اجتماعات الجبهة الثورية السودانية بالدمازين وأزمة انتقال الرئاسة مرة أخرى

أقلام متحدة

تباينات  القوى السياسية السودانية في المواقف والرؤى والنظرة لما يدور في الدولة السودانية ووضع التحالفات السياسية السودانية بمختلف طبيعتها المدنية والعسكرية منها تؤثر وتتأثر بالواقع السوداني المأزوم وأيضا بالتراكمات السابقة والعلل التي تعاني منها بعض مكونات تلك التحالفات منذ نشأتها.

ولا شك ان تحالف الجبهة الثورية السودانية ليس بمنأى ان تلك التجاذبات السياسية التي تجري في البلاد, غير ان للجبهة الثورية داء عضال يعاني منه منذ تأسيسها هذا الداء هو أزمة الديمقراطية والرؤية الموغلة في النرجسية والانا من بعض قيادات مكونات الجبهة الثورية وهي  اشخاص معروفة ساهمت بكل اسف في وقت سابق في تصدع التحالف بل وفي انشقاقها هي نفسها عن تنظيماتها بذات السلوكيات.

تعقد  بعض مكونات الجبهة الثورية السودانية اجتماعات لها في الدمازين  حاضرة ولاية النيل الأزرق, وبحسب هذه المجموعة فان الاجتماع يهدف الى مناقشة خارطة الطريق التي ستقدمها الجبهة الثورية للقوى السياسية المختلفة لتغليب المصلحة الوطنية وتقديم تنازلات لصالح إنهاء الاحتقان السياسي, غير ان هذه الاجتماعات تعيد للأذهان ذات الأجواء التي عاشتها الجبهة الثورية في عام 2015 وأزمة ما عرف وقتها بأزمة انتقال الرئاسة.

وما اشبه  اليوم في الدمازين عروس النيل الأزرق ببارحة السبت 17 اكتوبر 2015 الباريسية حين انفضت اجتماعات الجبهة الثورية وقتها دون الوصول لاتفاق حول انتقال الرئاسة على الرغم  من ان النظام الاساسي للجبهة حدد بشكل واضح كيفية انتخاب رئيس الجبهة ونوابه ومسؤولي القطاعات والذي نص النظام على ان ينتخب رئيس الجبهة بواسطة المجلس الرئاسي (جميع رؤساء المكونات اعضاء فيه )و بتوافق الآراء، وكذا نواب الرئيس وحدد ايضا فترة الرئاسة وعدد دوراته.

ولكن ما لم تكشفه هذه المجموعة المجتمعة في الدمازين للرأي العام, هي محاولة تغييب أصوات مؤثرة لعدد من مكونات الجبهة الثورية ورؤيتها الواضحة للهيكلة التي يجب ان تكون احدى محاور اجتماعات الجبهة ان تمت وفق أطرها الديمقراطية واللائحية المعروفة ,هذه المجموعة اعادت  ذات الأدواء وذات الشخوص والعقليات التي صنعت أزمة انتقال رئاسة الجبهة الثورية لتعيد انتاج الأزمة  مرة أخرى لتهدد وحدة هذا التحالف الذي يشكل تحالفا مهما على الأقل للمكتويين بنار الحرب الذين ينتظرون تنفيذ  اتفاق السلام وتنزيله واقعا ويحلمون بعودة لطالما انتظروه طويلا .

ليس من المفهوم ولا المعقول ان تدعو هذه المجموعة لوحدة القوى السياسية وهي تقصي مكوناتها بل وتحاول بغباء تغييب أمينها العام والذي يعنى بالدعوة لاجتماعات المجلس القيادي واقتراح الاجندة وتحديد زمان ومكان انعقاد الاجتماع والاشراف علي كل الإجراءات الإدارية , بل ان هذه المجموعة وكونت لجانها بسرية و بتجاوز كل الأعراف وحددت الاجندة بعيدا عن الأطراف التي يجب ان تشارك ,ورفضت كل الدعوات بضرورة تأجيل هذه الاجتماعات لإتاحة الفرصة لكل مكونات التحالف المشاركة بفاعلية في الاعداد وفي اعمال الاجتماعات .

للأسف هذه الاجتماعات ستحدث شرخا كبيرا وربما فرز واصطفاف جديد ليس فقط بين من خططوا ودبروا لاجتماعات الدمازين فقط ولكن أيضا بين مكونات مجموعة الدمازين نفسها , لاختلاف الاجندات والاهداف في اختطاف موقف ورأي التحالف وأيضا السباق المفضوح والهرولة لرئاسة التحالف وهو ليس سرا فان مجموعة أزمة الرئاسة ان جاز لي ان أقول أصرت ان تكون الاجتماعات في الدمازين لتجيير ولتختطف الموقف وأيضا السيد الرئيس الحالي يسعى لتجديد جديد لرئاسته الحالية.

 ان الدعوة للوحدة لا تبدأ باجترار أسباب الشقاق والفرقة , كان الاجدى بهؤلاء ان يوحدوا الموحد قبل الخروج خارج فضاءات هذا التحالف ,وفاقد الشيء لا يعطيه , كان يمكن لهذه الاجتماعات من حيث المكان والزمان ان تمثل رمزية مهمة في اطار تجديد الثورة وادواتها من حيث بدأت شرارة ثورة ديسمبر المجيدة وهي أيضا كان يمكن ان تخرج برؤى ومبادرة قد تسهم في ان تحرك بركة المشكل السوداني المتلاطم لكن شئنا ام ابينا هذه الاجتماعات ستحدث شرخا كبيرا, وبلا شك ستلقي بظلالها على عملية السلام وتطبيقه.

اعتقد جازما ان اجتماعات الدمازين لا تضيف شيئا للوطن ولا للقائمين عليه الا مزيد التأزم وربما خلق مشهد جديد واصطفاف .

 

حسن ابراهيم فضل

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *