السودان يؤكد تأثر الاقتصاد بما يجري في دول الجوار
الخرطوم تنفي اتهامات إسرائيلية بتقديم صواريخ إلى حماس وتصفها بأنها محاولة للبحث عن كبش فداء
لندن: مصطفى سري
رفضت الحكومة السودانية اتهامات إسرائيلية بتصنيع وتصدير الصواريخ إلى حركة (حماس) الفلسطينية لاستخدامها في القصف على الدولة العبرية، وعدت أن تل أبيب تبحث عن كبش فداء، وشددت على عدم إمكانية توصيل أسلحة إلى قطاع غزة لبعد المسافة بينهما، وربطت الخرطوم بين التطورات السياسية في دول الجوار والإقليم والعلاقات الاقتصادية المشتركة مع تلك الدول.
وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في حديث بثته الإذاعة الرسمية بأن حكومته لم ترسل صواريخ إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وأضاف: «كيف يمكن أن تصل تلك الصورايخ التي زعم أنها سودانية إلى حماس لتقطع أكثر من 12 ألف كلم تسيطر عليها الأقمار الصناعية الإسرائيلية والعالمية التي تدعم تل أبيب وهناك الجيش المصري يقف على هذه الحدود شبرا شبرا؟»، مؤكدا في الوقت نفسه دعم بلاده للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى وجود حي كامل في غزة يسمى «بالحي السوداني» وأنه الأكثر تعرضا للقصف والهجوم في الاعتداء الإسرائيلي، واصفا ما يحدث في غزة بأنه يجسد واقعا ظالما وغاشما.
وقال كرتي إن هناك تطويرا حدث في بعض المعدات لا يمكن لبلاده أن تصنعها لحركة حماس، وأضاف أن حماس رغم ذلك تحصل على هذه المعدات، وعد أن ذلك يزعج تل أبيب بأن يكون في أحشائها هذا الواقع المتفجر الذي يصنع يوميا قوة تدمر إسرائيل من الداخل التي قال: إنها تبحث لها عن كبش فداء وتختار دولة لتتهمها، وأضاف: «نحن ندعم القضية الفلسطينية لكن لن يستطيع أحد أن يقول هذه الصورايخ المتطورة مصدرها السودان»، وقال كرتي بأن هناك جهودا دولية وعربية لحل مشكلة غزة غير أنها تواجه بضغوط ومواقف إقليمية، لكنه لم يشر إلى المبادرة المصرية، وأضاف أن آفاق الحل تتمثل في تلبية مطالب وتطلعات الواقع الشعبي الجديد واستيعاب القيادة الفلسطينية لهذا الواقع، مشيرا إلى التوافق الفلسطيني الذي تم مؤخرا رغم تباعد المواقف السياسية.
ونقلت تقارير صحافية في تل أبيب الأسبوع الماضي عن الجيش الإسرائيلي قوله إن الصواريخ التي سقطت داخل أراضيه صنعت في السودان، وقال: إنه سيوجه ردا قاسيا إلى الخرطوم، لكن المتحدث باسم الجيش السوداني نفى تقديم بلاده مثل تلك الصورايخ.
وكانت إسرائيل قد قصف في العام 2012 مصنع اليرموك للتصنيع الحربي جنوب الخرطوم، كما نفذت طائرات غارة استهدفت سيارة بالقرب من مطار بورتسودان على البحر الأحمر قبل ثلاثة أعوام، وفي العام 2009 تعرضت قافلة يعتقد أنها لمهربي أسلحة للقصف الإسرائيلي التي قالت: إنها تعمل على وقف تسريب أسلحة إيرانية إلى غزة عبر السودان، إلى جانب توقيف سفينة تحمل علم (بنما) في الأشهر الأخيرة كانت محملة بأسلحة قادمة من إيران. إلى ذلك قال وزير الخارجية السوداني بأن ما يجري من تطورات سياسية في دول الجوار يؤثر مباشرة على مسيرة العلاقات الاقتصادية المشتركة مع تلك الدول، وأضاف أن بلاده تتأثر بالمحيط الإقليمي والدولي مشيرا إلى التطورات الجارية في سوريا، العراق وغزة، وقال: إن تداعيات ما يحدث يلقي بأعباء على بلاده لأنها جزء من الجوار الأفريقي والمنظومة العربية، وأضاف: «فضلا عما يجري في الاتحاد الأفريقي ودول الجوار والإيقاد».