المنظمات الحقوقية السودانية تطالب برفع الحصانة عن الجهاز الأمني لتورّط عدد من عناصره في أحداث عنف تحوّلت إلى قضايا رأي عام.
العرب
البشير: الشرطة خطّ أحمر ولن يسمح لأيّ جهة بمساسها
الخرطوم – عمد الرئيس السوداني عمر البشير إلى تعزيز نفوذ جهاز الشرطة ومنحه حصانة ضدّ أيّ مساءلة عن الأخطاء التي يرتكبها، متحديا بذلك المنظمات الحقوقية الدولية التي تتهم الجهاز الأمني بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، في عدة مناطق من السودان وخاصة في إقليم دارفور.
وقال البشير خلال احتفال أقيم بمناسبة تدشين منشآت جديدة بالعاصمة الخرطوم “الشرطة خطّ أحمر ولن يسمح لأيّ جهة بمساسها أو اتخاذ إجراءات تعسفية ضدّ منسوبيها طالما يعملون وفقا للقانون”.
وتطالب المنظمات الحقوقية السودانية برفع الحصانة عن الجهاز الأمني لتورّط عدد من عناصرها في أحداث عنف تحوّلت إلى قضايا رأي عام، على غرار مقتل المواطنة عوضية عجبنا بضاحية الديم والمتهم فيها عدد من عناصر قوات الشرطة، تجري حاليا محاكمتهم.
وطالب الرئيس عمر البشير حسب “السودان تربيون” وزارة الداخلية بإنشاء مساكن لكل أفراد الشرطة من رتبة جندي حتى رتبة الفريق حيث قال: “ماداير أي شرطي يسكن في مكان عشوائـي والمفروض يسكن في ثكنات مؤمنة هو وأسرته حتى يتمكن من تأمين الآخرين”.
ويرى المتابعون للشأن السوداني أن إقدام البشير على تعزيز حصانة الجهاز الأمني يكشف بوضوح عن نيته في تكريس الدولة البوليسية ضاربا بذلك عرض الحائط المبادرة التي أطلقها بنفسه منذ نحو شهرين والتي تحدّث فيها عن رغبته في حوار حقيقي مفتوح مع الطبقة السياسية السودانية، والتي ضمّنها مفاهيم عن الديمقراطية.
وكان عديد القوى قد شككت في نوايا النظام بدءا بالولايات المتحدة الأميركية التي حذرت النظام من خداعها في ما يتعلق بالحوار الوطني.
وأدّت دعوة البشير لحوار شامل إلى انقسام في صفوف المعارضة التي اعتبر شق كبير منها أنها مناورة سياسية منه أراد بها كسب مزيد من الوقت مقابل تشتيت جهود القوى السياسية.
وفي ظل عدم جدية البشير ومناوراته توعّد رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي الحكومة بتعبئة جدية لإسقاطها رغم قبوله للمبادرة السيـاسية التي طرحها النظام.