حسن اسحق
موت انسان او مواطن في السودان شئ عادي في هذا الزمن،كل مسؤول ووالي ومعتمد وقائد منطقة عسكرية يعطي اوامر بالقتل دون ان يعرض للمساءلة والمحاسبة .قبل فترة عندما كان احمد هارون واليا لجنوب كردفان في حشد دموي قال لجنوده المرترقة (اكسح امسح قشو ماتجيبو حي) في إشارة واضحة لممارسة الابادة الجماعية وانكار لحق الاسري في الحياة . فاحمد هارون الوالي السابق لم يأتي بجديد،فهذا اسلوبهم في التعامل مع قضايا السودان بعقلية اراقة الدماء حتي اسير الحرب لن يسلم من حقدهم الاسلامي ، فجميعهم يفكرون بنفس الطريقة من النائب الاول للرئيس ونائب رئيس الحزب والعسكريين الحزبيين سفكوا دماء بريئة ويساعدون في اهدارها،فهذا طبعهم وسلوكهم الموروث من منظومتهم السياسية .واضاف قائد المنطقة العسكرية في نيالا اللواء السر بشير حسين في حشد عسكري بولاية جنوب دارفور،ان الجيش سيتعامل مع المتظاهرين، علي انهم متمردين ،ولن يتساهل معهم ، وحديث كهذا من قائد رتبته لواء ، وفي منطقة قتل في الشهر الماضي العشرات من ابناء المنطقة ذاتها عندما خرجوا رافضين للاغتيالات المكررة في المدينة ، قتل اسماعيل وادي بطلق مجهول والمجرم يعلمه الوالي ادم محمود جارالنبي الذي قتل في و ايته العام الماضي طلاب المرحلة الثانوية دون ان يحاسبه احد او يقدم من اطلقوا النار علي الطلبة الي المحاسبة.المتتبع لهذا القضايا يري ان الضحايا حقوقهم ضاعت ،المجرمين يتمتعون بالحرية رغم تلطخ اياديهم بالدماء ، اذا كان لواء يهدد السكان بالقتل والتصفية ،والصاق تهمة الانتماء الي الحركات المسلحة ، فهذا مبرر له بارتكاب القتل ضد كل من يرفع صوته رافضا سياسة الحكومة . فالوالي وقائد منطقته العسكرية مشتركان في الجريمة البشعة. وهذا يفضح الفكر الذي يتعامل به المؤتمر الوطني مع المعارضين من ساسة ومواطنين ، فالوالي يقتل ويمارس القتل ويشجع علي ذلك،بالمقابل قائد منطقته العسكرية ، اذا وجد نفسه امام حشد عسكري سيزيد الطين بلة ويلمح لجنوده ان قتل مواطن في هذه الفترة شئ طبيعي ، لان خروجهم تواطوء مع التمرد ودعم لقطاع الطرق والنهابين . لذلك يصرح كل مسؤول حكومي بكل ثقة في لقاء تعبوي وجماهيري بقتل الاعداء وموت المتربصين . هذا الدليل اتضح لنا في المؤتمر الصحفي الاخير حول احداث التظاهرات الاخيرة بين والي الخرطوم ووزير الاعلام وزير الداخلية ، عندما تعلق الامر بالذين قتلهم نيران الشرطة الامنية،بدأ الهروب الي المجهول واتهام الجبهة الثورية بالقتل.
[email protected]