بقلم: ابوبكر القاضى/ الدوحة
فى هذا المقال — سنحاول بالتحليل استكناه حكمة اصرار الحكومة السودانية على استقبال السفن الايرانية مرتين خلال خمسة اسابيع. بالقطع فان الحكومة السودانية تدرك يقينا ان هذا التعاون العلنى الفاضح مع ايران ليس مجرد لعب بالنار — وانما هو القيامة الرابطة والموت الزؤام — انه اكبر مما يتصوره المثل الغرباوى : (المى حار ولا لعب قعونج) — فالموضوع اكبر من الماء الحار ولعب الضفادع — انه صواريخ تطفى كل بطاريات الرادارات وتضرب فى المليان — ولن تسلم الجرة كل مرة — والجرة هذه المرة قد تعنى القيادة العامة حيث استقر البشير ووزير دفاعه منذ اخبار المحاولة الانقلابية القوشية — وقد تعنى الجرة راس البشير — كيف؟ نقول الكيف مجهول والسؤال عنه بدعة ولكنا نحيل الى حادثة مطار عنتيبى — وقصة القبض على اوجلان —
لماذا لا تبالى حكومة الخرطوم بالغضب الخليجى على تعاونها مع ايران؟
حكومة الخرطوم تدرك يقينا ان استقبالها للفرقاطة (حمران) و (لسفينة الدعم بوشهر) الايرانيتين ستغضب بشدة دول الخليج — والسعودية بصورة خاصة – لكونها الدولة التى تشاطئ السودان على ضفتى البحر الاحمر– وقد عبر المحلل السياسى خالد الدخيل على هذه الحادثة بما يفيد بان السعودية لن ترضى ابدا عن هذا السلوك الاستفزازى — وقد ورد التعليق المذكور فى صحيفة الرياض الحكومية — الامر الذى يجعل هذا التعليق بمثابة رد فعل رسمى سعودى — وقد عبرت السعودية عن استيائها عن الزيارة السابقة للسفينتين عندما اعتبرت رحلة البشير الاخيرة للسعودية زيارة استشفاء انسانية غير رسمية — وبالتالى كانت الزيارة بدون برنامج عمل رسمى — ولم يلتق البشير باى مسؤول سعودى — ونعود الى سؤالنا : لماذا لا تبالى حكومة الخرطوم من الغضب السعودى الخليجى على تعاونها العسكرى مع ايران فى الفضاء المائى السعودى؟
للاجابة اقول انها (وقاحة الفلس) — فالمسالة وما فيها هى نوع من الابتزاز للسعودية — فالحكومة السودانية تقول بلسان حالها للسعودية: نحن مفلسون ماليا — ونبيع خدماتنا لايران (بمقابل) — اذا كنتم تريدون ان نقطع علاقات التعاون الامنى العسكرى مع ايران ادفعوا لنا ماتقدمه لنا ايران من مساعدات عسكرية ولوجستية — و (مالية) — فدول الخليج تدفع لحكومة الخرطوم ولكن حكومة الخرطوم فاسدة — المساعدات والهبات الخليجية تذهب للجيوب ولا تدخل الى خزينة الدولة السودانية
استقبال السودان المتكرر للسفن الايرانية — غزل سودانى لاسرائيل
لبيان الغزل السودانى لاسرائل نسال ذات السؤال — لماذا تلعب حكومة الخرطوم بالنار مع اسرائيل؟ هل تتحدى الخرطوم دولة اسرائيل؟
الحقيقة اليقينية هى ان حكومة الخرطوم قد سعت بكل السبل لتطبيع علاقتها مع اسرائيل مقابل ان ترضى عنها امريكا — الا ان اسرائيل رفضت التعاون مع حكومة الخرطوم — وفضلت اسرائيل التعامل مع دولة جنوب السودان — وبعد الدور الذى لعبته حكومة الاخوان المسلمين فى مصر فى الحرب الاخيرة على غزة — هذا الدور الذى حاز على رضا اسرائيل وامريكا على السواء — هذا الدور انعش امال حكومة الاخوان المسلمين فى السودان فى ان تقبلهم اسرائيل فى نادى الدول– وتتعامل معهم — وتشفع لهم لدى امريكا لايجاد المثوى الامن للعليل عمر البشير — ولو بجانب الهارب (بنعلى) — باختصار ان عمر البشير لا يتحدى اسرائيل — وانما يعرض خدماته لاسرائيل لمنحها امن سيناء وامن البحر الاحمر مقابل التطبيع والامن الشخصى للبشير من الاختطاف وتسليمه للمحكمة الجنائية الهاجس الاكبر لعمر البشير
[email protected]