بقلم : – بحرالدين ادم كرامة
يزدان تاريخ الشعوب واﻷمم بمشاهد زاخرة ، روت تلك الشعوب أرضها بالدماء ، واقفة في وجه الطواغيت ، مطالبة بحريتها مرة ، رافعة راية الحق منصورة مرة أخرى ، ولكن من الصعب ان نجد في صفحات التاريخ والشعوب كالثورات السودانية ضد الطواغيت ، أبطاﻻ شامخين برزوا للمنايا بغبطة وسرور .
صعقت حينما سمعت صرخة الثورة ، وابتهجت بنفض الغبار ، عاد للسوداني الصابرعلى البلاء، حكمته وحلمه ، نهبت املاكه وكبتت حريته وهو صابر ، ولكنه أدرك ان هذا الصبر صبر ورل وما درى الطاغية ان اﻻنسان السوداني يمكنه ان يسامح ولكنه ﻻ ينسى ، فعند أول وقفة أو صدمة يتذكر ما سبق ، وان سلمنا بقدرته على التذكير فأنه قادر على الثأر ، واذا كان لقب الشهيد يفرحه ، فلأن الموت قدر وان الشهادة أعلى مراتب هذا القدر في جنة الرحمن .
من البديهي ان ﻻ نطلب من الزوجة ان تنسى زوجها حطب بيتها ودفئها ، أو من اﻻبن اباه بعيونه المملوءة حبا أو عتابا ، وﻻ يمكن ان نتجاهل ما تراه اعيننا ، من اﻻم التي تقطعت اوصالها وهي تعايش فقد ابنها وربما الوحيد ، فهذه اﻻشياء كلها تجعلهم يخلعون معطف الرعب والخوف ، ويرتدون لباسا قصت لهم بعناية ودقة تناسبهم وتماثلهم ، وهي لباس الشرف والكرامة والحرية والوطنية الصادقة ، حينها ﻻ يجاملون كائنا من كان
.
لن تموت الثورة السودانية والشعب لن يبيع قضيته ، ودم الشهداء والمصابين الذين سقطوا من أجل الحرية والكرامة لن تروح سدا، وأنهم يعلمون ان من يسجن اﻵن ليس بقاتل أو مجرم ، وأنما يسجن من أجل الحرية والديمقراطية والعيش الكريم ، والشعب يعلم انه مسئول أمام الله والتاريخ واﻻجيال القادمة ، ولن يتركوا الوطن لذوي الاهواء والمطامع الشخصية ، دون مراعاة لمصلحة الوطن والمواطنين ، فالثورة السودانية لن تموت ، ﻻنها ثورة شعب ضد الظلم وضد عصابة حاكمة وليست ضد حكومة حقيقية ، وثورة حق ضد باطل ، فالثورة لم تنته وما زال الوقت مبكرا لقول ذلك ، فالثورة يمكن ان تصحو وتنام ولكنها لن تموت ولن ينسى الشعب السوداني شهداء الثورة فداءا لسودان العزة والكرامة
ان مكونات الثورة يفكرون بعد استراحتهم وينسقون تنسيقا كاملا بين كل الشباب في الجامعات السودانية والمدارس وقطاعات العمال والنقابات ، من أجل تنظيم وتفعيل المظاهرات الرافضة لحكومة الجبروت ، وان الفترة القادمة ستشهد العديد من التظاهرات التي تجرى اﻻعداد لها ودراسة مواعيدها ، وهناك اجماعا تاما ان ﻻ يرضوا بأقل من اسقاط هذا النظام البربري الفاشي وحينها يتغنى الشعب السوداني انشودة الحلم الجميل
الحمدلله اننا نملك وطنا ، وليس أي وطن !! انه السودان ، ما احلى هذا الوطن لو كان جميلا اخضرا رحبا بكل من فيه أول عليه ، وكل اهله يحبون بعضهم ويخافون على بعض ، ما
اجمله اذا كان وطن الرخاء والأمان وطن العزة والكرامة والمحبة والاخوة ، مااجمله حين نختلف وتنفق على الحق وليس على الباطل ، ويتساوى مع الدول المتقدمة والمتطورة ، مااروعه حين يعاقب المفسدين والمجرمين و القتلة والمرتشين ، ما أجمله حين يرحل البشير ونظامه الفاسد على مدى 24 عاما من اعمارنا وبلا رجعة ويتعافى الجنيه السوداني من حالة المرض والمجاعة ويعود السودان وطنا لجميع اهله بلا تمييييييييييييييييز .
بحرالدين ادم كرامة