حسن اسحق
لا تشعر بالغضب وانت تقرأ تقرير يؤكد ان الدولة اصابها مرض الجنس الطفولي،وانت تخاف علي طفلتك او طفلك عندما يذهب الي الخلوة والمدرسة، المعلم والشيخ مصدر الالهام التعليمي، صاروا مصدر مرض مجتمعي عضال، تركوا زوجاتهم حسب الشرع كما يعتقدون واتجهوا لممارسة (الفاحشة) مع اطفال صغار السن في مدارس الدولة الاسلامية، رجل الدين يتحرش بالاطفال في
الخلوة والمسيد والمعلم في مكتبه او الفصل الدراسي. وهذا تقرير خطير ذكرته مبادرة لا للصمت، وجاء في تقريرها ان حالات الاعتداء الجنسي وصلت مرحلة لايمكن السكوت عنها، وقال خبراء ان (3) الف حالة اعتداء جنسي ضد الاطفال، دونت بالمحاكم، وان80% من الاطفال يتعرضون للتحرش الجنسي، وناشدت الدكتورة الناشطة صديقة كبيدة في كلمتها بفعالية تدشين مبادرة (لا
للصمت) التي اطلقها مركز الفيصل الثقافي في الخرطوم ان الاعتداء الجنسي علي الاطفال يتم داخل الاسر والمدارس وحتي المساجد باتت تشكل خطرا علي الصغار. وقال الاستاذ عمر ابراهيم امام وخطيب مسجد القبلة ان الجريمة حينما تأتي من رجل الدين والمعلم تكون اشنع، لان الناس يوفدون اطفالهم الي هذه الاماكن كي يتعلموا، لذلك يكون الامر صادما، عندما يحدث العكس. ان تقرير لا للصمت مفجع جدا وصادم، باتت الثقة مفقودة (عديل). هذا التقرير ليس الاول ولا الاخير، هناك (تحرشات) حدثت وعديدة، لكن اصابها الكتمان والنسيان، والخوف من الفضيحة المجتمعية، وتسترت مؤسسات عن هذه الحوادث، حتي لا تفقد مصداقيتها امام الرأي العام. ان 3 الف حالة تحرش ضد الاطفال، يؤكد ان الاعتداء مداه ، والدولة تصمت عنها، لاخوفا عن الاطفال، خوفا علي مشروعها الحضاري، والمجتمع مازال محافظا علي قيمه، وهي دخلية علي المجتمع. لكن التحرش يتم عبر المدارس ورجال الدين، وصلت خطورته، عندما اغتصب شيخ فتاة جامعية جاءته للعلاج، فاستغل هذه الفرصة، ليمارس اسقاطاته النفسية المكبوتة علي الطلاب، القي القبض عليه وسجن، وبعدها اطلق سراحه بقرار جمهوري. اذا كانت الدولة تسامح المغتصبين، فما بالك بمتحرشي الاطفال. ان السلطة الحالية ليس لها اخلاق وضمير، تتعامل بنظام الهروب الي الخلف. ولاتقدم المجرم الي المحاكم، تدخل (الواسطات) من جهات متنفذه، ويطلق سراحهم فورا. تذكر ايها القارئ، ان اخوك عندما يذهب الي المسجد او المدرسة، ستشعر بالقلق والفزع علي اخوك او ابنك، ان يتحرش به شيخ او معلم، ويظل حسابهم عسيرا وبعيد المنال. انه الفرار من الواقع، وتصدق وهم ان المجتمع محافظ علي تقاليده، شيخ يتحرش بحواره.
[email protected]