الاخوة الافاضل..السلام عليكم ورحمة الله…
مع تقديري واحترامي…
ليس كل المنضوين تحت رايات الأحزاب هم حزبيين بالمعنى المطلق للكلمة، وليس كل المنتمين لفكرة سياسية هم سياسيين..بمعنى ان هناك الكثير من الناس لا يدخلون الحزاب بغرض أن يكونوا حزبيين، ولكن من أجل تحقيق غايات أخرى مثلاً خدمة الوطن من داخل هذه المنظومة السياسية،،،، وبالنسبة للحركة (الاسلامية) ليس كل من انتمى إليها هو حزبي فالشعار الديني منذ نشوؤ الخليقة يجذب الناس لذا الكثير منا دخل الحركة ليس لأجل أن يكون سياسي لامع وحزبي بل لخدمة العقيدة وخدمة الوطن.. وهناك من دخلها من أجل غايات ذاتية.. وهذه هي طبيعة البشر.
الشهيد خليل من الذين لم يكونوا حزبيين ولم يكونوا سياسيين ولذلك لم يعرفه الكثير من الناس إلا بعد لقيادته لحركة العدل والمساواة، وخليل كذلك لم يكن عنصري وأسألوا الذين زاملوه سواء في الجامعة او في الحياة العامة قبل أن يُعرف كوزير صحة ووزير تعليم وقد أتفق الكثير من الذين أعرفهم بأنه كان سوداني قومي وطيلة فترة قيادته للحركة كان يتحدث عن قضايا السودان عامة.
د. خليل ابراهيم لم يكن من المتنطعين ولا من الذين غرتهم الحياة الدنيا ولم يبيع مبادئه بالمال، وانحاز لقضية الشعب وإلا ما كان غادر المنصب، ارجوكم راجعوا كل الأراشيف الصحفية منذ بداية هذا النظام، وأنا أثق تماماً لم تجدوا له تصريح عنصري او جهوي بل كل جهده انصب في القضية الجوهرية لتحقيق الرفاهية والحق والعدالة.
شخصياً كنت رئيس قسم الاخبار في صحيفة (دارفور الجديدة) والتقت د. خليل في دارفور والخرطوم كثيراً وفي مناسبات شتى وكان مختلفاً عن الكثير من المسؤولين، وأكثر تواضعاً وأقلهم صوتاً وبعيداً عن ساحات الجدال التي لم تنفع بلادنا، وما قلته في مقالي هو الحقيقة، بعينها، ولم أقل في الفقيد غير الحق، وليس لدي مصلحة في أقول غير ما أعرف ولا سيما وأن الرجل قد مضى إلى رحاب ربه، وحتماً سيذكره التاريخ بأجمل ما تكون الذكرى، مثل الكثير من أفذاذ البشرية ومن أبطال الحرية، فخليل لم يكتزن مالاً في البنوك ولا اراضي ولا عقارات في الخرطوم ولا قاردن سيتي ولا كافوري ولا في السودان ولا في دبي ولا ماليزيا.
ود. خليل ابراهيم إذا كان يسعى من تأسيسه لحركة العدل والمساواة لجاه لحصل عليه عندما توسطت شخصيات رفيعة عربية وخليجية بوضعه في منصب رفيع وإعطاءه من المال ما يريد لكنه رفضه وفضّل حياة المعسكرات مع أبناء شعبه على رغد العيش وحلاوة المنصب، أنظروا في الساحة السياسية لتروا كم من الناس يهرول من أجل المنصب، والبلاد تسير نحو الهاوية، وأنظروا لتروا كم من القيادات السياسية تعمل بقوة من أجل المناصب والعمل داخل الحزب الحاكم للفوز بالمغانم والأطايب، خليل كان اكبر من كل ذلك، وكان ينظر لهؤلاء بحزن وألم وهم يتنطعون في ردهات الحزب الحاكم ودوواين الدولة والاطلالة على الشاشات بالمدح المقزز للنظام ولرئيسه، والشعب السوداني في كل البلاد يرزح تحت فساد وخراب الحزب المتسلط.
لكن.. في ظني واعتقادي أن فكر د. خليل ابراهيم كان متقدماً جداً بالنسبة لرؤيتنا للأحداث ومآلاتها وحتماً بعد سنوات مقبلة سنفهم الدرس الذي أعطانا له الشهيد ولم نفهمه ولم نستوعبه لقصور إدراكنا، وأنا كلي ثقة في أن الأجيال القادمة من رحم التاريخ ستعرف كيف تكريم الشهيد خليل، وستعرف كم كان بطلاً، وكان انساناً.
مع كل تقديري واحترامي..
خالد ابواحمد