دارت مواجهات عنيفة صباح الإثنين بين الشرطة وأهالي ضاحية الجريف شرق بولاية الخرطوم، وأطلقت عناصر مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي بكثافة لفض اعتصام بشأن نزاع حول أراضي.
وتمثل الاحتجاجات الشعبية بسبب الأراضي قضية متجددة في الخرطوم، وشهدت ضواحي “حلفاية الملوك” و”أم دوم” و”الشجرة” احتجاجات مماثلة بسبب نزاعات الأراضي التي تصل قيمتها في ولاية الخرطوم إلى مبالغ مهولة.
وبدأ أهالي الجريف شرق اعتصاما مفتوحا منذ الامس بنصب خ
يم في أحد الميادين الرئيسية وإقامة مستشفى ميداني، وسط تفاعل لافت أغلقت معه المحال التجارية عدا الصيدليات والمخابز.
ويحاول المعتصمين العودة لميدان الاعتصام وسط انتشار كثيف لوحدات شرطة مكافحة الشغب التي حاصرت آلياتها الميدان بشكل محكم وأغلقت بعض الطرق الرئيسة، بينما دارت نهار الإثنين عمليات كر وفر من الشرطة والمحتجين.
وبحسب مصادر لـ “سودان تربيون” فإن ملاحقات أمنية طالت قيادات اللجنة المنظمة للإعتصام، حيث تم اعتقال كل من “بدر الدين الزعيم وعز العرب عباس”، إلى جانب سقوط مصابين في المواجهات مع قوات الشرطة.
ويحظى نزاع أهالي الجريف شرق بمساندة قوى معارضة، حيث وصل إلى مقر الاعتصام في يومه الأول “الأحد” وفد من تحالف قوى الإجماع الوطني، بينما زار وفد رفيع من حزب المؤتمر السوداني المنطقة ظهر الإثنين، وتلقى تنويراً عن تطورات الأحداث.
وطبقا لبيان من حزب المؤتمر السوداني مساء الإثنين، فإن وفدا من الحزب تقدمه الأمين السياسي أبوبكر يوسف ونائب الأمين العام محمد يوسف والامين الاعلامي بالإنابة عبد الله شمس الكون ورئيس الحزب بولاية الخرطوم نور الدين صلاح الدين والأمين السياسي بالولاية مواهب مجذوب، التقى المعتصمين بساحة الاعتصام وأبلغهم تضامن الحزب مع قضيتهم.
يشار إلى أن التوتر ما زال يسيطر على المنطقة في ظل حصار أمني لافت مع توقعات بتجدد المواجهات حيث تتمركز تعزيزات أمنية على الشوارع المؤدية إلى الجريف شرق.
وكانت اللجنة العليا لمعتصمي ضاحية الجريف شرق بالخرطوم قد قررت في نوفمبر 2015 إنهاء الهدنة مع حكومة ولاية الخرطوم والعودة للاحتجاجات لحين تخصيص خطة اسكانية للأهالي.
وشهدت الجريف شرق، في يونيو الماضي، مظاهرات عنيفة بسبب النزاع حول الأراضي، سقط خلالها قتيل من سكان المنطقة العريقة.
وبحسب سكان الحي فإن هناك تعديات حكومية من قبل الصندوق القومي للضمان الاجتماعي على أراضٍ بالمنطقة من دون الوصول لمعالجات مع الملاك.