احمد وتشي
الجميع يتابع هذه الأيام التحركات المريبة الغير اعتيادية لإمارة قطر في أراضي السودان القارة وتقوم بتقديم بعض المعونات المالية للنظام الحاكم تحت زريعة إنقاذ السودان من الإفلاس و الانهيار والمعروف بان انهيار السودان هو واقع
لا جدال فيه بعد أن أدخله نظامه الحاكم في نفق الانهيار هذه . ولكن في الحقيقة التحرك القطري في أراضي السودان لن يأتي بخير لا في الحاضر ولا المستقبل . وخاصة أن تدخل القطري كلها يصب في خانة تخريب العلاقات الأزلية مع الجارة المصرية التي يهرب اليها الملايين من اللاجئين السودانيين .
فقطر اذا افترضنا جدلا بأنها تريد الخير للسودانيين لماذا لا تتدخل كو
سيط محايد يطلبه السودانيين انفسهم من أجل جمع السودانيين الفرقاء كلهم وخاصة ماتزال الحروب مشتعلة في ثلاث أرباع السودان وهنالك الملايين اللاجئين السودانيين في مختلف الدول . وفي تقديري أي تدخل خارجي لإصلاح الوضع القائم كوسيط غير محايد
ودون مخاطبة أسباب الحروب الأهلية من السودانيين أنفسهم لن يفي بالغرض ولن يكون هنالك سلام أو أي شي من هذا القبيل
وخاصة أن قطر تحاول تغطية قضية الإبادة الجماعية و التشريد الذي يمارسه نظام البشير بالمساعدات المالية وقد قدمت قطر عدد 12 طائرة حربية مقاتلة من النوع ميراج قبل ثلاثة ايام من الان وسمعنا انها تعكل علي تمويل صناعة الافلام دعائية عن عظمة السودان . هذه نكتة بأيخة و سمجة لن يثني الشعوب التي حملت السلاح من السير في دربهم نحو القتال بشتي السبل . لرد حقوقهم المسلوبة والمهضومة تاريخيا .
النقطة الثانية المهمة أن السودان ليس بالبلد الفقير الذي ينقذه إمارة قطر قطعا فهي دولة لها إمكانياتها ومواردها الطبيعية والبشرية للنهوض. ولكن هذا لن يحدث ما لم يخاطب السودانيين ذاواتهم عن أسباب اقتتالهم و تشريد بعضهم البعض! منذ فجر ما يسمي باستقلال السودان
إنها لسخرية الأقدار . إن تنقذ دولة مثل السودان من
إمارة قطر ذات البضعة كيلومترات متاخذا تأثيرها علي مجريات الأحداث في الكثير من البلدان العربية منها و الناطقة بالعربية مثل السودان القارة . إمارة قطر التي يقطنها 2 مليون نسمة و70% منهم أجانب مقيمين تحت بند الكفيل وهي عقود تمنح لمن يريد الذهاب الي هناك والتي هي أشبه بسكوك العبودية . وتأثير هذه الإمارة الصحراوية الصغيرة ليست لانها دولة صناعية أو قوة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية مهمة . بل فقط دولة اكتشفت لها النفط من الشركات الغربية في مطلع السبعينيات المنصرمة فباتت تستخدم نفطها في الإعلام و التدخل في شؤون الدول الاخري ودعم الجماعات الإسلامية فيها بالمال والسلاح والإعلام . وبلادي السودان من ضمن هذه الدول التي تأثرت بطريقة أو أخري بالتدخلات القطرية . وهي محكومة بنظام حكم عنصري ديني متخلف جدا . فأنا أعتقد من العار أن السودانيين ال38 مليون نسمة يتفرجون علي بلادهم يتلاعب بها إمارة صغيرة لا تملك شيئا غير الغاز والنفط وهي تفتقر لادني معايير احترام حقوق الإنسان هناك والدليل على ذلك بند الكفيل و كذا قوانينها الداخلية التي لا تتلائم بأي شكل من الأشكال مع قوانين العالم الحديث مع المقيمين .التدخلات القطرية يمكن تلخيصها في الآتي وهذه مجرد رأي شخصي مني
قطر بارتمائها الحالي في السوداني أولا : تريد تصفية حساباتها مع مصر ثانيا :تريد حماية الجماعة الإسلامية الحاكمة في السودان من السقوط . ثالثا :تريد اغتيال قضايا الشعب السوداني المزمنة منذ الاستقلال
رابعا : تريد القول بأن لا توجد إبادة جماعية في السودان بل الأمور كلها عال العال خامسا :أغلب الاستثمارات القطرية لا تدخل في خانة النهوض بالسودان بل استثمارات في شكل عمارات و مباني شاهقة لاظهار السودان وكأنها دولة لا تعيش في حرب أهلية
وهذه يجب أن ينطلي علي أحد يريد مصلحة بلاده وحرية شعبه و احترام إرادتهم.