“السائحون” , حيلة اخري من حيل” الاسلاميين” لاطالة عمرهم في السلطة وايجاد مخرج امن لمفسديهم ومجرميهم.
تماما كما ذكر الدكتور علي الحاج احد اعلام الكيزان في احدي مقالاته علي الانترنت بان اسلوب التمويه كان ومازال المهيمن علي تحركات الحركة الاسلامية ( مع التحفظ علي هذه الصفة التي الصقوها علي احزابهم) والطاغي علي استراتيجياتهم في الوصول الي السلطة والاحتفاظ بها الي اطول مدة ممكنة رغم قناعاتهم بانه لاخلود في الحكم ولا حاكمية مطلقة لبني البشر والا لكان النبي سليمان ملكا الان فقد سال ربه ان يعطيه ملكا لاينبغي لاحد من بعده فسخر له الجن والطير والريح ولكن لميكن ليخلد لان الخلود لله وحده الحي القيوم الدائم .
والان وبعد ان ايقن الاسلاميون بان دولة الظلم والبطش التي شيدوها علي جماجم وعظام ضحاياهم من كل حدب وصوب , وبعد ان ولغوا وما ارتووا من دماء هذا الشعب المسكين ولايزالون حتي لحظة كتابة هذا المقال حيث تم قتل اربعة من طلاب جامعة الجزيرة بدم بارد وتم القاء جثامينهم الطاهرة في ترعة ماء اسن وكانهم قطط او كلاب ضالة وهم الذين كرمهم الله وفضلهم علي كثير ممن خلق.
نقول بعد ان ايقن هؤلاء المجرمون بدنو زوال سلطتهم وتفشي الانقسامات بينهم فصاروا ياكلون بعضهم بعضا ويتامرون علي بعضهم , تفتقت اذهانهم بفكرة ماكرة وتمويه في غاية التضليل والخداع لهذا المواطن , ولم لا , اليسوا قد جاءوا الي السلطة بكذبة فاضحة وتمويه فاق حتي الحرباء في دقة وانسجام الالوان في خفاء تام؟
تلخصت الفكرة في افتعال معارضة داخلية يتحمس متبنيها بضرورة “الاصلاح” الجذري ويتم حبك المناكفات والمشاكسسات بين اقطاب رفقاء الامس انداد اليوم كما صوروا ذلك وليبلغ الابداع مداه بافتعال كشف انقلاب او حركة تخريبية كما يحلو لهم تسميتها بزعامة مدير الامن السابق صاحب اسوا صحيفة سوداء في تاريخ البلاد ومريض نفسي سايكوباتي سادي نرجسي سام الكثير من اهل السودان ابشع صنوف التعذيب والقتل ومبتكر بيوت الاشباح والقاء الناس احياء من علي الطائرات علي ارتفاع الاف الاقدام وبدم ابرد من الجليد في ام القطب الجنوبي , ولاكتمال فصول التمويه وتداخل الوانه انبري نفر من شبابهم باسم “السائحون” يهددون ويتجمعون دفاعا عن هؤلاء التخريبيين الذين هم اصلاحيون في نظرهم , وبسرعة فائقة انشاوا لهم صفحات في الفيسبوك وبداوا معارك دونكيشوتية يتصنعون المناصحة والمكاشفة بل وحتي التهديد بكشف وتعذيب كل من يمس قوشهم ومن معه من التخريبيين , ومن فرط دهائهم واتقان تمويههم صدقهم البعض منهم صحفيين كبار , وهل هناك صحفي كبير في هذا الزمن , كلهم كشياطين خرس يروا دماء المواطنيين تسفك ونسائهم تحلق شعورهم ولاينبسون ببنت شفة ولايخطون حرفا مستنكرا.
هكذا اذن , تستمر الخطة ويستمر التمويه باضافة لون وحذف لون وتعزيز اخر وابهات رابع تماما كما تفعل الحرباء عندما تريد التخفي التام ولتبلغ ذروة التماهي, حتي اذا ما حانت اللحظة المناسبة وصدق الشعب المسكين هذه الاكذوبة وراوا الخلاص من لاحس الكوع واتباعه في يد هؤلاء السائحين , انسحب كبراءهم وامكنوهم من مقاعدهم في الفصل الخير من المسرحية ليسدل الستار علي مشهد استيلاء الاصلاحيون السائحون علي مقاليد البلاد بعد ان حاصروا الطغمة البائدة (اليست هذه هي الصيغة المتعارف عليها؟) التي عاثت في البلاد فسادا وتقسيما , ولكن حقنا للدماء ولمراعاة كبر سنهم فانه تم الاتفاق معهم علي ان يذهبوا الي منافي اختيارية مقابل ترك الحكم والتنازل عن اموالهم وعقاراتهم والتي هي طبعا الظاهرة فقط , فماليزيا والخليج واوربا وجنوب افريقيا حبلي بالقصور الفاخرة لهم ولاهليهم , ام الاموال فبنوك العالم ملئي بالملايين من الدولارات .
وهكذا , تنطلي الحيلة مرة اخري , ويُلدغ الشعب من جحر “الاسلاميين” مرتين , ويتم تدوال السلطة بين “الاسلاميين” “السائحين” منهم و”الماحقين” , وينجو المجرمون بجرائمهم وبالاموال المنهوبة ويذهبون الي حيث فللهم وقصورهم , خاصة اذا علمنا ان معظمهم يحمل اكثر من جنسية وجواز اجنبي لاتستغرب ان كان من بينها اسرائيل.
ونصبح كمن تخلص من ثعبان خلف صغاره وراءه.
او كمن قال فيهم المتنبي:
مات في البرية كلب .. فاسترحنا من عواه
خلّف الملعون جرواً … فاق في النبح أباه !! .
محمد علي طه الشايقي
[email protected]