حذر من مقاطعة الأحزاب للانتخابات إذا لم يحدث تقدم في ملف.. دارفور
تيار يساري متطرف وراء مطالبتي بالاعتذار لجوبا وضحايا حرب الجنوب
ادعو حكومة البشير الى تغيير نهجها في الجنوب لانه لن يرضى بسلام لا يثمر
الخرطوم – كوكب محسن
اكد د. حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني على اهمية تضافر الجهود الاقليمية والدولية لحل ازمة دارفور ودعم جهود الدوحة في هذا الاطار لاقرار الامن والسلام في السودان كاشفا في لقاء جمعه مع الصحفيين اثناء زيارته للدوحة عن جملة من التحديات التي من شأنها ان تقود السودان الى خطر التقسيم في ظل سعي الجنوب الى الانفصال والمماطلة في الوصول لحل نهائي لقضية دارفور. مشيرا الى ان هناك اجماعا من الاحزاب السودانية المعارضة على مقاطعة الانتخابات المقبلة لكشف النظام وتجريده من شرعيته.
كما تحدث د. الترابي في اول حوار له بعد اطلاق سراحه على خلفية مطالبته للرئيس السوداني عمر البشير بتسليم نفسه للجنائية الدولية عن محاولات السلطات الامنية في السودان بشأن تحجيم حركته الى الخارج من خلال قرار منعه من السفر واحتجاز اوراقه الثبوتية وجواز السفر قبل دقائق من اقلاع طائرته قبل ستة اشهر وبالرغم من تصاعد المطالبات بالافراج عنه نظرا لظروفه الصحية وكبر سنه الا ان السلطات لم تترك له اي مجال للخروج من حدود السودان حتى وان كان للعلاج بالخارج
وفي هذا الاطار يقول د. الترابي لم يحتجزوني هذه المرة لانهم ارادوا ان يبلغني الموت في بيتي حيث اخرجوني بعد منتصف الليل لالتقي باسرتي في الميناء حتى ظن من رأوهم يختطفوني من المطار انني سأذهب الى المعتقل مرة اخرى او الى اي من مستشفيات السجن ولم يتصوروا انهم سيطلقون سراحي مجددا.
وفيما يتعلق بالانفصال الجنوبي الذي يلوح في الافق حسب المؤشرات السياسية والاجتماعية البارزة ورأيه في ذلك قال الترابي : منهجنا قائم على الوحدة واعادة توزيع السلطات والثروات ليتراضى الناس كوطن واحد، لكن ما وجدته في الجنوب ان اكثر من 90 % من الرأي العام مع النزعة الانفصالية وهي تدرك ما يترتب على الانفصال، وليس ثمة من قضية اخرى لديهم.
وارجع ذلك الى تراكم الارث الاستعماري حيث كان الجنوب مفصولا وبعدما انفتح بعد الاستقلال وجد المفارقة في المستويات عالية، مشيرا الى ان الجنوب كان في حالة من العري لا يوجد تعليم ولا صحة وحالة من البؤس وقليل من الخدمات ومن ثم لا يقبلون السلطة المركزية في بلد كالسودان فهي اراض وشعوب ولا يجمعه الا السواد، ومنذ الاحتلال البريطاني كانت تحدث التسويات الا انها في كل مرة لم تكن تصدق معهم، فحدثت التراكمات حتى الان، فالسلطة العسكرية الان تظن ان القوة يمكن ان تحل المشكلة لكن القوة لا يمكن ان توحد بلدا.
وفي سؤال له حول استقباله بحفاوة في جوبا وما اذا كان ذلك يعكس تقاربا مع الحركات في الجنوب وتغير المواقف السياسية التي اشعلت حربا ارتدت بعض الاحيان ثوب الدين وكذلك مدى تقاربه مع الحركات في دارفور قال الترابي ان هناك تقاربا مع كل احزاب المعارضة، فالسلطة قابضة ليس على الاقاليم فحسب بل على الحريات ايضا. وبالرغم من التغير الملموس في استراتيجية السلطة وفي حكومة البشير مؤخرا قال الترابي ان تغيير الاشخاص لا يعتبر تغييرا ما دام القانون الجديد يعطي جهاز الامن ذات السلطات ويحيل الى مراجعات لا يأمنها احد لذات السلطة والسلطات الاخرى، رفعت الرقابة عن الصحف ولكن انذرت الصحف وتحدث الرئيس نفسه ان بعض الذين تحدثوا عنه قاربوا الخط الاحمر وهؤلاء ستعود اليهم الرقابة، مشيرا الى ان رفع الرقابة ايضا لم تكن كاملة في ظل وجود انذارات بقطع الرقبة، ومن ثم لا توجد الى الان اي ندوة او لقاء او برنامج الا وكان مع الحزب الحاكم.
وفيما يتعلق بالجنوب فإن ما اتفق عليه ان الانتخابات ليست الخيار المتاح للناس لتختار بالارادة العامة وهي ليست الا عرضا يعزز نفس النظام الديكتاتوري القائم، ثانيا اذا لم يتقدم الاتفاق مع دارفور هنا — الدوحة — نحو التراضي على الاصول حتى يضطروا بعد ذلك لان يدخلوا هذه الانتخابات، ليستكملوا التفاصيل ويراقبوا تنفيذ ما اتفق عليه واذا لم يرضوا بذلك معناه ان دارفور ستخرج من الانتخابات واذا اخرت معناه اننا نقول لها لست من البلد، ولذا هنالك شرطان قالوا اذا لم يتفق عليه الى اخر هذا الشهر — نوفمبر — عندئذ سيجتمعون وربما يقاطعون جماعة وبالاجماع الانتخابات جملة واحدة ويلجأون الى وسائل اخرى غير الانتخاب، اما الان فهم رضوا ان تكون الانتخابات طريقة تغيير.
وفي رده على سؤال حول رؤيته لمصير السودان في ضوء تأزم الاوضاع في الجنوب واتجاهه نحو الانفصال وتعثر المفاوضات وامكانية حلحلة الاوضاع في دارفور وما اذا كان السودان في طريقه الى التقسيم الشامل قال د. الترابي ان دارفور كانت دولة منذ مئات السنين وكانت لها علاقات كبيرة وكانت تعمل على كسو الكعبة والحج والابار وكانت لها حروبها التي دخلتها ضد بريطانيا كدولة ومع غرب افريقيا ومن ثم هم اكثر الناس الذين يمكن ان تهاج فيهم ويذكروا بأصولهم المستقلة.
اما الجنوبيون فلم يكونوا دولة مستقلة ولا يميزهم عن السودان الكثير حيث اصبح معظمهم يتحدث العربية، ولكن كانت اللغة ومستوى المعاش والثقافة مختلفة عن الشمال، ولكن دارفور كانت دولة ولكن الجنوب قاتلوا ليستردوا حقهم حيث لا يصلح مع العسكريين المجادلة بل تصلح معهم المقاتلة فقط ولربما اوحى ذلك الى كثير من الرأي العام انه لا جدوى من التطاول والتأجيلات الممتدة ابدا مؤكدا ان القضية في دارفور ليست جامدة فهناك ناس يموتون الان واصبح القتل منهجا وليس بين المعارضة والحركات المقاومة وما معها والحكومة ومن معها بل حتى بين القبائل كلها، القتل اصبح نهج حياة حيث لا زراعة فالناس كلهم مشغولون ولا رعي اصلا، الريف كله قتال بين كل القبائل بالمئات، ولا يمكن ان تمتد هذه الحياة، لا العالم يرضاه ولا في دارفور يرضونها، وقد قاموا بتسويات اخرى مع اريتريا ولكن التسوية لم تكن مرضية جدا.
وبسؤاله عما اذا كان متشائما بشأن تطور الاوضاع في السودان اكد الترابي ان الوضع خطير وقد يؤدي الى تبعات خطيرة.
مشيرا الى ان الجنوب لا يمكن عقلا ردهم الى الرضا بالاستفتاء العام بان يتوحدوا الا انه طالب الحكومة بان تغير سياستها هناك، ومد سكك حديد وعمل مشروعات كتلك التي تقام في السودان كله، مشيرا الى ان الجنوب لا يجد حظا الان من المشروعات القومية، داعيا حكومة البشير الى تغيير نهجها في الجنوب تغييرا شاملا ولاسيما ان الجنوب يتميز بتوحد حركاته في حركة واحدة ومن ثم استطاعت ان تجمع وراءها من يؤيدها من الغرب ومن الافارقة وعندما دخلت السلطة تمكنت فيه وبالرغم من السلام الذي يعيش فيه الجنوب الان الا انهم لا يرضون بالسلام الذي لا يثمر.
اما فيما يتعلق بدارفور فقد اشار الترابي الى ان السلطة تريد ان تفرق العدو وعادة ما تلتقط الحكومة احدى الميليشيات وتغريه بتسوية او منصب ليعتزل الاخرين، وقد حاولت مصر وحاولت ليبيا وتحاول الان قطر، اما نحن فدعواتنا للجميع مركزية ونحاول ذلك منذ بداية تاريخنا حيث لنا قواعد في كل مكان ولكن لم نكن نقاتل، ومن ثم فالخير لهم كلهم ان يكونوا ورقة واحدة بعد ذلك يمكنهم ان يتنافسوا في الانتخابات ان شاءوا في الحكم الاقليمي في دارفور وفي الحكم القومي ومن يرسلون للمجالس النيابية العامة ولمن يصوتون في الرئاسة الجمهورية العامة، ولو ان الحكومة تريد ان تعالج قضيتها لا تخذت الجنوب مثالا فما لهم من خطيئة الا انهم مسلمون وهي خطيئتهم الوحيدة.
وحول رؤيته فى العدل والمساواة بالمشاركة في السلطة والثروة والاحتفاظ بقواتهم قال د. الترابي انه بالطبع لديهم مطالبات للمرحلة الانتقالية وبعد الانتخابات ستأتي جمعيات تأسيسية تفعل بالسودان ما تشاء وتقسمه لولايات في النظام الاتحادي، ليتوازن في النظام الاتحادي وسوف نترك ذلك لمن ينتخب الشعب وكذلك من ينتخبون رئيسا للجمهورية ومن يكون واليا في دارفور كلهم ينتخبهم الشعب، ومن ثم لن يكون هناك من يعين حتى في الحكم المحلي، فهم احيانا يقدمون مطالب كان ينبغي ان تؤخر لكن تأمينا لهم، فالجنوبيون امناهم في المرحلة الانتقالية بأن كل المقاتلين ما زالوا جيشا جنوبيا، وهناك جيش دولي يحميهم كذلك الان فلا يستطيع الجيش السوداني الان اي الشمالي لا يستطيع ان يتعرض لهم، فدارفور يطالبون ان تبقى قواتهم معهم ومن يحكم دارفور انتخابا فان لديه التصويت اول العام، ولو عاجلنا الامر يمكن ان نعالج هذه المسائل.
وحول دعم دول الجوار لقوات المتمردين في دارفور قال د. الترابي: ليس لدينا جوار اجنبي حيث تم تقطيع افريقيا بذات القبيلة وذات اللون في الاتفاقيات الاستعمارية حتى ذات الشعب وذات القرية كما حدث في خط بارلين ومن ثم دارفور وتشاد جزء واحد من الحياة، حتى اننا لا ندري كم تشادي في السودان وكم نيجيري في السودان لا احد يدري، الا ان التقديرات تشير الى وجود مليون ونصف المليون يأتون من اريتريا والحبشة وتسودنوا الان لانهم من ذات القبائل وذات اللغات وذات الديانات الكل واحد والمناخ واحد.
وحول تأثير ذلك على حركات التمرد في دارفور وما اذا كان يؤثر بالسلب على عملية اقرار السلام قال د. الترابي: بالطبع. انهم اهل، واذا اصابتهم مصيبة يتكاتفون ويتدخلون، الا ان السلام الاتم كما اشارت القوات الدولية والمنظومة الافريقية التي تعد للاتحاد الافريقي خير علاج لدارفور قالت ان حل دارفور هو حل القضية مع تشاد واذا لم تعالج هذه القضية فلن تحل قضية دارفور معالجة نهائية، وكذلك نحو مصر ومع اوغندا واثيوبيا، لدينا تسعة جيران ولا يوجد جيران اجانب بل لغة واحدة وجنس واحد.
كما لفت د. الترابي الى ان الوعي الاجتماعي هو وعي قوي جدا لكنه لا يستطيع ان يخفت تماما ارادات التقارب بين شعوب المنطقة ومداها من الحياة ونصيب عادل من المال العام، وبالتالي اصبح معرضا لكثير من المخاطر حتى لو جرت فيه انتخابات ولو السلطة تراجعت بعض الشيء وبسطت الحريات للتنافس الحق في الانتخابات وتقدمت في قضية دارفور الانتخابات ستأتينا بكتل من الاحزاب، فالحكومة ستكون ائتلافا قد لا يطول لشهرين.
وبسؤاله عن استعداد حزبه المؤتمر الشعبي العام للمشاركة في الانتخابات القادمة، قال د. الترابي انهم مع الاخرين ونريد ان نجمع حولنا الاحزاب، مشيرا الى ان البرلمان معين بأكمله من الحركة الشعبية ومن الرئيس الا قلة، لكن اذا تعطلت الحريات وتعطلت مسألة دارفور واجلت مرة بعد مرة ستلتقي الاحزاب جميعا قبل اخر نوفمبر وستقاطع الانتخابات جملة حتى تسقط الشرعية عن النظام.
وبسؤاله عما اذا كانوا سيطرحون مرشحا لرئاسة الجمهورية باسم المعارضة قال د. الترابي ان هنالك دورة لا بد ان يفوز فيها احد المرشحين باكثر من 50 % بصوت واذا لم يتم ذلك ستعاد الانتخابات، ومن ثم سترشح اغلب الاحزاب من يليه حتى توزع الاصوات ولا يفوز مرشح السلطة بالخمسين في المائة زائد واحد، والمرة الثانية غالبا وهي تقديرات ان المعارضة كلها ستصوت للشخص الاخر الذي لا يستعمل الامن ولا الجيش ولا السلطة وكذلك في الانتخابات عامة تنسق مع بعضها.
وفي سؤال حول الزيارات التي يقوم بها رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان لمصر ولبعض الدول في افريقيا وان كانت تهيئ من وجهة نظره لان يكرس لانفصال الشمال عن الجنوب قال د. الترابي:
هو مبدئيا لا يقولها صراحة ولكن عندما يحاصر يقول كان يمكن لهذه السلطة ان تشجع خيار الوحدة لكن فات الاوان، وبيننا وبين الاستفتاء وقت قليل جدا لكن التقدير لكل السودانيين والجيرة توافقه في الانفصال اي ان الجيرة الافريقية وراءه جنوبا والان ذهب الى الدول الابعد في افريقيا كجنوب افريقيا وما حولها وكذلك الى مصر، ومصر من جهتها لا تجرؤ ان تقول كلمة فالماء من اين يأتي، الان مصر تصب على الجنوب مجهودات اكثر مما تصب حكومة السودان الشمالية، كهرباء في المدن ومستشفيات وتعليم وغيره.
وحول وجود تيار قوي داخل الحركة يدفع باتجاه التصويت نحو الانفصال قال ان هذا هو المد الغالب في الحركة، فالتيار يقال على الشريحة فقط لكن المد العام في الحركة الشعبية يتجه لذلك، الا ان البعض منهم يقدر ان الانفصال وراءه تبعات لانه اذا ابعد الشمال سوف ينقلبون على انفسهم بعد ذلك، كما تفعل الشعوب دائما تنقلب على نفسها اذا انتهت من العدو المشترك، والان بدأت بعض الصراعات بين القبائل.
كما علق د. الترابي على ما يشاع حول مسألة تحول مشروع البشير وحزب المؤتمر الوطني الان الى دولة في الشمال فقط وقال لقد عقد المؤتمر الوطني واعيد ترشيحه مع انه رشح من قبل وفي انتخاب قادم سيكون هو مرشح، اولا سيكون ردا على المحكمة الجنائية وثانيا وكان تأييدا له بالطبع ولكن من الواضح من الانتخابات ان المنتخبين من دارفور واحد فقط وبها 8 ملايين والبقية مليون ونصف من الشمال وكل البقية تقريبا منها، هذه ارادة الانتخاب، بعد ذلك اصلحوها بعض الشيء.
وفي رده على سؤال يتعلق بالارادة الدولية وسعيها الى الى حل ازمة دارفور بكل السبل ومدى قدرتها على النجاح في اقرار السلام وامكانية الوصول لاتفاقية سلام بنهاية هذا العام.
اكد د. الترابي ان هناك دفعا قويا في الولايات المتحدة الان للوصول لحل رغم ان الادارة الجديدة بعد زيارتها لمصر وتركيا والسعودية ووصول المنتخب الجديد كان يظن الناس ان العلاقات تلطفت مع العالم العربي المسلم ولكن الحزب الديمقراطي يجمع غالبية الافارقة الامريكان وهم جميعا من غرب افريقيا ولذلك جاءت استراتيجيتهم الجديدة التي وضعوها الان وهي تقريبا نفس السياسة القديمة وتنذر السودان نذرلا يحسب حسابها، وقد جددت العقوبات بعد ذلك مباشرة وهم يجتهدون الان اجتهادا شديدا وارسلوا هذا القائد العسكري المفوض الذي يدخل السودان واي امريكي رسمي لا يقابل رئيس الجمهورية وهو يؤيد الاجراءات التي تقوم بها قطر.
وردا على مطالبات الترابي شخصيا بالاعتذار لجوبا على خلفية تشجيعه للحرب بين الشمال والجنوب سابقا قال انه غير معني بهذا وانه على الارجح تيار يساري متطرف لكن ذهبت للجنوب ودخلت الكنيسة الكاثوليكية وصفق له من الجميع نافيا ان يكون قد اعطى صبغة دينية لحرب الشمال والجنوب معتبرا ان من له قضية مع شخص يمكنه ان يصب عليه كل شرور الدنيا حتى لو فعلها اخر سيقول انها من تحريضاته وهو كلام غير صحيح وغالبا هم من خارج السودان حتى ان اليسارين لديهم حسابات اخرى غير الجنوب والشمال.
وحول جهود الوسيط الدولي وحكومة قطر في دفع السلام في دارفور قال ان قطر اكثر اهلية من الدول العربية الاخرى لكي تكون وسطا بين الاطراف وقد قامت من قبل باستضافة الاخوة اللبنانيين وكذلك معالجة قضية ليبيا مع الممرضات وقضية المقراحي الا ان قضية دارفور اكثر تعقيدا فهي قضية مركزية لها جذورها لكنهم يجتهدون فيها ومعهم الامريكان وكذلك الجامعة العربية الا ان الامر كله يقع على السلطة، فالمسائل القانونية دائما ما تدخل في تأجيلات متتالية وتبقى القضية باقية وتلتهب ولو انهم جدوا في معالجة قضية دارفور يمكن ان يأتوا بنفس نموذج الجنوب فتاريخهم في السودان نشط جدا ومقاومة الاستعمار.
وفي رده على سؤال يتعلق بتعدد الوساطات والمساعي في قضية دارفور وما اذا كان ذلك في صالح القضية او ان من شأنه ان يفسد الامر قال ان كل الجهود الان تنصب في قطر لان كل المحاولات التي من هذا القبيل ستربك القضية تماما لكن اذا اجتمعت كما يحدث الان لربما يحدث ذلك ضغطا على الدولة والسلطة وعلى دارفور فهي مسألة تتعلق ببنية وطن كله لا قضية سياسية تتعلق بفلان وفلان او حزب وحزب.
وحول دعم قمة ابوجا التي عقدت اول امس لاتجاه قطر وجهودها لاقرار السلام في دارفور قال د. الترابي اذا دعمت كل القرارات التي رفعها الرؤساء المشاركون في قمة ابوجا وتمت الموافقة عليها فستكون محاولة اقناع للسلطة بان تتاح لكل القوى السياسية السودانية فكل المساومات تسير على نفس النهج، والكل يعكف على القضية لمعالجتها فورا من الاتحاد الافريقي الى الجامعة العربية والامم المتحدة ودول الجوار وغيرها، حتى ان هناك اتجاها لتدويل التحقيقات بدلا من كونها محلية تجري حسب القضاء السوداني فقط فالمعاناة كلها تأتي من دارفور وقد دولنا نحن ايضا فالسودان اكثر انفتاحا على العالمية لانه ليست عندنا قومية عصبية نحن عرب وافارقة لذلك لدينا لاجئون وتدخلات من كل جانب لكن العالم الان يتداخل بعضه مع بعض ولم تعد كلمات مثل سيادي وتدخل واضحة في هذا السياق
الشرق القطرية