بقلم : أحمد قارديا خميس.
[email protected]
خلال الايام الجارية هناك صولات وجولات تقوم بها لجنتين تضم في عضويتيهما ابناء دارفور, احداهما لجنة الاتصال بالحركات المسلحة غير الموقعة علي وثيقة الدوحة لسلام دارفورالتي تم تكوينها من قبل المؤتمر الوطني, واخري لجنة أم الجرس التي تم تكوينها من قبل ادريس دبي اتنو رئيس تشاد حيث تتحرك اللجنة بين العواصم الافريقية ( الخرطوم وانجمينا وجوبا وكمبالا واديس ابابا) , لملاقاة الحركات المسلحة لمناقشة كيفية انضمامهم لـ(وثيقة الدوحة).
اذا افترضنا جدلا أن المسألة السودانية بدافور لن تحل الا سياسيا, كما يقول كثيرا من ابناء السودان والدول الكبري. وافترضنا أن الحل السياسي في متناول اليد وليس حلما بعيد المنال واستحالة شبه تامة, وصدقنا مع الرئيس ادريس دبي ولجنته المكونة من ابناء دارفور.. أن جهودهم ستنجح في تحقيق حل سلمي سوداني بدارفور, هل يعني هذا كله أن الحل سيكون واحدا بالنسبة للنظام والمعارضة المسلحة,أم أنه سيكون هناك حلان: واحد يخدم النظام وربما عمر البشير شخصيا, وأخر ضده؟. اين ذهبت اتفاقيات (ابوجا ,الدوحة)؟ هل نسي ابناء دارفور في هذه اللجنتين ان الشعب السوداني اجتمع في كلمة واحدة وهي اسقاط النظام؟. هل الازمة السودانية فقط في الحركات المسلحة الدارفورية أم في معظم الاقاليم السودان؟هل ازمة السودان هو ازمة الحكم أم النظام الحاكم؟.
في ظل العجز الاقليمي والدولي في الازمة السودانية, والدعم العسكري والاقتصادي الذي يتحلي به المؤتمر الوطني من الصين وايران وقطر لن ينتج الحل عنه النوايا الطيبة والتفاهمات السياسية, بل سيكون كأي حل بين مجموعة أو فصيل مسلح , ونتائج موازين القوي المسلحة تكون قائمة علي الارض كما حاصل اليوم , ونتائج العلاقات السودانية – التشادية وعلاقات القوي السياسية السودانية, التي تعنت منذ بدء الازمة الدارفورية 2003م, بعوامل رئيسية منها تراخي وسلبية موقف بعض ابناء دارفور وبعض الاحزاب السياسية وتصلب وهجومية النظام السوداني-التشادي, وتصميم النظام عمر البشير علي الحل الأمني- الاجرامي علي المجتمع الدارفوري. تكون احلام السلام الجزئي الذي يبحثونه بعيد المنال.
لابد لنجاح حل السياسي من شرطيين!!
أولا: تبدل سياسات ادريس دبي نفسه والمجتمع الاقليمي والدولي, وثانيا: تغيير في موازين القوي الداخلية بين النظام والمعارضة السودانية عامة لان اليوم قد قال معظم الشعب السوداني التزم باسقاط النظام, وإلا جاء الحل لصالح النظام, في حال تم التوصل اليه في الوضع الحالي!. ووجدنا أنفسنا أمام سؤال أخر مُعبِّر سيطرحه علينا الموقف المحلي (الشعب السوداني) والاقليمي والدولي ونوع الحل هو: اذا كان صحيحا أن عمر البشير يجب أن يرحل وتقديمه للمحاكمة الدولية, كما هو مطلب معظم الشعب السوداني ويقال في معظم عواصم الدول الغربية, هل يكفي لرحيله المطالبة به أم يجب احداث تغيير جدي في موازين القوي لصالح المعارضة المسلحة, من شأنه اجباره علي الرحيل وتحقيق الحل الذي يريده الشعب؟. واذا لم يتقدم المجتمع الاقليمي والدولي باتجاه احداث هذا التغيير, ما معني الكلام من حل سياسي لمصلحة النظام ورئيسه, الذي بدل ان يرحل سيبقي في السلطة ليعيد ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة عام 2015 م, كما هدد السودانيين اكثر من مرة؟
هناك حلان سياسيان في السودان. واحد يريده الشعب وأخر النظام فعن أي حل سياسي مجرد ولا هوية له يتحدث ساسة الافارقة والعرب عامة وادريس دبي خاصة هو الحل لن يكون لصالح الشعب السوداني الذي قدم من الدماء والدموع كي يقبل في نهاية الامر حلا في مصلحة النظام يدمره ويقتل بناته وابنائه دون هوادة؟. ألا يكون السودانيون مجبرين في هذه الحال علي رفض حل يبقيهم مستعبدين, ولا يبقي لهم من خيار غير مواصلة نضالهم في سبيل مخرج يحقق حريتهم ويضمن رحيل الحاكم القاتل..هذا هو الحل يريده الشعب.
لا يجري ابناء دارفور في اللجنتين هذه الحسابات ولا يتفهمونها عندما يواجهون بها. لذلك يكتفون بترديد كلمات عامة عن حل سياسي هو الممكن الوحيد. ثم يقال لنا بعد هذا كله وبالحاح متعاظم ليس هناك حل عسكري, علما بأن احدا لا يعرف حتي سيكون الاولي, ونعرف كلنا أن الثاني ممكن التحقيق اذا التفت الشعب السوداني لكلمة المعارضة المسلحة. ويقبل انتقال السودان الي نظام ديمقراطي هو حلم السودانيات والسودانيون..ومطلبهم العادل.