البشير في فهرنهايت 211
ابقوا معي في هذه الدرجة” ~211 فهرنهايت ..!لأن الصفقة تأتي في درجة 212 فهرنهايت..! , في هذه الدرجة تغلي الحياة في السودان, وترتفع درجة الحرارة, وتحمى مياه النيل, والنيل يجري ويجري..!, وتجري معه الحياة0 قدم الرئيس البشير وثيقة إصلاحية, في قاعة الصداقة, في حضور أصدقاء الزمان الأول, د. حسن الترابي, د.غازي صلاح الدين, السيد الصادق الصديق وغيرهم 0
هل انتم معي في درجة 211فهرنهايت
..!؟ لا يحث شيئاً في هذه الدرجة الآن ..! فقط انتظروا معي.. !0وثيقة البشير الإصلاحية وثيقة شاملة, تعالج جميع مشاكل السودان, في مقدمتها قضية السلام في السودان, لكن قبل كل شيء يجب أن يتخلى الثوار في دارفور
وجنوب كردفان والنيل الأزرق عن حمل السلاح ويتبنوا فكرة الحوار, لا مفر من الحوار ..الحوار حتى النصر , إما التدهور الاقتصادي فيتم معالجته بعد إحلال السلام واستتباب الأمن في ربوع البلاد , حينئذ تحدث نقلة نوعية في اقتصاد البلاد وينعم الجميع بخيرات البلد المسخرة ,البترول والذهب والفضة والخ…0
نحن نقترب من الصفقة , ما زلنا في درجة 211فهرنهايت.., لم تبق غير درجة واحدة من الصفقة, كونوا على استعداد والى أعلى درجة واحدة فقط .
حرية الصحافة أو الحريات بصفة عامة سوف نناقشها مع اللجان المتخصصة المنبثقة من اللجنة العليا للصحافة والمطبوعات برئاسة نائب الرئيس الجمهورية في القريب العاجل إنشاء الله , نحن نحترم الصحافة الموضوعية الهادفة ,التي لا تثير المشاكل ولا تكشف فضائح الفساد والإفساد وتحترم الخصوصية 0 ما يختص بالعلاقات الخارجية وصلاتنا بالمجتمع الدولي تسير في اتجاه الصحيح , نحن نسعى وراء كل ما يخدم مصالحنا أولاً , وثانياُ : نبذل كل ما في وسعنا من اجل كسر الطوق الذي فرضته المحكمة الدولية حول الرئيس, نحن وأصدقاؤنا الأفارقة نحاول بقدر المستطاع عزل المحكمة الدولية عن فضاء أفريقيا 0
انتبهوا .. ! فهرنهايت 211 تقترب من درجة الغليان , لا تدع الفرصة تفوتك..! أنها صفقة العمر, وفرصة نادرة لا تكرر,حصرياً فقط على رقم 212 فهرنهايت ” درجة الغليان “..تابعونا على نفس التردد سوف نعود.
اجتمع الحضور من كل فئة في القاعة, رؤساء الأحزاب السياسية, والهيئات الدبلوماسية, وممثلو وسائط الإعلامية, الداخلية والخارجية, وكبار رجال الدولة, والشخصيات القومية البارزة, ليشهدوا مراسم عقد الصفقة..!, كل فئة وضعت مقياسها الخاص بالحرارة في ماء النيل : فهرنهايت , سنتيغرايد, السيليزية..!, ولكن سهام العيون كلها مصوبة على الشاشة التي تنقل قراءة مقياس الحرارة مياه النيل بالفهرنهايت مباشرة إلى القاعة. انتظروا ..وانتظروا ..,عيونهم على الشاشة ,لا تغيير في درجة فهرنهايت 211. بعد طول الانتظار,فجأة تغير الرقم ..! ليس إلى أعلى نحو رقم 212 فهرنهايت, كما توقع الجميع , بل إلى الأسفل .. 210, 209, 208 ,..هكذا تسلسلياً ..! إلى هنا خرج الجميع من القاعة وهرعوا إلى النيل, ليعرفوا السبب..!مازالت مقاييس الحرارة مغمسة ومثبتة جزئياً على ماء النيل كما وضعوا, والنيل يجري ويجري.. ولا يغلي..!0
أنا أيضاً أريد أن أعرف السبب..!, فقط انتبهوا معي لنعرف السبب معاً , لسنا على درجة 211فهرنهايت, نحن الآن نتراجع ..0 خرج الزعيم من القاعة مع الحرس, الخبر اليقين عند الزعيم هو يعرف السبب, قال الزعيم :
السبب, بالبساطة هبت رياح الجنة..ولطائف نسيمها برّدت مياه النيل فانخفضت درجات الحرارة كما ترونَ..! ,سوف نلتقي قريباً عند درجة 211 فهرنهايت ..!, هنا نهض مستشار الزعيم وشكر الجميع على الحضور وعلى حسن الاستماع والانتظار ..!0
حامد جربو