- Today 09:16اظهار القوة
حسن اسحق
المؤتمر الوطني عندما يتحدث عن حوار مع الاخرين،دائما يتكلم عن منطق موقفه كقوي وارث هذه البلاد من جده واباه، رغم اكثار حديثهم عن الحوارات والوثبات مع المعارضين له، وهو ليس صادقا في حدود تأمن له الانتقاد، ويظهر هذا جليا في احاديث اعضاءهم، وقال أحد قيادات الحزب في ولاية الخرطوم (نحن ما هبل كي نمنح الحريات، لتسقطنا المعارضة)، واحاديثهم علي شاكلة نحن حوار من موقف القوة لا الضعف. وقرار الرئيس الاخير حول تنظيم العمل السياسي، بداية لوأد الحوار الذي لم يري النور بعد. ويقول ابراهيم غندور مساعد الرئيس ونائب رئيس حزب المؤتمر من منطق القوة الامنية والحزبية التي يستند عليها، ان الرافضون للحوار قراءتهم خاطئة وسيطول انتظارهم.تفهم الرسالة من لم يشارك في دعوة حزبه للحوار لن يجني ثمار الحرية والعمل السياسي التي يبيعها حزبه بالثمن الذي يحدده في سوق السياسة الانقاذية. ومهما كثرت الوثبات والحوارات من شاكلة ايجاد حلول للازمات والوطن اكبر من الجميع،ودعوة الحركات للعودة الي الداخل لتجلس في الحوار الوطني، او المائدة الستينية المستديرة، لان قادتها اورثوا البلاد الحروب والازمات مازالوا يحلمون بحكمه، كأنه زريبة لشيوخ تصر علي حكم اتباعها حتي لو رفضوها. كيف لحوار ان يخرج بنتائج ايجابية ويصرح عسكر النظام بتنظيف التمرد في عملية الصيف الحاسم،وفي ذات الوقت يطلبون من الحركات للعودة الي الداخل، ويحكمون علي بعض قادتها بالاعدام في مسرحية لقضاء الانقاذ، ويرفض القضاء في الفصل او اصدر احكاما بقضايا فساد،شارك
فيها قيادات كبيرة في الدولة، لان القوة دائما هي التي يتكأون عليها، لن يحاكمهم احد ماداموا في مأمن من تطالهم العدالة والسلطة الامنية تتفوق علي السلطات الثلاثة، وهي سن الرمح.ان المؤتمر الوطني يتسلح بهذه القوة اعلاميا، لقدرته علي استغلالها وامتلاكها،ولن يفرط فيها علي الاطلاق، هي ماتبقي له . والفرص التي وجدها المعارضين في التلفاز والاذاعة، هي حوارات معدة سابقا في حدود الممكن المعقول، لن تتجرأ عن فتح ملفات فساد اباطرة الانقاذ، وضحايا الحروب في المناطق المشتعلة، ولا ضحايا ومعتقلين سبتمبر، والاعتقالات، ومحاكمة الجناة من الانقاذيين،انها لقاءات لزيادة تغبييش الوعي الجماهيري المتضرر الاكبر. ولن يسمهم في التغيير الذي ينشده الجميع . ان منطق القوة هو سياسة الحكومة، ولا اعتبار لحريات في حدود الازقة المهجورة .