السفاح احمد هارون تفضحه قناة الجزيرة
فى شريط يوثق له يأمر بقتل النوبة
عثمان نواي
يقول هارون فى الشريط المسرب* لقناة الجزيرة فى مخاطبة له لبعض الضباط فى الجيش السودانى المتجهين الى القتال فى جبال النوبة : ” اكسح امسح قش , ما تجيبو حى ” . وهذا التسريب كما يقول المراقبون يمثل دليلا اخر على عنصرية واستبداد النظام السودانى على اعلى مستوياته , فهاهو هارون يأمر الجيش ايضا بان ” يسلمها ليهو نضييفة ” , وهذه النظافة التى يقصد هارون و” الكسح ” و” المسح ” و ” القش” ليس من الحشائش على الارض , بل هى لكل شىء , فما اثبتته الشهور ال10 الماضية من الحملة العسكرية للحكومة السودانية على جبال النوبة , ان الالة العسكرية الحكومية التى لها كامل الصلاحيات فى التنظيف والمسح والقش قد مسحت عشرات القرى تماما من على ظهر الارض , ومسحت الالاف من المواشى والاراضى الزراعية , واما البشر فبالتأكيد هم الهدف الاول فى عملية المسح , فالقرى التى فر منها اهلها تتجاوز ال70 قرية , والتنظيف الذى امر به الوالى طال شعب النوبة بشكل اساسى لكنه لم يرحم من جاورهم من سكان جبال النوبة \جنوب كردفان فالعمليات العسكرية وصلت الى مناطق لم تصلها الحرب من قبل الى مناطق العباسية ورشاد ولم تسلم كامل الولاية من عمليات التطهير العرقى بالاساس للنوبةوكل من ساندهم , او كان حتى بالصدفة مجاورا لهم فالامر هو بالمسح والقش , بحيث لايبقى عليها احد , ولكن هيهات فشعب جبال النوبة الشجاع والصامد لم تخنه شجاعة رجاله ونساءه المستمدة من صمود الجبال فى وجه امتحانات الزمن ووكما حمت الجبال شعب النوبة فى جوفها , يحمى نساء ورجال النوبة ارضهم وحقوهم فى الوجود الكريم والحرية بارواحهم .
وما كان انكشاف هارون ذلك امام العالم , الا مواصلة لانكشاف الغطاء عن هذه العنصرية الدامغة لهذا النظام والتى استشرت واصبحت شديدة السفور مؤخرا , فى رد فعل ارتدادى لانفصال الجنوب ومطالبة الشعوب السودانية الاصيلة فى جبال النوبة ودارفور والنيل الازرق بحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكاملة , ومواصلتها للقتال من اجل تلك الحقوق , فما كان من هذا النظام واصحاب النفوس المريضة الا ان يشعروا بالضغينة والمرارة الشديدة لنيل الجنوب استقلاله وتواصل مسار المقاومة فى ما يسمى الان بالجنوب الجديد , وفهاهم يهربون مرة اخرى من مواجهة الواقع الى عنصرية بغيضة وحروب وعنف مدمر لاسكات اصوات السودانيين الذين لايتفقون معهم فى العرق والدين والافكار والانتماء السياسى . واوامر هارون التى تفضح رغباته الدموية التى لم تشبعها الاف الارواح التى زهقها فى دارفور والتى يزهقها الان فى جبال النوبة , انما تقدم دليلا واضحا ومدينا له امام المجتمع الدولى الذى مازال يتوانى فى التحرك لانفاذ مذكرات المحكمة الجنائية , ليكرر المجرم جريمته وسط صمت العالم . فلو تم القبض على هارون او الضغط بقدر كافى لابعاده عن السلطة فلكانت ربما معاناة شعب النوبة اقل الان من مخططات واوامر هذا المجرم المدان , والذى حقيقة لايحتاج الى ادانة ثانية ولكن التسجيل المنشور بالامس انما يثبت ايضا مدى المعانة التى يعيشها شعب جبال النوبة الاعزل فى وجه القتلة والمجرمين الذين لا يتوانون عن ان يامروا بابادة ومسح وتنظيف ارض شعب كامل يقطنها ما لايقل مليون ونصف انسان .
ان العنصرية ضد النوبة فى ظل هذا النظام تاخذ منحى شديد الخطورة فهى الان ممارسة بصورة مؤسسية عبر جميع اجهزة الدولة , فهى الان عنصرية مقننة , فقتلت الشرطة عوضية عجبنا امام اهلها , واعتقل الامن جليلة خميس من منزلها بلا ثوب , وقبل ايام كما ورد فى صحفة *حريات يوم 31مارس : ” شتم قاضي المحكمة العامة بمنطقة أمبدة البقعة ، القاضي سامي عبد الله شبو عسكري شرطة وجده داخل قاعة المحكمة جاء ليحضر محاكمة صهره شتائم عنصرية مهينة – وقال له القاضى (كلكم نوبة عبيد وحرامية ) ” فهاهى العنصرية تصل القضاء , ففى الحادثة التى وقعت يوم 25 مارس الجارى وبعد ان استفز القاضى “عبد الله العمدة حميدان ” وهو عسكرى شرطة , قام بابراز بطاقته العسكرية ولكن القاضى المذكور قام بتكسير البطاقة , وعندما قام محامى عبد الله وحميه بمحاولة فتح بلاغ ضد القاضى قام ضابط القسم باستلام الدليل وهو البطااقة واحتفظ بها ورفض فتح البلاغ . وهكذا تتوالى الانتهاكات والعنصرية المؤسسة ضد النوبة فى كل مؤسسات الدولة ومن المسؤولين فى الدرجات العليا .
ويستمر النظام الحاكم فى جر البلاد الى هاوية الدمار عبر سياسة الارض المحروقة التى يمارسها , والجرائم ضد الانسانية وجرائم التطهير العرقى وجرائم الحرب التى لم تتوقف منذ قدوم هذا النظام قبل 23 عاما من الدمار للسودان وموارده وارضه وشعوبه , واستعماله لالته الاعلامية المجيشة والعنصرية والتى تشعل الحروب وترسم السودان الاحادى الخالى من التنوع والاختلاف , وهذا الاعلام الذى يغطى على الحقائق لم يعد صالحا الان لا للتجييش ولا لتغطية الحقائق , طفالاخبار الان تصل الى كل العالم بحساب الاجزاء من الثانية , كما تسربت كلمات هارون , تسربت ايضا الحقائق عن الطائرات التى تقصف العزل وتقتل الاطفال والنساء , ويتكسر غطاء الانكار والبروباغاندا المزيفة يوما بعد يوم , ويتعرى حتى للمتشككين الحقائق حول هذ النظام الذى يقاتل الان باسنانه من اجل النجاة من المحاسبة على الجرائم التى ارتكبها , وهاهو لا يجد غير ان يضع اهل جبال النوبة فى حصار مانعا دخول المنظمات والاعلام حتى لا تتسجل الحقائق حول ما يحدث فى الداخل هناك , ولكن لم ينفع لا الحصار ولا غلق شبكات الاتصال ولا اعتقال وتهديد الناشطين , فالحقيقة خرجت , وهاهو هارون يشاهده العالم اجمع يأمر رجاله بتطهير وتنضيف ارض النوبة من اهلها وثوارها , فى اثبات جديد ودامغ على جرائم الحرب التى ترتكب فى جبال النوبة حتى اليوم , فما قاله هارون هو فى اطار جرائم الحرب فى كل الجوانب , فان كان فى جانب الاسرى فلا يجوز حسب اتفاقية روما التى وقع عليها السودان والقانون الدولى الانسانى ان يقتل الاسرى ولا المدنيين ولا المنشئات المدنية ولا ان تتضرر البيئة والممتلكات والثروة الحيوانية , ولكن اوامر التنظيف والمسح ,” تقش وتمسح ” كل تلك الاتفاقيات الموقعة دوليا وتخرقها بشكل جسيم , ما يوجب على المجتمع الدولى ومجلس الامن الان التحرك واجبار السودان على الالتزام بالمواثيق الدولية وان يمنع المجتمع الدولى المدنيين من الة القتل المسماة حكومة الخرطوم وممثلها فى جبال النوبة\ جنوب كردفان احمد هارون .
*رابط فيديو تقرير الجزيرة : http://youtu.be/G-6vnqq0aVM
*رابط المقال فى حريات : http://www.hurriyatsudan.com/?p=58962
http://onawaypost.blogspot.com/ رابط المدونة
[email protected]