الرئيس السوداني عمر حسن البشير يعتبر من لم يوقع على وثيقة الحوار من قوى المعارضة سيكون ضد الشعب.
العرب [نُشر في 2016/10/13، العدد: 10423، ص(2)]
العصا أداته للحكم
الخرطوم – لوح الرئيس السوداني عمر حسن البشير بملاحقة قوى المعارضة، في حال استمرت على رفضها للوثيقة التي خرج بها حوار الوثبة.
وكان الرئيس السوداني قد أسدل الستار، الاثنين الماضي، على الحوار الوطني الذي شاركت به قوى الموالاة، وتم خلاله التوصل إلى وثيقة تتضمن الخطوط العريضة لنظام حكم مستقبلي.
وقاطعت قوى المعارضة بشقيها السياسي والعسكري هذا الحوار بعد أن رفض النظام الاستجابة لمطالب كانت تقدمت بها في وقت سابق وأهمها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والحقوقيين، وفتح مجال الحريات ووقف الحرب في كل من
إقليم دارفور ومحافظتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وإجراء حوار تمهيدي بالخارج.
وقال الرئيس عمر البشير في خطاب بالساحة الخضراء وسط العاصمة الخرطوم احتفالا بانتهاء أعمال الحوار، “إن من لم يوقع على الوثيقة الوطنية سيكون ضد الشعب”.
وأضاف “الشعب السوداني قادر على فرض السلام، وقد أعلنا وقف إطلاق النار.. ومن أتى مسالما أهلا وسهلا، ومن لم يأت سنصل إليه في الغابة ونلاحقه أينما كان”.
وكان البشير قد أدلى بهذا الخطاب وسط حشد من المواطنين تم جلبهم من مختلف أرجاء السودان، في مسعى لإظهار وجود التفاف شعبي حول هذا الحوار الذي لا يعدو كونه مجرد مناورة وفق المعارضة، وإلا لكان استجاب لمطالبهم المنطقية.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي وثائق تتضمن أوامر رسمية لموظفي الدولة للحضور في هذا الاستعراض الاحتفالي.
ويرى متابعون أن تهديدات الرئيس السوداني تؤكد أنه لا يزال على نهجه الاستعلائي في التعاطي مع المعارضة، مستبعدين أن يجد مثل هذا الخطاب أي صدى، بل العكس تماما وربما هذا هو ما يريده.
وقالت حركة تحرير السودان، إن الحوار الوطني والوثيقة التي انبثقت عنه مجرد “مسرحية سيئة الإخراج لأنه لم يحقق أي شيء سوى حصاد الفشل”.
وأضافت الحركة التي تقاتل في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان أن “النظام ليست لديه إرادة سياسية حقيقية لإجراء أي تحول إيجابي نوعي في أوضاع البلاد ولا يزال يتخذ الحرب وسيلة للحل”.