الافعى التي تلبد وراء مشاكل السودان ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ؟

الحلقة الاولى ( 1 -2 )

[email protected]

1- الاستاذ علي عثمان محمد طه ؟

الاستاذ علي عثمان مسؤول مسؤولية مباشرة عن معظم الكوارث والماسي التي حلت بالسودان من فجر الجمعة 30 يونيو 1989 وحتى تنحيته في يوم الأحد ٨ ديسمبر 2013 ، وظهوره المغتغت خلف كواليس المسرح السياسي في يوم الاحد 28 يناير 2018 .

ابتكر الاستاذ علي عثمان مدرسة :

أقتل كي تكون !

في يوم الاحد 28 يناير 2018 ، تنبأ القائد ياسر عرمان بعودة الاستاذ ع

لي عثمان من جخنونه ، الذي لبد فيه منذ يوم الاحد 8 ديسمبر 2013 ، رئيساً للوزراء ، وربما نائباً اول للرئيس البشير .

لا يتكلم القائد ياسر عرمان من فراغ ، ولا يلقي الكلام على عواهنه ، ولا يعرف كلام الطير في الباقير . ومن ثم التوقف شيئاً عند توكيده عودة الاستاذ علي عثمان ، من وراء جدر ، لكواليس مسرح السلطة الانقاذي ، رغم إنه هو الذي تسبب في معظم مآسي وكوارث السودان .

نعدد بعض البعض من كوارث الاستاذ علي عثمان في الماضي والحاضر ومستقبلاً ، في النقاط التالية :

2- المجالس السيادية ؟

حسب افادات القائد ياسر عرمان ، اشتكى الرئيس البشير لنائبه الاول السابق علي عثمان من بعض الامور التي تقلقه ، وتذكره بأمر قبض محكمة الجنايات الدولية ، هاجسه اليومي ، في صحوه ومنامه .

ارتفع ضغط الرئيس البشير مؤخراً ، خصوصاً بعد الارتفاع الجنوني للدولار الذي تجاوز حاجز ال 37 جنيه ، والذي يواصل الارتفاع كل ساعة وليس كل يوم . وبعد رفض نائب وزير الخارجية جون سوليفان مقابلته في الخرطوم في نوفمبر المنصرم ، وطلبه من الرئيس البشير عدم الترشح في انتخابات 2010 الرئاسية .

حسب افادات القائد ياسر عرمان ، إشتكى الرئيس البشير من عدة أمور من بينها :

+ اتهم الرئيس البشير خله الوفي الفريق بكري حسن صالح بأنه قد فضحهم في الجهاز التنفيذي لانه لا يملك قدرات فكرية لادارة مجلس الوزراء ، ومن ثم الارتفاع الجنوني للدولار كل ساعة ، والارتفاع المصاحب في اسعار السلع الاساسية والخدمات . ومن ثم الحاجة للتضحية بالفريق بكري ، لضمان سلامة الرئيس البشير من هيجانات الشارع ، كما حدث للرئيس عبود في اكتوبر 1964 ، وللرئيس نميري في ابريل 1985 .

+ اشتكى الرئيس البشير من فشل مساعد الرئيس ابراهيم محمود في ادارة حزب المؤتمر الوطني ، الذي صار حزباً وكانه خيال مآتة . ومن ثم قرار الرئيس البشير تكليف الاستاذ حسين حمدي رئاسة وفد الحكومة للمفاوضات مع الحركة الشعبية ( جناح الحلو ) في يوم السبت 3 فبراير 2018 في اديس ابابا ، حول وقف العدائيات .

حسب القائد ياسر عرمان ، طلب الرئيس البشير من العبقرينو علي عثمان ابتكار حلول عبقرية تضمن للرئيس البشير استدامة في السلطة ، وفوزاً مضمونا لدورة ثامنة في انتخابات 2020 الرئاسية .

اقترح العبقرينو علي عثمان للرئيس البشير فكرة المجالس السيادية ، التي تمكن الرئيس البشير من السيطرة المباشرة والمطلقة على كل مؤوسسات الدولة في السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية والاعلامية .

حسب توصية العبقرينو علي عثمان ، وفي يوم الاربعاء 24 والخميس 25 يناير 2018 ، اعلن الرئيس البشير عن تكوين 5 مجالس سيادية لادارة ملفات القصر الجمهوري ، والخارجية ، والاعلام ، والاقتصاد ، والسلام .

نختزل في النقاط التالية بعض الملاحظات على المجالس السيادية الخمسة :

اولاً :

الغرض الحصري من هذه المجالس إختزال الدولة بكل مؤوسساتها في شخص الرئيس البشير ، الذي يصبح مصدر كل السلطات ، التشريعية والقضائية والتنفيذية والاعلامية وما رحم ربك من سلطات ، وما على الجميع الا إنفاذ قرارات الرئيس البشير … عمياناً . وبدون حرد واعتكاف في المنازل ، كما حرد البروف ابراهيم غندور من تغول البعض على سلطاته كوزير للخارجية .

ثانياً :

تلغي المجالس السيادية بجرة قلم الرئيس البشير السحرية :

+ مخرجات الحوار الوطني ، الذي استمر من يناير 2014 وحتى اكتوبر 2016 ، خصوصاً وقد تم تكوين هذه المجالس في مدابرة راسية لهذه المخرجات ، كما اكدت حركة الاصلاح الآن ، وهي ادرى ، في بيانها للناس يوم الخميس 25 يناير 2018 .

+ خارطة طريق مبيكي التي صارت في خبر كان وخبر إن بعد يوم الخميس 25 يناير 2018 … قبض الريح .

+ قرارات المجلس الوطني المدابرة لمواقف الرئيس البشير ، فهو الذي يملك الحق الدستوري لحل المجلس الوطني .

+ قرارات مجلس الوزراء المدابرة لمواقف الرئيس البشير ، فهو الذي يملك الحق الدستوري لحل مجلس الوزراء .

+ في كلمة ، تلغي المجالس السيادية اي سلطة اخرى ، وتحل محلها .

ثالثاً :

كما هو معروف ، المقرر لكل اجتماع ولجنة ومجلس هو الذي يحضر اجندة واوراق الاجتماع ، وهو الذي يصوغ التوصيات والقرارات ، وهو الذي يتابع تنفيذ هذه القرارات والتوصيات . وبالتالي فقد تم اختيار المقررين الخمسة لهذه المجالس ليكونوا من اولاد الرئيس البشير المخلصين ، الذين يأتمرون بامره عمياناً .

+ تم اختيار السيد طارق حاج علي الامين وكيل رئاسة الجمهورية ، وهو موظف خدمة مدنية من حواري الرئيس البشير ، ليكون مقرراً للمجلس السيادي للقصر الجمهوري .

+ تم اختيار الدكتور محمد عثمان الركابي وزير المالية ، وهو من رجال الرئيس البشير ليكون مقرراً للمجلس السيادي للاقتصاد .
+ تم اختيار السيد ياسر يوسف ، وزير الدولة للاعلام ، وهو اخونجي من اولاد الرئيس البشير ، مقرراً للمجلس السيادي للاعلام … وزير الدولة وليس الوزير المركزي دكتور احمد بلال هو المقرر لمجلس الاعلام ؟

+ تم اختيار وزير ديوان الحكم الاتحادي دكتور بيطري فيصل حسن ابراهيم ، وهو من رجال الرئيس البشير المطيعين مقرراً للمجلس السيادي للخارجية ( وليس وزير الخارجية ؟ ) ومقرراً للمجلس السيادي للسلام ؟

إذن الرئيس البشير يتحكم في المواضيع التي تناقشها المجالس السيادية ، وفي قراراتها … من الالف إلى الياء .

رابعاً :

تم تعيين اعضاء المجالس دون مشاورتهم القبلية ، فكلهم إما ترك او متوركين من الوزراء واعضاء المجلس الوطني ، ولم يتم تعيين اي عضو من المعارضة الحقيقية ، رغم ان عضوية المجالس رمزية وشكلية ، ومهمتها البصم بالعشرة على قرارات الرئيس البشير . ولان لكل قاعدة استثناء لتؤكدها ، فقد تم تعيين الدكتور غازي عتباني لعضوية المجلس السيادي للسلام دون موافقته ، فكان ان اصدر بيانه للناس يتحفظ فيه على تكوين هذه المجالس ، وقطعاً لن يشارك في اجتماعاتها .

خامساً :

في كلمة كما في مية ، ضمنت المجالس السيادية للرئيس البشير ان تقوم السلطة على محور شخصه الكريم ، وتديرها أذرعه المختلفة التى تأتمر بأمره ، وترهب المجتمع بصولجانه ، وإحتكارها للسلاح وإستعماله . فيتحكم الرئيس البشير في السلطات الثلاث التي تاتمر كل واحدة منهن بأمره ، ولا تعصي له أمراً . كما يتحكم في السلطة الرابعة الاعلامية ، ويتحكم حتى في المجتمع المدني ، والزي الما فاضح .

صار الرئيس البشير يحاكي الشمس ، التي تدور حولها مجرات مراكز القوى كلها جميعها . إذا إنزلقت مجرة عن مدارها حول الرئيس البشير ، إحترقت ، وصارت أثراً بعد عين ، كما حدث لمجرات نافع والطيب سيخة ، ورامبو ، وقوش .

صار الرئيس البشير لا يري شعبه ، إلا ما يرى .

قال الرئيس البشير :

أليس لي ملك بلاد السودانه ؟ وهذه الانهار ابيضها وازرقها ونيلها تجري من تحتي ، أفلا تبصرون ؟

خرج الرئيس البشير في زينته على قومه . قال العنقالة والزلنطحية ، والريالة الفكرية تسيل على صدورهم :

يا ليت لنا ، مثل ما اؤتي عمر الكضاب ، إنه لذو حظ عظيم .

نواصل في الحلقة الثانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *