الخرطوم توقع “اتفاق إطار” مع كبرى حركات التمرد بدارفور
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — وقعت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المعارضة بالعاصمة التشادية أنجمينا السبت على “اتفاق إطاري” لحل النزاع في دارفور، على أن يتم التوقيع النهائي بالعاصمة القطرية الدوحة، بحضور الرئيسين السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي، وذلك بعد أيام على تحسن العلاقات بين البلدين.
ويأتي الاتفاق في وقت تقترب فيه الانتخابات الرئاسية المقررة بأبريل/نيسان المقبل، بينما يتواصل الضغط الدولي على البشير بسبب ملف دارفور الذي أدى إلى صدور مذكرة توقيف دولية بحقه بعد اتهامه بجرائم حرب في الإقليم الذي تتقاسم النفوذ فيه مجموعات مسلحة، تعتبر حركة العدل والمساواة الأقوى بينها.
وأوضح عبد الله الشيخ، سفير السودان لدى تشاد، أن غازي صلاح الدين، مستشار البشير المسؤول عن ملف دارفور، وقّع عن الجانب الحكومي، فيما وقّع عن حركة العدل والمساواة رئيسها خليل إبراهيم، بحضور موسى فكي وزير الخارجية التشادي.
وبحسب الشيخ، فإن أهم بنود الاتفاق تقوم على “إعلان وقف إطلاق النار والشروع في التفاوض من أجل تأمينه عملياً على الأرض والانخراط في التفاوض فوراً من خلال منبر الدوحة للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي والتوقيع عليه قبل الخامس عشر من مايو/أيار المقبل.”
وتزامن ذلك مع إعلان البشير من الخرطوم عن إلغاء كافة أحكام الإعدام التي صدرت في حق الذين شاركوا في الهجوم علي أم درمان من عناصر حركة العدل والمساواة، وإطلاق سراح 30 في المائة منهم فوراً كبادرة لحسن النوايا من الحكومة، وفقاً لما أورده المركز السوداني للخدمات الصحفية شبه الرسمي.
ونقل المركز عن جبريل إبراهيم، مسؤول العلاقات الخارجية بحركة العدل والمساواة، قوله إن الاتفاق “سيضع النقاط الأساسية للخلاف” وأوضح أن الفصائل والحركات الموجودة بالدوحة، والتي سبق لها الانخراط في مفاوضات مع الحكومة بغياب العدل والمساواة “ستكون طرفاً في الاتفاق التفصيلي ولن تقصى من الاتفاق.”
وأعرب إبراهيم عن “حرص العدل والمساواة على عدم إقصاء الحركات الموجودة في الدوحة من الاتفاق بالإضافة إلى استيعاب المجتمع المدني الدارفوري،” ولم ينف أن يكون التطبيع الأخير بين السودان وتشاد قد “سهّل من التقاء الطرفين لبداية حوار جاد والوصول إلى سلام دائم.”
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السودانية عن أمين حسن عمر، رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات سلام دارفور بالدوحة، قوله إن عبدالواحد محمد نور، زعيم حركة تحرير السودان غير المشاركة في الاتفاقيات، “بات في خارطة النسيان حيث المكان الذي اختاره لنفسه.”
ولفتت الوكالة إلى وجود جهود لترتيب توحيد كافة الفصائل السودانية المنخرطة في مفاوضات مع الحكومة.
يشار إلى أن حركة العدل والمساواة هي الأكثر والأقوى عسكرياً بين مجموعات دارفور المتمردة.
وكانت الصحف السودانية الصادرة السبت قد توقعت التوصل إلى اتفاق في تشاد، ونشرت صحيفة “الرأي العام” خبرها تحت عنوان “التوقيع على اتفاق بين الحكومة والعدل والمساواة،” بينما عنونت صحيفة “الرائد” المقربة من حزب المؤتمر الوطني الحاكم خبرها بـ”اتفاق وشيك بين الحكومة والعدل والمساواة.”
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 300 ألف شخص لقوا حتفهم في أعمال العنف التي يشهدها إقليم دارفور المضطرب منذ عام 2003، بينما اضطر أكثر من 2.7 مليون آخرين إلى النزوح عن ديارهم.