ابو قردة :الأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم محمد حسن إمام العكد، ارتكب أخطاء كانت كافية لاعفائه
أعلنت الحكومة السودانية اليوم الجمعة إلغاء الزيادات التي طبقتها على أسعار الأدوية، وتشكيل لجنة لإعداد أسعار جديدة، ويأتي ذلك وسط دعوات من المعارضة لعصيان مدني يبدأ الأحد المقبل.
وقال وزير الصحة السوداني بحر إدريس أبو قردة في مؤتمر صحفي إن “تنفيذ قرار ا
لحكومة رفع الدعم عن الأدوية صاحبته أخطاء، لذا تم إلغاء الأسعار الجديدة وتشكيل لجنة لإعداد أسعار أخرى”.
وأوضح الوزير السوداني في المؤتمر الصحفي أن الرئيس عمر البشير أصدر أيضا قرارا بإقالة الأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم محمد الحسن العكد بسبب الأخطاء التي وردت في قائمة الأسعار الأخيرة.
وقال إن الدولة ستتجه لتوسعة مظلة التأمين الصحي وزيادة ميزانية العلاج المجاني وستدعم ترحيل الأدوية للولايات بما يضمن تساوي الأسعار فيها مع العاصمة. وكانت أسعار الأدوية ارتفعت بما يصل إلى 300% بعد قرار حكومي في وقت سابق من الشهر بتحرير أسعار الدواء.
وقال وزير الصحة الاتحادي بحر إدريس أبوقردة في مؤتمر صحفي دعا له، الجمعة ـ يوم العطلة الرسمية ـ إن الأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم محمد حسن إمام العكد، ارتكب أخطاء كانت كافية لاعفائه بعد أن أصدر بتعجل قائمة أسعار جديدة للأدوية أوردت أصنافا ما زالت الدولة تدعمها.
وأقر الوزير بأنه ستكون هناك زيادات في أسعار الأدوية لكنها “ستكون معقولة”، مشيرا إلى أن القائمة التي أصدرها الأمين العام المقال أوردت أصنافا من الأدوية يفترض أن لا ترد في القائمة.
وأوضح أنه تم التراجع عن زيادة أسعار الأدوية المنقذة للحياة والتي تشمل أمراض الضغط، السكر، الشلل الرعاش، الأمراض النفسية والهمغلوفيا، فضلا عن ادخال أدوية أمراض القلب في ميزانية العام 2017.
وأكد أبو قردة “إلغاء قائمة الأسعار التي صدرت في أعقاب الإجراءات الإقتصادية الأخيرة وتشكيل لجنة لاصدار قائمة جديدة لأسعار الأدوية ينتظر أن تنجز عملها في وقت وجيز”.
وحرك بنك السودان المركزي هذا الشهر سعر الدولار المخصص لاستيراد الأدوية من 6.8 جنيه إلى 15.8 جنيه، وفي السابق كان البنك المركزي يخصص 10% من النقد الأجنبي المتحقق من الصادرات غير البترولية لدعم استيراد الأدوية.
ومنذ الأحد الماضي لم تتوقف احتجاجات، غلب عليها العنصر النسائي، ضد رفع الدعم الحكومي عن الدواء، وحظي هاشتاق “أعيدوا الدعم للأدوية” على “تويتر” بمناصرة لافتة من قبل متداخلين في الدول العربية.
وأكد أبو قردة أن سيتم تعيين أمين عام جديد لمجلس الأدوية والسموم قريبا، وتوعد بأن تطال المحاسبة أي شخص تسبب في “الربكة” التي طالت أسعار الدواء، وأشار إلى أن المجلس سيقوم بدور رقابي كبير لمراقبة الأسعار الجديدة المنتظرة، بالتعاون مع حكومات الولايات وإدارات الصيدلة، مع أهمية تكامل رقابة الدولة والمجتمع.
ونفى وزير الصحة أن تكون الدولة عاجزة عن دعم الأدوية، مشيرا إلى أنها ما تزال تدعم العلاج المجاني بمبلغ 113 مليون دولار، سيرتفع إلى 150 مليون دولار العام القادم، مبينا “أن الدولة لا يمكن أن تدعم المستحق وغير المستحق”.
وقطع بأن الدولة مستمرة في دعم أكثر من 40% من أدوية التأمين الطبي، كما أن الإمدادات الطبية ستدعم نحو 50% من الأدوية بمبالغ كبيرة، وأفاد أن الدولة تتكفل بتغطية التأمين الصحي لـ 1.8 مليون أسرة من جملة 3.5 مليون أسرة فقيرة، على أن يتم ادخال 750 ألف أسرة جديدة في الموازنة القادمة.
ورغم محدودية المشاركة في احتجاجات الدواء لكنها أثارت ردود فعل واسعة، خاصة وأن الشارع السوداني استقبل حزمة قرارات اقتصادية صعبة شملت تحرير الوقود والدواء والكهرباء وسعر صرف الدولار، مقارنة برفع الدعم عن المحروقات فقط في 2013، ما قاد لاحتجاجات واسعة حينها سقط خلالها نحو 200 قتيل بحسب منظمات حقوقية.
وكان دعم الحكومة للأدوية يأتي من خلال توفيرها العملات الصعبة للشركات العاملة في استيرادها بما يعادل 7.5 جنيهات للدولار الأميركي الواحد، قبل أن ترفعه إلى 15.8 جنيها.
وترتب على قرار الحكومة، الذي جاء ضمن خطة تقشفية شملت أيضا رفع الدعم عن الوقود والكهرباء، زيادة في أسعار الأدوية بنسبة 100% إلى 300% حسب الأصناف وحجم الدعم الذي كان موفرا لها.
وحظيت دعوة من المعارضة للدخول في عصيان مدني بعد غد الأحد تداولا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين.