في حملة تبدو مخططة ضد الجنرال المتقاعد سكوت غرايشن، مبعوث الرئيس باراك أوباما إلى السودان، أرسلت له الممثلة السينمائية الأميركية الشهيرة ميا فارو، وممثلات وممثلون آخرون في هوليوود، ونشطاء، خطابا قالوا فيه إن سياسته في السودان تزيد المشكلات بدلا من أن تحلها. بالتزامن مع زيارة غرايشن الحالية إلى السودان.
وقال الخطاب: «نؤمن نحن بأن سياستك الودية ورفضك نقد حكومة البشير تزيد تصلبه، وتعطيه عذرا، وبالتالي تزيد حكم الإرهاب، وسياسة (فرِّق تسُد) التي ظل يمارسها الرئيس السوداني عمر البشير». وجاء في الخطاب: «نعتقد أن موقفكم الهادف لاسترضاء الخرطوم والإحجام عن توجيه النقد إليها يمنحها مبررات ويقويها، ومن ثم يسهل استمرار حكم الإرهاب والاستراتيجية المعروفة بـ(فرِّق تسُد)». وأيد غرايشن تخفيف بعض العقوبات الأميركية ضد السودان لتمكين واشنطن من تقديم مساعدات تنمية لجنوب السودان قبل استفتاء عام 2011، الذي يتوقع أن يقود إلى انفصال الجنوب عن الشمال. كما ذكر أنه ليس هناك ما يبرر بقاء السودان على القائمة الأميركية السوداء للدول الراعية للإرهاب. ويقول غرايشن إنه يريد أن يشرك حكومات الشمال والجنوب والجماعات المتمردة وغيرها من الأطراف الرئيسية الأخرى لإحياء محادثات السلام المتعثرة في دارفور، وضمان عدم نشوب حرب أهلية مرة أخرى. ولكنه يدعم أيضا مواصلة الضغط على الخرطوم بما في ذلك الإبقاء على معظم العقوبات.
ورد جيري فاولر، رئيس منظمة «سيف دارفور»، وهي منظمة تضم أكثر من 180 جماعة، على تصريحات الرئيس السوداني لمجلة «تايم» الأميركية التي نشرت الجمعة. وقال إن «البشير اتهم المحكمة الجنائية الدولية التي أمرت بالقبض عليه بالإرهاب، لكنه هو الإرهابي، ولا بد، آجلا أو عاجلا، أن يقف أمام المحكمة». ورغم أن فاولر لم ينتقد الجنرال غرايشن مباشرة فقد قال: «يجب على الرئيس أوباما أن يعلن استراتيجية واضحة نحو السودان». وقال فاولر إن المشكلة الحقيقية هي الوقت الذي استغرقته إدارة أوباما لتحديد موقفها إزاء التعامل مع السودان. وقال: «المشكلة ليست الجنرال غرايشن، بل فشل الإدارة في إنهاء مراجعة السياسة وتوضيح ما هي استراتيجيتها في السودان».
ومن المتوقع أن تصدر قريبا نتائج مراجعة شاملة للسياسة الأميركية في السودان، ربما الشهر الجاري. ويقول دبلوماسيون ومحللون وفي الشهر الماضي أرسلت منظمة «سيف دارفور» خطابا إلى الرئيس أوباما، طلبت منه الضغط على الرئيس البشير لتحقيق السلام في دارفور، والالتزام باتفاقية السلام في جنوب السودان، بالإضافة إلى «اختيار بديل للرئيس البشير الذي أدانته المحكمة الجنائية الدولية». وقال الخطاب إنه إذا لم يتحقق ذلك فـ«يجب فرض مزيد من العقوبات على السودان، وربما القيام بعمل عسكري».
ومن بين الذين انتقدوا الجنرال غرايشن، رئيس منظمة «إيناف» (كفاية) جون برندارغاست، الذي كان مسؤولا في البيت الأبيض في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون. وأيضا انتقد الرئيس أوباما، وقال إن سياسته نحو السودان تناقض وعوده خلال الحملة الانتخابية في السنة الماضية، وتناقض مواقفه عندما كان عضوا في الكونغرس. وقال: «صدمنا، نحن الذين ندافع عن حقوق الإنسان في السودان، بسبب ما سمعنا وشاهدنا خلال الشهرين الماضيين. وأقول بصراحة إن الناس في دارفور وفي جنوب السودان صدموا أيضا». وقال إن الجنرال غرايشن أخطأ عندما رفض استعمال كلمة «إبادة» في دارفور.
واشنطن: محمد علي صالح
الشرق الاوسط