واشنطن تحث سلفاكير على “التواصل بجدية” مع الحزب الحاكم لحل المسائل العالقة
الخرطوم – عماد حسن:
دفعت واشنطن رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى “التواصل بجدية” مع الحزب الحاكم في الشمال لحل المسائل العالقة المرتبطة باتفاق السلام، وجددت الخرطوم تأكيد اعترافها بنتائج الاستفتاء أياً كانت، في حين قالت الحركة الشعبية إنها ستشكل جماعة معارضة في الشمال حال الانفصال ودعم المواطنين المهمشين حتى من متمردي دارفور .
وقال البيت الأبيض في بيان، أمس، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى اتصالاً هاتفياً مع سلفا كير زعيم جنوب السودان لمناقشة مسار المفاوضات مع حكومة الخرطوم وتأكيد التزام الولايات المتحدة بإجراء الاستفتاء على انفصال الجنوب بشكل سلمي في الموعد المقرر . وأشار البيان إلى أن أوباما شجع سيلفاكير على التعاون الكامل مع حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، خلال الأيام المقبلة لحل المسائل المتعلقة بتطبيق اتفاق السلام الشامل، كما حثه على “اتخاذ إجراءات لمنع أي أعمال عنف” .
من جانب آخر، قال وزير الخارجية علي أحمد كرتي، إن السلطات السودانية ستعترف بنتائج استفتاء تقرير مصير الجنوب أياً كانت . وقال خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي بموسكو أمس، إننا نريد أن يجري الاستفتاء في جو طبيعي وهادئ . ونحن نعترف بنتائج الاستفتاء أياً كانت . وأضاف: “بعد انتهاء الاستفتاء ستستمر حكومتنا بالحوار مع السودانيين الجنوبيين حول مسائل مثل الحدود والمواطنة وتقسيم الثروات الطبيعية” . وقال: نحن نريد مهما كانت نتائج الاستفتاء حتى لو كانت إلى جانب الانفصال، أن تقام دولتان قادرتان على البقاء وأن تكون بينهما علاقات تعاون متطورة وأن تتمكن من تسوية كافة المسائل . وكان الرئيس البشير جدد أمام احتفال الدورة المدرسة تمسكه بوحدة السودان، لكنه أكد تقبله لخيار الانفصال فيما إذا اختار الجنوبيون ذلك خلال الاستفتاء . وقال “سنقول لهم مبروك عليكم إن اختاروا الانفصال وسنعيش إخوانا وسنتعاون” .
ومن جانبه قال سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا إن موسكو تتابع تطور الأحداث في السودان والتحضيرات الجارية للاستفتاء، وأضاف: نحن من جانبنا عبرنا عن دعمنا الكامل لاستعداد حكومة السودان للتعاون المتبادل والبناء مع حكومة جوبا التي تمثل الجنوب من أجل تسوية جميع المسائل المتعلقة بالعلاقات المستقبلية بينهما . وسيشارك مراقبون من روسيا في مراقبة سير عملية الاستفتاء . وأعلن أن مجموعة إضافية من المروحيات الروسية قد تم نقلها من تشاد إلى السودان حيث ستعمل ضمن بعثة هيئة الأمم المتحدة .
في غضون ذلك، قالت الحركة الشعبية إنها ستشكل جماعة معارضة في الشمال إذا انتهى الاستفتاء إلى الانفصال، وأنها ستسعى للحصول على دعم المواطنين المهمشين حتى من متمردي دارفور . لكن هيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية سرعان ما شككت في مقترحات الحركة الشعبية التي أطلقتها قيادات بارزة في صفوفها بشأن استمالة أبناء الجنوب للتصويت للوحدة في الوقت الراهن، وذلك نظراً للموانع والعقبات التي وضعتها الدوائر الخارجية لحمل الجنوبيين على التصويت للانفصال .
إلى ذلك، اندلعت معارك دامية جديدة أمس بين القوات السودانية وحركة العدل والمساواة في دارفور . وقال أبو بكر حميد المسؤول في الحركة “حصلت معارك في دار السلام في شمال دارفور . لقد هزمنا القوات الحكومة ووضعنا اليد على أسلحة وآليات وأسرنا جنوداً شبانا” . وقال “كل الحركات الدارفورية شاركت في الاشتباكات” .
الخليج