في مروية ابراهيم العبادي ان حمد ود دكين حين جاء طالبا يد ريّا مخطوبة طه واقترح عليه اهلها منحه اختها صاح فيهم ( الراسو موجوع ما بربطولو كراعو) وهي مما يشبه حالة المناداة بالتحكيم الدولي في قضية حلايب الماثلة الآن.
فبعد ان دخل التداول الحامي حول مثلث حلايب يومه الثالث عشر، دعا مساعد رئيس الجمهورية رئيس جبهة الشرق موسى محمد أحمد إخضاع قضية حلايب للتحكيم الدولي لإنهاء الجدل الدائر حول تبعيتها بين السودان ومصر، وقال ان حلايب سودانية.
وكان ان تطاير شرر حلايب بعد طول سكون خلف الرماد عقب القرار الصادر عن المفوضية القومية للانتخابات بجعل مثلث حلايب دائرة انتخابية في الانتخابات القادمة مطلع الاسبوع الماضي، وذلك اثر الطعن الذي تقدمت به جبهة الشرق وبعض اعضاء المجلس الوطني من المنطقة لعدم شمول التعداد السكاني لمثلث حلايب وخوفهم من ان لا يشملها السجل الانتخابي ومن ثم غيابها عن الانتخابات، وتردد ان قرار المفوضية جاء ايضا بناء على طلب سبق وان قدمه المؤتمر الوطني للحكومة المصرية بضم حلايب للتعداد السكاني في السودان لدعم الكتلة الانتخابية للرئيس عمر البشير ولحيازة اصوات الناخبين بالمنطقة، الا ان الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل» مستشار الرئيس سارع في حوار مع صحيفة الشرق القطرية قبل ايام للقول بان قضية حلايب لا تعالج في إطار المؤتمر الوطني بل تعالج في إطار الحكومة.
ويشير بعض المراقبين الى ان ما اجج الوضع ما تم من تداول حول الامر في مؤتمر جوبا للقوى السياسية في اواخر سبتمبر المنصرم وارتفاع اصوات من داخل المؤتمر تطالب بعدم التهاون في انتساب حلايب للسودان وان خلت التوصيات الختامية للمؤتمر من ذكر ما جرى. ولكن الدكتور حيدر ابراهيم علي مدير مركز الدراسات السودانية يطرح جملة من الاسئلة قبل ان يجيب عن جدوى طرح فكرة تحكيم دولي حول حلايب ويقول (لماذا الصمت طوال هذه الفترة عن حلايب ولماذا تصبح قضية موسمية تثار لحسابات معينة، ولماذا كان موضوعا مثارا وتوقف السودانيون عن الحديث حوله) ويقول ( عند اثارة موضوع حلايب يبدو لي ان هنالك حاجة في نفس يعقوب)، ثم يمضي الى القول (اما ان تكون حلايب قضية قومية حقيقية مستيقظة وصاحية طوال الوقت او ان لا تكون نوعا من المناورات يخضع لحسابات قد تكون ضيقة).
بينما تنظر الدكتورة سناء حمد الباحثة بمركز دراسات المستقبل الى الامر من زاوية عدم جدوى تصعيد اللهجة من الطرفين وتقول في حديثها لـ الصحافة عبر الهاتف امس ان قضية حلايب لا ترقي الى مستوى تخريب العلاقات بين البلدين وليس لديها الثقل الذي يجعلها بابا للصراع بين الدولتين، موضحة ان كلا النظامين في غنى عن فتح جبهة صراع. فمصر كدولة وكموقف لا تسمح لها ظروفها بالدخول في صراع مع السودان فلديها مشاكل في الاقتصاد، وقضية الاقباط، وقضايا الفساد، وموضوع التوريث وتراجع دورها في الساحة العربية وانخفاض ثقلها في التفاوض الفلسطيني اما السودان، فهو في حاجة لحل معضلة دارفور والحفاظ على الاستقرار فيها (وهي اقرب للخرطوم من حلايب)، ويقبل على انتخابات واستفتاء وتقول انه لا مقارنة بين حلايب ومسألة انفصال الجنوب.
وتقول الدكتورة سناء حمد بان الوضع في حلايب كان دائما خاضعا للموازنات السياسية بين الدولتين منذ استقلال السودان، فعبد الله خليل استغل انشغال مصر بالعدوان الثلاثي في 1956م واعلن ان حلايب سودانية، والآن مصر استغلت انشغال السودان بحادثة اغتيال مبارك والحصار المضروب عليه وعلاقاته المتدهورة مع كثير من دول الجوار واعلنت ان حلايب مصرية، وتمضى حمد الى ان حلايب موضوع قابل تاريخيا لان يفتح ويغلق فما جدوى الذهاب الى تحكيم قد يغلق الباب في وجهك وتؤكد ان كلا البلدين لا حاجة له في فتح جبهة صراع بينهما فمصر الآن يجب انها تشتغل على ارهاصات انفصال الجنوب الذي قد يفتح عليها ابوابا من المعضلات في مسألة مياه النيل بينما حلايب ليست على شاطىء النيل.
من جهته يرفض الدكتور مصطفى عثمان في الحوار المشار اليه ان تكون حلايب قضية خلافية مع مصر وقال (لا نريدها أن تكون قضية مزايدات في العلاقة بيننا، وهناك أطروحات ومقترحات قدمت من قبل الحكومة السودانية للحكومة المصرية، بأن تكون الحدود كلها بما فيها حلايب مفتوحة، وأن تكون حدودا للتكامل، والتبادل التجاري).
ويذهب الدكتور حيدر ابراهيم في حديثه لـ الصحافة عبر الهاتف امس الى انه مع حل نهائي تكاملي لمشكلة حلايب وان لا تكون مثل مسمار جحا تثار في اوقات مختلفة واحيانا غير مناسبة معبرا عن خشيته من ان تكون اثارة موضوع حلايب في هذه الاونة محاولة لصرف الانظار عن المشكلات الداخلية المتأزمة الى صراع خارجي، ويضيف (هذه ايضا حيلة كثيرا ما تمارس فمع تصاعد الازمات الداخلية تثار مشكلة خارجية لجعل الجميع يلتفون حول هذه القضية باعتبارها »قومية« ليظهر من يقول لنا لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. متمنيا ان تحل المشاكل الداخلية لنتفرغ لمشاكلنا الخارجية.
وتقول سناء حمد انه اذا كان لابد من تحكيم فليكن ولكن ليس الآن، اذ يجب ان يكون الناس في البلدين في وضع افضل والمسائل بين الطرفين هادئة، وتستدرك بالقول ( حتى اذا جاء ذلكم الوقت الهادئ فلا اتصور انهم سيلجأون للتحكيم سواء مصر او السودان، بينما يشير ابراهيم الى اننا لم نستنفد جميع الحلول، متسائلا، هل تمت مفاوضات او مباحثات ثنائية اواتصالات بين الجانبين ثم وصل الجميع الى طريق مسدود ، ويقول (اخشى اننا اصبحنا معجبين بالتحكيم والتدخلات الدولية وسبق لنا ان ارتكبنا بدعة ان نعرض مشكلة داخلية مثل ابيي للتحكيم الدولي)، ويصف الدكتور حيدرابراهيم الدعوة الى تحكيم دولي بالـ بدعة المتسرعة
تقرير: التقي محمد عثمان
الصحافة
دراسة لإنشاء مطارين جديدين بالبحر الأحمر
قال محافظ البحر الأحمر مجدى القبيصى إنه عرض على وزير الطيران الفريق أحمد شفيق مؤخرا دراسة تتضمن إنشاء مطارين مدنيين جديدين
بالمحافظة فى كل من حلايب ورأس بناس بالإضافة إلى المطارين القائمين بالفعل فى كل من الغردقة ومرسى علم .
وأضاف المحافظ – فى مؤتمر الحزب الوطنى الذى عقد بالمحافظة الليلة الماضية – أن إنشاء المطارين الجديدين يهدف إلى تنمية المنطقة خاصة وأن المسافة بين آخر منطقة سياحية بالجنوب ومطار مرسى علم تزيد على 350 كيلو مترا ، موضحا أنه سيتم إعادة النظر فى استغلال بعض المناطق سياحيا وإيجاد فرص عمل جديدة ، وأكد فى هذا الصدد أنه لاتوجد أزمة بطالة بمحافظة البحر الأحمر .
وفى حديثه عن تنمية جنوب المحافظة ، أشار المحافظ إلى أنه يتم حاليا إنشاء عدد من المصانع بها منها مصانع للبلاستيك خاصة فى حلايب وشلاتين لتصدير المنتجات البلاستيكية إلى السودان ، كما يتم إقامة عدد من مجازر الذبح وتصنيع لحوم وجلود الجمال القادمة من السودان ، ومصانع أخرى للثلج وتعليب وتصنيع الأسماك للاستفادة من إنتاج الصيادين فى المنطقة
البشاير