إعادة إنتاج المهندس أبوالقاسم أحمد أبو القاسم بعد أن تم حرقه بطريقة ذكية بجدة
كان الكل وما زال البعض يعتقد بأنه أحد الأوفياء لقضية دارفور لكن تصرفاته ، وسلوكه وتعامله المفتوح مع الحكومة جعلنا نضع عدة علامات إستفهام حول الرجل ومدى مصداقيته للقضية ، فقد إستطاع التسلل إلى داخل الوفد المفاوض لحركة تحرير السودان وحل محله كغيره من الذين تم الزج بهم كعناصر إختراق ، وهذا يؤكده ما نسرده فى هذا المقال ، كالعادة كان معظم المفاوضين يأتون أما من الأراضى المحررة أو من دول المهجر ، كان هذا الرجل بجدة بالمملكة العربية السعودية ، يذهب منها إلى ابوجا ، لكن المفارقة كان أبو القاسم أحمد يعود بطائرة واحدة مع الوفد المفاوض الحكومى إلى الخرطوم . وعلى كل عاقل عليه أن يتبصر على مدى مقبولية هكذا تصرفات من شخص يقول أنه يحمل قضية دارفور . كيف تقتل الحكومة بعض ممن يحملون هم قضية دارفور ويرافق البعض الاخر ممن يحملون هم قضية دارفور بطائرة واحدة إلى الخرطوم نترك الإجابة للقارئ
عندما تم دعوته لحضور الإعداد لمؤتمر حركة تحرير السودان المقام فى انجمينا عام 2005م والتى تمخض عنه مؤتمر حسكنيتة ، مع العلم أنه غادر أنجمينا بعد يومين متجهاً الى الخرطوم ، لكن ما أريد لفت نظر القارئ إليه أنه أتى من الخرطوم إلى جدة ، ثم منها إلى أنجمينا ، إذا وضعنا علامة إستفهام أيضا على مسألة قدومه من الخرطوم ، أن الأكثر غرابة من ذلك أنه شوهد من قبل أحد رفقاء النضال في قضية دارفور وهو من مقيمى جدة ، أن أبو القاسم أحمد أبو القاسم تم توصيله إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة بسيارة هيئة دبلوماسية تابعة لقنصلية السودان بجدة . لماذا تم توفير سيارة دبلوماسية له وهو معارض و عضو وفد مفاوض مع حركة تحرير السودان المعارض للحكومة ؟ ؟؟
وأخيراً تم القبض عليه فى ظروف غامضة من مقر إقامته فى جدة وتم ترحيله لأنه مطلوب لدى الحكومة السودانية وكان الإشاعة لأنه من رافضي أبوجا تم القبض عليه وتم ترحيله ،هذا ما تبدى للعامة لكن القضية كانت فيها خداع كبير للبسطاء من أهلنا الطيبين في السودان عامة ودارفور خاصة . فكان ذلك أولى محاولات خداع البسطاء ومحاولة لإعادة إنتاج هذا الشخص الذى يقيم بجدة ولا نعرف له عمل محدد يقوم به ويقتات منه ، لكن كان هدف الحكومة من عملية الترحيل هذه هى تلميعه على اساس انه تم سجنه لأجل قضية دارفور ورافض لاتفاقية ابوجا ومحاولة إستخدامه مرة أخرى بطريقة أخرى أكثر ذكاءً ليخدم الحكومة فى قضية دارفور فى موقع آخر فى العلن ، حيث تم ترحيله من السعودية ، وتم حبسه هناك لفترة حتى يخلق منه بطل فى قضية دارفور وكلها سناريوهات مكشوفة لأهل دارفور ، استعدادا لاستخدامه ، حيث تم إطلاق سراحه دون أن نعرف شئ ايضا ،كما أننا كاهل دارفور لم نعرف حتى اللحظة لماذا تم ترحيله ، والمعروف ان الذى يتم ترحيله ، لا يطأ ارض الحجاز مرة اخرى وفي غضون ايام فاذا باوالقاسم ياتي الي جدة بالسعودية ليس ذلك وحسب بل أقام فيها ندوات عامة ليس لتبرير ترحيله بل للترويج لاتفاقية ابوجا الذي رفضها.
لم تخيب الحكومة توقعاتنا فقد تم تعين أبو القاسم احمد أبو القاسم رئيسًا لمفوضية التعويضات ، كيف يستقيم هذا ، تم ترحيله تم سجنه ومن السجن الى مفوضية التعويضات … هذا تناقض أم لا…. ونترك الامر للقارئ ؟؟؟؟
تم ترحيله وقبل أن يتم السنتين عاد مرى أخرى إلى السعودية والمعروف ان الذى يرحل لا يمكن ان يطأها إلا بعد سنتين على أقل التقديرات فكيف يستقيم هذا أيها القارئ الكريم ويا أهل دارفور ؟؟؟؟
ليس ذلك فحسب بل أنه يقيم ندوات فى كل من جدة والرياض وفى فندق وعلى العلن ؟؟
فأهل دارفور لا يرجون من أمثال من يساومون فى حقوق اهلهم لمنافع شخصية ، أو لايجاد الامن والاستقرار لأنفسهم لتمثيل أدوار حسب الأوامر الحكومية ، فقد تم القبض عليه ثم تم إطلاق سراحه ، مقابل ماذا ؟؟؟؟ لماذا لم يطالب المهندس برد اعتبار او رد كرامة ، قبل ان يقبل بهذه الكعكة ؟؟؟ من لا يستطيع رد الكرامة لنفسه لا أظن انه يستطيع ان يرد حق للاخر ناهيك عن رد كرامة .
عبد المنعم الغرباوى
جدة – المملكة العربية السعودية