المصدر: الخرطوم – طارق عثمان
تسببت الامطار والسيول التي اجتاحت عددا من الولايات السودانية خلال الايام الماضية في مصرع 18 شخصا بكل من
ولايتي الخرطوم والجزيرة، كما ادت إلى انهيار اكثر من 2000 مسكن، في ذات الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من حدوث كارثة صحية جراء تراكم المياه بالاحياء السكنية سيما بمناطق ام درمان ومحلية الحصاحصا وسط السودان، فيما تشير توقعات هيئة الارصاد الجوية إلى زيادة ارتفاع مناسيب النيل ومواصلة هطول الأمطار.
وأعلن وزير البنى التحتية بولاية الخرطوم احمد قاسم عن وفاة 14 شخصا بالخرطوم بسبب الامطار والسيول فيما افادت تقارير غرفة الدفاع المدني بوفاة أربعة آخرين بمحلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة وسط السودان، واشار الدفاع المدني السوداني إلى انهيار 1857 منزلا بعدد من ولايات البلاد إلى جانب انهيار 301 منزل كليا وجزئيا بمناطق (الحصاحيصا – المناقل الكاملين) بولاية الجزيرة.
وقال قاسم إن ولاية الخرطوم لوحدها استقبلت امطارا بمعدل 2 مليار متر مكعب من المياه وهو نصف كمية الامطار التي تهطل على الولاية في العام واضاف « أن المياه الغزيرة نزلت دفعة واحدة وهذه الكمية الهائلة من المياه تحتاج إلى وقت للتصريف مما جعلها تندفع إلى داخل الميادين والمنازل والمناطق المنخفضة ».
وقالت هيئة الدفاع المدني السوداني ان اكثر الولايات تضررا من الامطار والسيول هي ولايات ( الخرطوم – نهر النيل – الجزيرة )، وكشف مدير الإدارة العامة للدفاع المدني اللواء هاشم الحسين عن التوقعات بزيادة ارتفاع مناسيب النيل ومواصلة هطول الأمطار حسب ما تشير إليه قراءات الارصاد الجوية، مؤكداً تنسيق كافة الجهود بين جميع مكونات المجلس القومي للدفاع المدني لمواجهة الآثار الناجمة عن السيول والأمطار وتقديم الدعم للمتأثرين.
وأعلن والي نهر النيل الهادي عبدالله عن انهيار 900 منزل بصورة كلية بسبب الأمطار والسيول التي اجتاحت الولاية مؤخرا وقال إنه أبلغ الرئاسة السودانية ووزارة الداخلية بحجم الأضرار التي أحدثتها الظروف الطبيعية الأخيرة، كما اعلن معتمد محلية المتمة السعيد عثمان حاجة أكثر من 500 أسرة لمواد ومعينات الإيواء، مطالبة الغرفة المركزية بالإسراع والتدخل بالإمداد العاجل لفك اختناقات وحصار المياه للقرى المعزولة، وتأمينها من مخاطر كارثة صحية وإنسانية وشيكة تهدد المحلية المنكوبة.