“الجنائية ” تسقط تهم جرائم الحرب عن أبو قردة لعدم كفاية الأدلة…السودان وتشاد : التزام بعودة السلام والثقة
الخرطوم — وكالات:
رفع الرئيس التشادي ادريس ديبي الاثنين غصن الزيتون لنظيره السوداني عمر البشير اثناء اول زيارة له الى السودان منذ 2004، في خطوة للتهدئة بين البلدين الجارين اللذين يتبادلان التهم بدعم حركاتهما المسلحة. وعلى الفور اجرى الرئيسان محادثات في مركز المؤتمرات في وسط العاصمة السودانية على الضفة الشرقية من نهر النيل. وقال ديبي في مستهل المحادثات بالفرنسية: “اتينا الى هنا مثل حمامة.. اتينا لنعرب عن رغبتنا واستعدادنا والتزامنا بالعمل على عودة السلام والثقة” بين بلدينا. واضاف: “اتينا لنعود مع السلام”. واكد الرئيس البشير من جهته “اننا نلتزم بتطبيق كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين بلدينا”. واضاف البشير “نريد العودة الى افضل العلاقات”، مشيرا الى ان نشر القوة المشتركة سيكون له “انعكاس مهم” على امن الحدود وللسكان في دارفور. واكد ديبي للبشير انه يأتي الى الخرطوم ليؤكد عزمه على احلال السلام بين البلدين الجارين اللذين ساد التوتر علاقاتهما وتبادلا على مدى خمسة اعوام التهم بدعم حركات مسلحة. واضاف الرئيس التشادي: “اتينا لنعرب عن رغبتنا واستعدادنا والتزامنا بالعمل على عودة السلام والثقة” بين بلدينا. وقال ان “السلام مسؤوليتنا الشخصية انا والرئيس البشير لتوفير الظروف السياسية والضرورية للسلام. في السابق كوّنا لجانا ولجانا فرعية ولكن الان علينا ان نعلن ارادة صادقة نحو السلام. وفي السابق وقعنا الكثير من الاتفاقيات والتقينا اكثر ولكن عدنا ووجدنا انفسنا في الموقف عينه، ولا اعتقد ان اللجان ستخرجنا من هذا الوضع، ما يخرجنا هو اتخاذ القرارات السياسية”. وتابع: “ها نحن نرفع ايادينا بيضاء دليلا على ارادة السلام، ومنذ الان لن يستطيع شخص فرض ازمة بين السودان وتشاد وسنعمل من اجل الا تكون هناك ازمة بيننا”. واضاف البشير: “ان العلاقات التاريخية بين شعبي بلدينا لا يمكن ان تتأثر بسحابة عابرة، ونحن قادرون على اعادتها افضل مما كانت عليه طالما توافرت لدينا الارادة الجادة والرغبة الاكيدة بغية تحويل المنطقة الحدودية بين بلدينا الى منطقة امن وسلام وتبادل منافع لبلدينا والمنطقة”. وختم البشير قائلا ان “عودة العلاقات بين بلدينا الى طبيعتها سيكون لها دور مؤثر في استتباب الامن على جانبي الحدود بين بلدينا ولاهلنا في دارفور”. واعلن وزير الخارجية السوداني دينغ ألور “سيكون لهذه الزيارة انعكاس ايجابي على مفاوضات الدوحة”. واعلن دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس ان “الامور تبدو جدية هذه المرة”. واضاف ان “البلدين في حاجة للمصالحة في الوقت الراهن” ويرى المراقبون ان تطبيع العلاقات بين الخرطوم ونجامينا سيحرم متمردي دارفور من احدى اكبر جهات الدعم وقد يسهل التوصل الى اتفاق بين المتمردين والحكومة السودانية لا سيما وانه من المتوقع ان يبدأ الطرفان قريبا مباحثات مباشرة في قطر. واعلن وزير الخارجية السوداني دينغ ألور ان زيارة ديبي سيكون لها “انعكاس ايجابي على مفاوضات الدوحة”. وأصدرت الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة الجنائية الدولية قراراً برفض اعتماد التهم في قضية المدعي العام ضد بحر إدريس أبو قردة. واعتبرت الدائرة ان الأدلة لم تكن كافية لاثبات وجود أسباب جوهرية للاعتقاد بأن أبا قردة يتحمل المسؤولية الجنائية كشريك أو شريك غير مباشر في الجرائم التي ادعى بها المدعي العام، وهي ثلاث جرائم حرب تتضمن استعمال العنف ضد الحياة، وتعمد توجيه هجمات ضد موظفين ومنشآت ومواد ووحدات ومركبات مستخدمة في مهمة من مهام حفظ السلام، والنهب، يُدعى ان ارتكابها تم أثناء هجوم شُن بتاريخ 29 سبتمبر 2007 على موظفي بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان ومنشآتها وموادها ووحداتها ومركباتها المرابطة في موقع حسكنيتا العسكري في محلية أم كدادة، في شمال دارفور، بالسودان.
الشرق القطرية