لتغريدة الدكتور جبريل ابراهيم حول مواقف فولكر وناشطي السفارات، فيما يخص العملية السياسية الجارية الآن.
وحسب قرأتي للتموضعات فإن البعث الأصل علي مسافة أقرب إلي تغريدة وزير المالية منه إلي من يتمثل دور بول بليمر السودان وبالتالي الغمز من قناة دمغ حركة العدل والمساواة بما لا يتسق وموقفه المعلن يعتبر إسقاط للرفيق عبدالله رزق.
يا عبدالله .. القائد جبريل لا يكذب ولا يخون لانه قائد لحركة عظيمة إسمها ملئت الأرجاء حين طال ليل الظالمين وسيطرت أحزاب النخب في الخرطوم تلوك فشل القراءات الصحيحة وتفارق قضايا نضالها الوطني.
أوكد لك وإني صادق بأن حركة العدل والمساواة قد خاضت بما يقارب الثلاثمائة معركة أو زهاءها منذ فبراير العام 2003م، وحتي الآن ومازالت سلاحها في يدها طالما البعض من ناشطي المركز لم يدركوا بعد أهمية السلام والمضي في بناء السلام.
للعدل والمساواة .. علاقات بحكم تجربتها في الكفاح ضد نظام المعزول عمر البشير، وفي ذلك لا ينتطح فيها عنزتان، لكن بعلاقات متوازنة لا يغلب فيها مصالح دول مجاورة أو مراكز دولية ذات أهداف أو صديقة وشقيقة ذات مطمع.
وفي ذلك أسوق إليك من التاريخ صفحة لباني هذه الحركة الشهيد دكتور خليل ابراهيم من تهديد الخواجا “إسكود قريشن”، في مفاوضات الدوحة لسلام دارفور، كان موقفا أصيلا ومستقلا للعدل والمساواة لا يقل عن ال “لا”، الكبيرة التي قالها المرحوم صدام حسين وواجه المقصلة بكل إباء.
العدل والمساواة .. لا تخون .. وأسوق اليك حادثة حينما خرقت حكومة السودان مهلة وقف إطلاق النار، يومها الدكتور خليل علي طرف طاولة المفاوضات في الدوحة القطرية، قواتنا علي الأرض تمكنت من متحرك للجيش السوداني خرجت من الجنينة تتقدمها إستطلاع من “اليوناميد”، قاصدة الترتيبات في مدينة كلبس لدعم الإنتخابات للعام 2010م، تمكنت فرقتان من العدل والمساواة وهي تخرج من باطن الأرض في منطقة “أووم”، وعلي بعد عشرات الامتار من حامية “كشكش”، وبأمرة رئيس الحركة في الميدان يومها الجنرال باشمهندس ابوبكر حامد نور.
سرت الأخبار بين الأنام كما الأواني المستطرقة إلي مقر المفاوضات حيث يجلس الشهيد الدكتور خليل ووزير المالية الحالي، والوسيط القطري يترجي رغبة قيادة الجيش السوداني في عملية أووم الأمبسكات، يقول الدكتور خليل موجها الباشمهندس ابوبكر عبر الهاتف الثريا وبعبارة مؤجزة: “نحن لا نخون، أطلقوا سراحهم”. تلك أخلاق العدل والمساواة يا عبدالله في الحرب والسلم، ولديها في إحترام القانون الدولي الانساني شأن وقصص ليست هنا من متسع لسردها.
العدل والمساواة .. تعيش علي إمدادات السلاح والمؤن من المعارك التي تخوضها ضد الجيش السوداني والمليشيات المتجحفلة معها، يموت خيرة شبابنا ليستمر الآخرون في أن تظل راية العدل خفاقة، نتحدي كائن من يكون في زمن الوسائط المفتوحة يخرج لنا ما يثبت عمالتنا أو أننا نخون بلدنا، من يخون لا يكون بجسارة خليل أو حكمة جبريل.
العدل والمساواة .. هي حركة فيها تنوع كبير من مكونات أثنية، جهوية، فكرية من كل السودان ومكتبه التنفيذي من اربعين عضوا، وبها أمانات لكل الاقاليم، مكاتب خارجية، قوات مسلحة تشرئب إنتظارا لدفع استحقاقات السلام، فكل الكلام السهل حولها لا يجدي فتيلا والواقعية السياسية مطلوبة يا أولي الالباب.
العدل والمساواة .. يا أستاذ رزق مدرسة نضالية وأول من حللت الواقع في قضية التهميش بنظرة سودانية مقاربة للواقع وعلي ضوء دراسة علمية، محكمة لا تنفع معها المقارعة بالتنظير وطق الحنك (راجع الكتاب الأسود الرقمي)، ولم تبتسر وتجلب قوالب جاهزة بمثالية موهومة وتجارب فشلت حتي عند شعوب بلدانها.
العدل والمساواة .. فصيل مناضل سوداني أسستها رجال ونساء من قوي ومدارس شتي وشباب من إيدولوجيات متفرقة، وفي ذلك قوتها وسر إستمرارها في الوجود فلا تستهين بها تصيبك لعنة من ساروا في دربها من أجيال تزحم طرقات النضال.
العدل والمساواة .. يا صاحب جراب الرأي وبحكم علاقاتها الواسعة التي إكتسبتها من عدالة قضيتها، هي حركة تحبذ الصمت الحكيم والإناة في الرد علي الترهات لكنها منطقية مفحمة حين تلتفت وقاسية مؤذية حين تضرب، فلا تختبر صبرها فهي موئل تجارب سياسية كثيرة ولديها كادر من كل حزب عارف ببواطنها لكن الحكمة التي يبديها د.جبريل درس لنا.
العدل والمساواة .. سعت جادة لإنجاز ورقة تفاهم مع السيد علي الريح السنهوري، في حزبه الأصل، ويومها الدكتور جبريل علي موقف نقيض من رغبة الأستاذ وجدي صالح في “لجنة التمكين”، ولم يغير موقفه لأنها ببساطة غير عادلة، والحركة قامت من أجل العدالة والمساواة.
العدل والمساواة .. حركة قومية للسودان كله، تعني بقضية التهميش والإختلال البائن في تقسيم الثروة والسلطة في السودان، وتسعي مع الحادبين إلي تعديل الميزان المختل، وهذه هي برنامجها للإنتخابات القادمة إن وجد، فلا تستسهلوا التعاطي معها علي أنها قادم جديد، وإنما الحكمة تتطلب بناء تحالفات جديدة خارج الصندوق وطريقة التفكير القديم.
حامد حجر/ الخرطوم
25 مارس 2023م