مهدى محمد خير
فى خطابه لمجلس الأمن يوم الأثنين التاسع من ديسمبر , قال السيد جون جينق مدير عمليات المساعدات الإنسانية الدولية التابعة للأمم المتحدة “لقد فشلت الجهود لتطعيم 165,000 طفل ضد شلل الأطفال فى كل من ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق المشتعلتين بالحرب , وأنا هنا اليوم أخاطبكم , أرجو صادقا أن تستخدم أقوى مؤسسة فى الأمم المتحدة نفوذها لتطعيم هؤلاء الأطفال”
وأعرب مجلس الأمن عن قلقه من حتمية وخطورة إنتشار مرض شلل الأطفال فى كل من ولايتى النيل الأزرق وجنوب كردفان , إن لم تنجح حملات الأمم المتحدة للتطعيم فى هاتين الولايتين , ومن ثم تحوله إلى وباء فى كل منطقة القرن الأفريقى.
ولقد سبق أن طالب مجلس الأمن فى الشهر الماضى , طرفى النزاع فى المنطقتين , كل من حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان , أن يقدرا مسئولية وأهمية تطعيم هؤلاء الأطفال , وأن يصلا لإتفاق عاجل بينهما تتمكن بموجبه حملات الأمم المتحدة للتطعيم من الوصول بسلام إلى هؤلاء الأطفال وتطعيمهم حسب الجدول الزمنى المعد لذلك. وهو الأمر الذى كان من المفترض أن يبدأ فى الخامس من نوفمبر.
وفى المؤتمر الصحفى الذى عقده بعد خطابه لمجلس الأمن , قال السيد جون جينق: “لقد سبق أن توصلنا لإتفاق مع كل من حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان , وقد وافق الطرفان على كل التفاصيل التقنية المعدة لحملات التطعيم فى الولايتين المعنيتين , وبينما أعلنت حينها حكومة السودان أنها وافقت على أن تكون حملات التطعيم فى الفترة من الخامس حتى الثانى عشر من نوفمبر الماضى , أصرت من ناحيتها الحركة الشعبية لتحرير السودان أن يكون هناك إجتماع نهائى بين الطرفين , وهو الأمر الذى رفضته حكومة السودان”. وأرف السيد جينق: “لقد أخبرنا الحركة الشعبية أن ليس هناك حاجة لإجتماع نهائى بين الطرفين طالما أتفق الطرفان على تفاصيل الحملة وجدولها الزمنى , ولكن الحركة الشعبية أصرت على موقفها , مما جعلنا نخسر الكثير من الزمن فى مسألة يشكل الزمن فيها العامل الأهم والأخطر”.
وقال السيد جينق: “لقد أوضحت لمجلس الأمن خطورة هذا الأمر ونتائجه الكارثية , ورجوته أن يستخدم كل ما لديه من نفوذ ومن قوة حتى يمًكن طواقم التطعيم من الوصول لهؤلاء الأطفال”. وأردف السيد جينق: ” مجلس الأمن لديه القدرة والإمكانات التى تمكنه من فرض إرادته على طرفى النزاع فى هاتين الولايتين وفتح الطريق لطواقم التطعيم , وبدورنا نحن جاهزون تاما , ونقف على أهبة الإستعداد للوصول إلى هؤلاء الأطفال فى خلال 24 ساعة لتطعيمهم”.
وقال السيد جينق , معبرا عن إستيائه من تهرب طرفى النزاع فى السودان عن تحملهما المسئولية فى تطعيم هؤلاء الأطفال , وإستمرارهما فى إلقاء اللوم على بعضهما البعض فى ذلك , “فى خلال الثمانية عشر شهرا الماضية , لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال إى مساعدات إنسانية إلى أكثر من 800,000 نسمة كانوا فى أمس الحوجة إلى الغذاء والدواء فى النيل الأزرق وجنوب كردفان , والسبب كان أيضا هو نفسه , عدم إتفاق طرفى النزاع مع بعضهما وإلقاء اللوم على بعضهما.
وختم السيد جينق مؤتمره الصحفى قائلا: ” لقد خذل المجتمع الدولى مواطنى ولايتى النيل الأزرق وجنوب كردفان”.
من جانبه عبر السيد ليو جييي , مندوب الصين فى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الحالى , عن قلقله وقال: ” كان مجلس الأمن يؤمل أن تتغير الظروف فى السودان بما يسمح لحملات التطعيم أن تتمكن من تطعيم هؤلاء الأطفال”. ولكن السيد ليو جييي رفض أن يفصح عن الأجراءات التى سوف يتخذها مجلس الأمن حتى تتغير هذه الظروف.
[email protected]