منظمة العفو تتهم قوات البشير باستخدام أسلحة كيميائية 30 مرة على الأقل خلال معارك مع متمردين في جبل مرة منذ مطلع العام الحالي.
العرب [نُشر في 2016/10/01، العدد: 10411، ص(2)]
دارفور أزمة لا تنتهي
الخرطوم – شكلت اتهامات منظمات حقوقية دولية للقوات السودانية باستخدام مواد كيميائية في دارفور غرب البلاد، صفعة لنظام الرئيس عمر حسن البشير الذي يسعى لإعادة مد جسور التواصل مع المجتمع الدولي وبخاصة مع الولايات المتحدة الأميركية.
وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت في تقرير لها، قالت إنه خلاصة تحقيق استمر 8 أشهر، القوات السودانية باستخدام أسلحة كيميائية 30 مرة على الأقل خلال معارك مع متمردين في جبل مرة منذ مطلع العام الحالي.
وأشارت المنظمة إلى أن 250 شخصا لقوا مصرعهم بسبب المواد الكيمائية خلال المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وحركة تحرير السودان بزعامة عبدالواحد نور منذ يناير، ما تسبب في تشريد أكثر من 100 ألف شخص وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
ويطالب المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية الخرطوم بوقف الحرب في كل من دارفور ومحافظتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحركات المتمردة، بيد أنها لا تبدي اهتماما فعليا بهذه المطالب حيث ترى في الخيار العسكري (المستمر منذ سنوات) السبيل الأنسب لحسم الصراع.
وتلاحق النظام السوداني تهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان خاصة في منطقة دارفور، وتطالب المحكمة الجنائية الدولية الخرطوم بتسليم الرئيس عمر حسن البشير باعتباره المسؤول الأول عن هذه الانتهاكات.
ومن شأن اتهامه باستخدام أسلحة كيميائية أن يحجم تفاؤل البشير في بناء علاقة طبيعية مع واشنطن، التي تعتبر أن رفع العقوبات التي أقرتها ضد نظامه في عام 1997 مرتبط بإيقاف الحرب في دارفور.
وفي سياق البحث في تداعيات تقرير منظمة العفو الدولية، أعلنت كبرى حركات التمرد في السودان عن إمكانية وقف المفاوضات مع الخرطوم.
وقالت “الحركة الشعبية قطاع الشمال” في بيان لها إن ” قادتها بدأوا صباح الجمعة بدراسة تجميد ووقف المفاوضات مع النظام ومطالبة مجلسي السلم الأفريقي والأمن الدولي بإجراء تحقيق عادل حول استخدام النظام للأسلحة الكيميائية”.